مقالات

التحالف الديمقراطي .. مؤشرات إيجابية على طريق تجاوز الأزمة .. عبدالله محمود

4-Aug-2007

المركز

بعد خمسة أشهر من الشرخ الذي أصاب جسد المظلة الجامعة للمعارضة الإرترية ( التحالف الديمقراطي الإرتري ) هبت من تلقاء الزهرة الجديدة ( أديس أببا ) نسائم تنبئ بحدوث إختراق مهم في حالة الإنسداد السياسي وأن ثمة ضوء قد لاح في نهاية نفق الأزمة المظلم ،

فالتصريح الصادر عن التحالف الديمقراطي الإرتري ( التنظيمات السبعه ) بتاريخ 26يوليو المنصرم ،والذي نص على تشكيل لجنة للحوار المباشر مع التنظيمات الثلاث في الزمان والمكان الذي يتفق عليه الطرفان، كان بمثابة بصيص أمل لجميع الحادبين على وحدة المعارضة الإرترية والذين سخّروا فكرهم وأقلامهم وجهدهم لرتق الفتق الذي أصاب نسيج التحالف الديمقراطي الإرتري و أقعده عن الهدف الحقيقي الذي التأم من أجله والمتمثل في استفراغ الوسع وبذل الجهد في سبيل اسقاط النظام القائم في أسمرا وإحلال البديل الديمقراطي . قد يبدو للبعض أن عنوان المقال متفائل بعض الشيء – والمؤمن مأمور شرعاً بالتفاؤل- وربما يراه آخرون سادر في دنيا الأحلام وعالم الأوهام إلا أن المؤشرات الإيجابية التي حملها التصريح تعد تطوراً لافتاً خاصة إذا تمت قراءته في سياق التطورات التي سبقته. تداعيات سالبة ومما يحمد للتحالف الديمقراطي الإرتري ( التنظيمات السبعة ) إعترافه بأن الخلاف الذي حدث في إجتماع القيادة المركزية ( كان حدثاً مؤسفاً ودون طموحات جماهيرنا المناضلة وتوقعات أصدقائنا ، وكانت له تداعيات لا يمكننا الإستهانة بها وبإنعكاساتها السلبية فى أوساط جماهيرنا ). وقد تمظهرت تلك التداعيات في حالة الإحباط التي لازمت جميع قواعد التنظيمات الإرترية المنضوية تحت لواء التحالف ومناصريه من خارج عضوية التنظيمات مما أدى لانفضاض السامر عن التحالف ومقاطعة عدد من المواقع الإلكترونية المؤثرة لأنشطته ، كما أفرز مناخ الإنقسام أصواتاً رافضة داخل التنظيمات سواء بصورة فردية أو جماعية نظمت جهودها في أطر وقدم بعضها مبادرات مفصلة لإعادة لحمة التحالف ، وأخذت رقعة الرفض تتسع يوماً بعد آخر وتتمدد على حساب التحالف بشقيه علاوة على الجهود الكبيرة التي تم إهدارها في تبرير مواقف الأطراف المتمثلة في اللقاءات التي عقدها جناحا التحالف لتبرير مواقفهما والمداد الكثيف الذي اندلق خلال الفترة الماضية لمناقشة الأزمة ،هذه الجهود لو سخِّرت تجاه الحملة على النظام كانت ستسهم بفاعلية في بلورة رؤى مشتركة على المستوى القاعدي لمطلوباته.محطات هامة على الطريق :منذ انفضاض إجتماع القيادة المركزية للتحالف في فبراير بالإنقسام المعروف الذي أفرز مناخاً من شيوع ثقافة الأزمة ،حدثت جملة من التطورات الإيجابية أسهمت في التخفيف من غلواء الحدث وأسهمت في تذليل الطريق أمام الحوار ومنها : 1.اللقاء الثنائي بين الإصلاح والمجلس الثوري : بعد مرور أقل من شهر على انشقاق التحالف وقبل أن يجف مداد بيانات المفاصلة بين الطرفين ، ضم قيادتي حركة الإصلاح الإسلامي والمجلس الثوري لقاءاً ثنائياً، و بغض النظر عن مخرجات هذا اللقاء ، إلا أن أهميته تنبع من ضمه لتنظيمين رئيسين من كتلتي التحالف واتفاقهما (على وسيلة الحوار لحل قضايا الخلاف واستمرار الحوارات الثنائية بين تنظيمات المعارضة ) مما أعطى مؤشراً موجبا يصب في خانة إمكانية تجاوز الأزمة الناشبة وأسهم في إحداث اختراق هام في جدار القطيعة بين الكتلتين .2. مبادرة حزب النهضة :تقدم حزب النهضة ، الذي آثر الحياد بعد إنقسام التحالف ، بمبادرة لتجاوز أزمة التحالف مستفيداً من موقع الحزب المحايد الذي يمنحه مساحة للتحرك وسط الكتلتين والتقى بالتنظيمات الثلاثه في ألمانيا حيث أعربوا عن استعدادهم لقبول المبادرة ، وبالرغم من أن الحزب لم يمط اللثام عن تفاصيل مبادرته إلا أنها تعد من حيث المبدأ محاولة إيجابية لتجاوز الواقع الماثل .3. مبادرة فروع السويد :تقدمت فروع أربعة من تنظيمات المعارضة الإرترية بالسويد وهي (جبهـة الإنقـاذ الوطني الإرتريـة ،الجبهة الشـعبية الديمقراطية الإرترية ، الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية، حـزب النهضـة الإرتـري ) بمبادرة بتاريخ 4 يونيو 2007م امتداداً للنداء الذي وجهته بتاريخ 13 مايو 2007م – والذي شارك فيه فرع المجلس الثوري إلا أنه انسحب وفقاً لتوجيهات تنظيمية – إلى جميع شرائح المجتمع الإرتري وأن يمارسوا الضغوط الضرورية على القيادات لتتراجع عن سلوكها الحالي وتسعى لإيجاد حلول وسط لقضايا الخلاف بينها، وكذلك للإسهام في تقديم المبادرات البناءة للخروج من النفق المظلم ، وتكونت المبادرة من ثلاث نقاط يمكن تلخيصها في:1.العوده إلى إجتماع القيادة المركزية للتحالف لأنه لم ينه أعماله.2.تكوين لجنة من رؤساء المجالس التشريعية والشخصيات الوطنية والجمعيات التي شاركت في المؤتمر ورؤساء المكاتب التنفيذية للتنظيمات لإيجاد مخرج من الأزمة .3.تشكيل لجنة قانونية من مختصين وطنيين تفسر النصوص وتقترح البدائل.وتاتي أهمية هذه المبادرة في أنها ضمت فروعاً من طرفي التحالف وتعتبر إحدى صيغ الضغط على القيادات للعودة إلى طاولة الحوار.4.إجتماع القيادة التشريعية لجبهة الإنقاذ :في البيان الختامي الصادر عن الإجتماع الدوري الثاني لجبهة الإنقاذ ، وهي جز من تحالف الثلاثه ، الذي انهى فعالياته يوم 15 يوليو 2007م أكدت خلاله الآتي :1.جددت تمسكها بضرورة أن تجتمع قوى المعارضة الإرترية على إتفاق حد أدنى .2.أكدت التزامها بالميثاق السياسي والنظام الأساسي الذي أقر في المؤتمر الثاني للتحالف .3.أوصت بتجنب انتهاج السياسات الإعلامية المثيرة والاستفزازية التي تؤدي إلى تعميق التوتر وتأجيج الصراعات .4.ضرورة تجاوز المشاعر التنظيمية الضيقة بهدف إقامة مظلة وطنية جامعة .5.تكليف الهيئة التنفيذية بتشكيل لجنة إتصال لإجراء حوارات مع كافة التنظيمات مسترشدة بالمنطلقات التي أوضحتها أعلاه .وتكتسب هذه المبادرة أهميتها من خلال موقع جبهة الإنقاذ في التحالف الثلاثي .5. موقف التنظيمات الثلاثة :أعلن التحالف المكون من التنظيمات الثلاثة موقفه من الحوار عند لقائه برئيس حزب النهضة الإرتري بألمانيا حيث أبدى استعداده للقبول بمبادرة النهضة كما أعلن رئيس القيادة المؤقتة في كلمة ألقاها بأمريكا موقفهم وخياراتهم في التعامل مع الأزمة وأعرب عن استعدادهم الفعلي للحوار .6. مبادرات أصحاب الأقلام :حفل الفضاء السايبري ( الإنترنت ) بمقالات جادة كتبها عدد من الذين يحملون هم القضية ويسكبون عصارة فكرهم ويشحذون أذهانهم من أجل إيجاد مخرج ملائم لأزمات المعارضة الإرترية ،وقام هؤلاء الكتاب بتوصيف الأزمة وتشريح أبعادها وأعملوا مباضعهم في جسدها ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بجهود مشكورة في تقديم الحلول والرؤى التي يجب استصحابها للخروج من النفق ، كل هذه الكتابات أسهمت في توفير التربة الملائمة لنمو فسيلة روح الحوار وكان لها آثاراً مشكورة في تعبيد الطريق ورصف الجسور وتنقية المسارب من أجل إشاعة ثقافة الحوار، وبالمقابل فإن فئام من الكتاب – سماهم بعض الإخوة بكتاب الأزمات – أهرقوا مداداً كثيفاً باللغتين العربية والتجرنية أسهمت في تعميق الهوة وإتساع الشقة بين الأطراف وقامت بدور سالب في تغذية مناخ التشظي الذي استحكم في الساحة الإرترية وصبت المزيد من الزيت على نار الشقاق المستعرة وقامت بالنفخ على نار الفتنة المتنامية وقامت بتحقير رموز المعارضة الإرترية وتسفيه جهودهم ونضالاتهم والاستهتار بتضحياتهم وكسوبهم مما غذى روح التباعد والكراهية بين الأطراف المختلفة .7.تصريح التحالف : التصريح الصحفي الذي أصدره التحالف ،الذي نحن بصدده ، يأتي ضمن هذا السياق للبحث عن مخرج من أزمة التحالف ويعد كما ذكرنا أعلاه مؤشراً إيجابياً يبشر بقرب نهاية الأزمة وذلك إذا تعاطى معه الجميع بعقل مفتوح .توقيعات على دفتر الحوار :وحتى يؤتي الحوار بين طرفي التحالف ثماره المرجوة كياناً موحداً يستطيع النهوض بالعمل المشترك من كبوته وينطلق به إلى آفاق فسيحة بما يسهم إيجاباً في عملية التغيير المنشود يجب أن تتوفر بعض الإشتراطات ومنها :· الإعتراف المتبادل بين طرفي النزاع .· الإتفاق على توصيف ما حدث في إجتماع القيادة المركزية للتحالف باعتباره إنشقاقاً أدى بالتحالف إلى كتلتين كلاهما تتمسكان بالنظام الأساسي والميثاق السياسي والإسم .· بما ان الطرفين يتمسكان باسم التحالف يجب الإتفاق على التمييز بينهما إما بالإقرار لكل طرف بما أختاره من إسم أو التوافق على مسميات بديلة تجد رضى الطرفين .· التحضير الجيد للحوار والتفاوض بين الطرفين وذلك بدراسة جميع السيناريوهات وإعداد الخطط وبدائلها والتحلي بروح المبادرة والإجتهاد في إجتراح حلول جديدة وعدم التصلب على المواقف السابقة ويمكن الإستعانة ببيوت الخبرة في دول الجوار للإسهام في ترقية الأداء التفاوضي للجان الحوار المكونة من قبل الفريقين وذلك كسباً للوقت وإحرازاً للنتائج الإيجابية .· التسامي فوق جراحات الماضي ومرارات التاريخ والإبتعاد عن نبشه أو استدعائه فإن ذلك يؤدي إلى إعاقة العملية التفاوضية وعدم الوصول إلى النتائج المرجوة .· الإستفادة من الكتابات والمبادرات التي نشرت على الشبكة العنكبوتية والتي أقترحت حلولاً موضوعية للخروج من الأزمة .· أما بشأن الخلاف الذي وقع حول تفسير فقرة الميثاق الخاصة بانتخاب رئيس المكتب التنفيذيف يمكن معالجته بالإستعانة بالمقترح الذي تقدمت به بعض فروع تنظيمات المعارضة في السويد ، وذلك بتشكيل لجنة قانونية محايدة مع الإتفاق – إبتداءاً -على إلزامية قراراتها .· توفر الشفافية خلال جلسات التفاوض بمشاركة وسائل الإعلام الإرترية بما يعكس المواقف الحقيقية للطرفين تجاه وحدة التحالف يوفر عنصر الضغط للتسريع بالعملية التفاوضية.خاتمة :وختاماً يجب قبل هذا وذاك توفر الرغبة الأكيدة لدى الطرفين في توحيد التحالف ليس لإعادته سيرته الأولى فحسب وإنما لينطلق كأنما نشط من عقال التشظي إلى رحاب العمل الجاد عبر خطط طموحة تضع نصب عينيها حجم التحدي الماثل وتستطيع بذلك أن تمضي قدماً لتحقيق الأهداف التي التأم عليها شمل التحالف .وبالله التوفيق Abdu974@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى