مقالات

نقاط سريعة – بقلم : أبوبكر كهال

22-Mar-2014

عدوليس

تابوهات أسياس : عرف عن الرئيس أسياس أفورقي ترديده لعبارات مثل : ” لن نسمح بتأسيس احزاب ذات طبيعة طائفية ، أو قبلية ، أو عشائرية .. الخ ” . المفارقة ان من يتأمل في الصورة الراهنة للدولة الإرترية يحتار متسائلاً : أين ذهبت كل تلك المثالية التي تحدث بها الرجل ؟

أقول هذا الكلام وفي ذهني نتائج ما خلصت إليه ” وثيقة المختار ” التي لازالت تصلح كبرهان على ان ما تفضل به السيد ” الفم الذهبي ” ليس دقيقا أبداً . أتمنى لو أن سيادته قرأ سطور تلك الوثيقة . ليس للعمل بها بالطبع فذلك ما لا يمكن حدوثه حسب عقلية الرجل . بل ليتنور وليتثقف ليس إلا .
سؤال :
هل بروز الروح القبلية ، وانتشار العشائرية ، والطائفية التى نراها تنتشر في حاضرنا الراهن . هل هي نتيجة طبيعية نابعة من تركيبة المجتمع الإرتري التاريخية ، والثقافية ، والنفسية ، والإجتماعية ؟ أم ان هناك من يتعمد صنعها والعمل على إذكاؤها و نشرها ؟ ترى ما السبيل إلى وقف هذه اللوثة الكبيرة والخطيرة التى ألمت بعقول قطاعات واسعة من المجتمع ؟
جغرافيات الموت
ليس خافياً ما يتم تناقله خاصة في بلدان المهجر . من أخبار عن مجموعة من الشباب الإرتري تقوم بالقتال إلى جانب الفصائل والتنظيمات السورية المعارضة ، مثل ” داعش ” و ” النصرة ” . ولا أحد – للأسف – يملك المعلومة الاكيدة عن تعدادهم .
لا أود هنا تهويل المسألة ، ولكن ليس من الحكمة الإقلال من شأنها . وعليه أرى انه توجب علينا الآن كمجتمع .. ان نولي المسألة ما تستحقه من أهمية و ان نتعامل معها من باب مسؤوليتنا الأدبية والأخلاقية تجاه شبابنا . وذلك بالعمل على عدم تركهم يذهبون إلى ساحات الحروب الذي تخاض تحت شعارات مذهبية وطائفية . و يبدو ان هذه الساحات ستتسع وستتعدد جغرافياتها . وحتماً ستكون تلك الجغرافيات المشتعلة أو تلك التي على طريقها للإشتعال في حاجة دائمة إلى الرجال . لقد باشرت منذ مدة الكثير من الأقطار العربية والإسلامية ، والعديد من الدول الأوروبية وعلى رأسها المملكة المتحدة . باشرت بوضع قيوداً صارمة للحيلولة دون ذهاب مواطنيها إلى تلك الساحات . فهل سيكون ابناؤنا هم وحدهم من ستأكلهم جغرافيات الموت تلك ؟ !
أحبار رائعة
الاخبار السارة القادمة من الوطن تتحدث عن العثور على مدينة عدوليس التاريخية .
وهو ما تحقق إنجازه بالشراكة بين بعثة علمية أجنبية وعلماء آثار من البلد . لقد كللت اعمال التنقيب و الحفريات بالنجاح ونتج عنها الكشف عن عدوليس المدينة الأثرية الهامة التي ظلت مطمورة تحت الأرض حقبة طويلة من الزمن . سيمثل هذا الكشف بلا شك محطة هامة في تاريخ الكشوفات في بلادنا . واحسب ان الدراسات العلمية التي ستجري على ما تم العثور عليه من مواد و أدوات ستشكل إضافة مهمة نحو تأكيد مكانة إرتريا في تاريخ الحضارة الإنسانية .
صلح وتطبيع
وقف برنامج التلفزيون الإرتري الموجه إلى إثيوبيا الذي كانت تعده وتقدمه كيانات إثيوبيا معارضة . وإيقاف النصف ساعة اليومية المخصصة للمعارضة الإرترية في التلفزيون الإثيوبي هي خطوات سميت في حينها في جلسات سرية عقدت بين الجانبين بوقف الحملات الدعائية والعدائيات . تري ماهي تلك العقبة الكؤود الذي تحول دون تحقيق ذلك الصلح المرتقب ؟
دار نشر إرترية
لقد تحدثت عن حاجتنا الملحة إلي تأسيس دار نشر إرترية في مناسبات سابقة وكانت إحداها حين إستضافتني غرفة الحوار الوطني بالبالتوك منذ نحو أكثر من عام ، وأود تناول الأمر هنا كرة أحرى على أمل ان يصل لمن يجد في نفسه المقدرة على تحقيق هذا الحلم الذي ظل يراود المثقف والمبدع الإرتري طويلا في ان يجد أوعية للنشر يقدم عبرها نتاجاته الإبداعية الأدبية والفكرية والفنية . وانه بات من المهم جدا الآن ان نشهد ولادة هذه الدار ، سيما أن الأدب الإرتري عامة و المكتوب باللغة العربية خاصة يشهد انطلاقات رائعة .
ان تأسيس الدار بالطبع يتطلب شخصية محبة للبلد وتتمتع بنوع من المغامرة والطموح الكبير . قد يتأخر الكسب المادي في مثل هذه المشاريع ولكن على المدى البعيد احسب أنه سيكون من انجح المشاريع الإستثمارية . فلو باشرت الدار كبداية لإنطلاقتها بإعادة طبع الكتب الهامة مثل كتب السيد ناود والشاعر الكبير أحمد سعد ، ومؤلفات السيد عثمان صالح سبي رحمهم الله جميعاً بعد أخذ الإذن بالنشر من الورثة بالطبع ، هل ستخسر الدار ؟ وماذا لو طبعت كتب التراث والثقافة والتاريخ الإرتري الذي ينتج باللغات الإرترية كافة ؟ وماذا عن ترجمة ونشر تلك الكتابات ؟ . ثم ألا يشجع وجود هذه الدار على التأليف ودعم المكتبة الإرترية بالجديد ؟
ختاما أقول ، انني سأقبل ان أصبح من مستشاري هذه الدار و بلا مقابل في مراحل التأسيس على الأقل ، ووضع خبرتي المتواضعة في عالم الكتاب تحت تصرف صاحب او أصحاب دار النشر الذي أصبح وجودها ضروريا في حياتنا الثقافية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى