مقالات

سمراويت : فيصل محمد صالح

23-Feb-2013

المركز

هذه ليست اسمريت التي يكتب عنها صديقنا امير بابكر في نفس هذه الصحيفه لكنها شقيقه لها ومن بلدها ايضا،سمراويت هي اسم الروايه للكاتب الاريتري حجي جابر الذي يعمل بقناة الجزيرة بقطر،والتي نال بها جائزة الشارقة للابداع الروائي.سمعت عن سمراويت من كثير من اصدقاءنا المشتركين ثم جاءتني تسعى وليس من قرأ كمن سمع.

حجي جابر شاعر يكتب الروايه وهنا مقتلي الاول فمن الصفحات الاولى تبدأ قصيدته الطويله تحاصرك باجوائها الاسرة.وتتناثر بين فصولها مقاطع للشاعر السعودي محمد الثبيتي وصديقنا السوداريرتري محمد مدني.بطل الرواية عمر ارتري اما وابا لكنه عش ردحا من الزمن بنصف هويه في جده حيث ولد وعاش معظم سني عمره.ثم تعرف على على ملامح ارتريا من خلال صديقه احمد.وبدأ في تنمية وعيه الوطني والسياسي والتعرف على تعقيدات الواقع الاريتريوصراع الجبهات المختلفة ثم قرر اخيرا ان يبحث عن وطنه في مكانه ركب الطائرة لاسمرا باحثا عن وطنه ونفسه وملامحهفي مقهى مودرنا المطل على شارع الحريه(كومشتاتو)يلتقي بوجه اخر لاريتريا سمراويت الفتاة الارتريه المقيمه بباريس والتي جاءت ايضا لتبحث عن نفسها باسمرا فيتكاملان معاتعارف عمر وسمراويت من خلال نقاش حول رواية رحلة الشتاء صالح للمناضل والكاتب الاريتري الراحل محمد سعيد ناودومن هناك بدءا في التجوال في ارتريا المكان والزمان والتاريخ كانت هناك اكثر من ارتريا تنتظرهما ليتعرفا عليهاهناك من بقي بارتريا تحت كل الظروف وصنع منها صورته الخاصه مثل المناضل سعيد وهناك من ذهب للسودان وعاش على صورة ذهنية من صنعه ايضا ثم هناك عمر واصدقاءه الذين تناثروا في الخليج وبقية الدول العربيه ثم تكمل سمراويت المولوده لاب ارتري وام لبنانيه وتعيش في باريس صورة ارتريا ذات الملامح المتشابكه والمتداخلةيتمشى عمر وسمراويت في شوارع اسمرا وازقتهامثلما يسعيان وراء تشابكات السياسه والتاريخ حيث تتناثر اسماء وملامح لامكنة وشخوص وازمنه تجمعني بها علاقة حميمه وتثير كثيرا من الشجن والحنين لكل من عرف اسمرا وعاش بها زمناوتجعل طعم قراءتها مختلفا جدا عن الاخرينتزخر الروايه بعوالم نفسيه وفلسفيه عميقه ولكن ينجح حجي جابر في محاصرتها داخل اجواء الروايه فتتسلل الى دواخلك وتحيط بك دون انتحس بها ودون مشقة ،تتداخل ازمنة الحب والعشق للوطن والحبيبه والاسرة والتاريخ بلا انفصام وتتقاطع اسئلة الهويه مع اسئلة الواقع السياسي والاجتماعي وسؤال الانا والاخر.لا يتردد حجي جابر في الانتقالات السريعه بين فصول الرواية ينقلك من حوار سياسي ساخن بين محمود ورئيس اتحاد الشباب الاريتري بجده حول سقف الحريات او مع محمد سعيد ناود حول تاريخ وحاضر ارتريا الى مونولوج عشق طويل وشاعري عن سمراويت الاتي صارت دليله العاطفي الى اسمرا واختلطت معانيهما معاهذه الرواية بطعم الزغني والحنين وبرائحة الزنجبيل والشجن وبعمق الحب والجرح والقلق الوجودي وهي تضع حجي جابر امام تحد كبير حين يكتب روايته الثانية وحين يثور السؤال هل اسنزف كل قدراته في هذه الرواية ام لا يزال في جراب الحاوي بعض من السحر القديم.فيصل محمد صالحجريدة الخرطوم الجمعه 22-2-2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى