مقالات

كلمة إرتريا : ليكن 18 سبتمبر يوماً للصحافة الحرة في إرتريا

22-Sep-2007

المركز

دأب الرئيس الإرتري اسياس أفورقي وزبانيته بالاستهتار بمبدأ حرية الصحافة في الحوارات الصحفية التي تجرى معهم بل ويتجاوز الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك بإنكار معرفتهم بعدد من الصحفيين الإرتريين المعتقلين في السجون الإرترية ،

فقد أوردت وكالة الصحافة الفرنسية في مايو الماضي أن أفورقي عندما سئل في مؤتمر صحفي خلال زيارته لإيطاليا عن الحريات الصحفية في إرتريا أجاب باستهتار (ما هي الحريات التي يتمتع بها أولئك الذي يعيشون في مدن الأكواخ بجنوب إفريقيا ) وحول أوضاع الصحفي السويدي من أصل إرتري داويت اسحاق قال ( لماذا تهتم السويد بمنح جوازاتها للإرتريين( ، أما يماني قبرمسقل مدير مكتب الرئيس فعندما سئل بواسطة إذاعة صوت أمريكا حول مدى صحة الأنباء الواردة عن وفاة الصحفي فسهاي يوهنس ( جوشوا ) قال ( لا أعرف الشخص الذي تتحدثون عنه( وكان أفورقي قد أجاب إجابة مماثلة قبل ثلاثة أعوام في برنامج مراسلون الذي بثته قناة الجزيرة حيث نفى الرئيس اسياس أفورقي معرفته بالسيد فسهاي يوهنس الشهير بـ(جوشو ) ، كان وجه الرئيس جامداً وهو يستمع للسؤال ثم وهو يجيب ، وتحجر أكثر عندما باغته الصحفي بسؤال آخر عن أين يوجد السيد جوشو . ومن المعروف أن السيد فسهاي يوهانس (جوشو) مناضل قديم في صفوف الجبهة الشعبية ( الحزب الحاكم ) وبعد التحرير يبدو أن المناضل القديم استنفر طاقاته الكامنة التي نحت به تجاه الاستقلالية ، ومن هذه القدرات :قدراته الكتابية وعقله الناقد ومقدرات أخرى لسنا بصددها هنا . مأساة السيد جوشو تمثل مأساة العديد من الصحفيين المعتقلين ومأساة الصحافة في بلادنا ، فقد وئدت الصحافة المستقلة في إرتريا حين ولادتها حيث داهم رجال الأمن وبقرار من نايزقي كفلو وزير الإعلام حينها ( رجل أمن سابق ) بإغلاق الصحف وملاحقة الصحافيين (بتهم ) مختلقة ذلك بتاريخ 18 سبتمبر2001 م . كما أن أفورقي في لقاء له مع البي بي سي سئل عن سبب حظر الصحافة الحرة فأجاب قائلاً : (ماهو الإعلام الحر ، لا يوجد إعلام حر في أي مكان ، هذا الشئ لا يوجد في بريطانيا ولا في الولايات المتحدة ، في البداية يجب أن نعلم ماهو الإعلام الحر ) .والصحافة المستقلة في إرتريا بدأت منذ وقت مبكر من القرن الماضي، فقد كانت تصدر أكثر من عشر صحف في الأربعينيات ما بين يومية واسبوعية ونصف شهرية وباللغات العربية والتجرنية والإنجليزية والإيطالية نذكر منها صوت الرابطة الإسلامية والإتحاد والتقدم وإرتريا الجديدة ، وإرتريا نوفا وإرتريا المستقلة بجانب مجلة المنار التي كان يحررها عدد من المثقفين الإرتريين .. ثم توقفت هذه الصحف والمجلات بانهيار النظام الفيدرالي واحتلال إرتريا عسكرياً من قبل النظام الإمبراطوري الإثيوبي . نعود إلى فترة ما بعد الاستقلال .. فقد دبت الحياة المدنية في أوساط المواطنين ، وتكاثرت الدعوات إلى تجاوز الشمولية وحكم الحزب الواحد وبدأت الدعوات إلى التعددية السياسية وتفعيل الدستور تسمع في كل أروقة الحزب الحاكم مما دفع الحكومة الإرترية إلى ( تطهير ) صفوفها من هذه الدعوات ( الهدامة ) ، فكان إعتقال القيادات الإصلاحية داخل الحزب الحاكم ثم طالت الإعتقالات كل القطاعات الشعبية ، ومن بينهم رؤساء تحرير الصحف والصحفيين والمحررين والكتاب والكثير من المثقفين والمعلمين كمحاولة لإغراق إرتريا في بحر من الظلام الدامس . ويذكر أن هؤلاء المعتقلين لم يواجهوا بصحيفة إتهام ولم يقدموا لأي محاكمات علنية ولا تعرف أماكن احتجازهم حتى الآن . وختاماً فلنتضامن لإطلاق سراح الصحافيين وسجناء الرأي المعتقلين في سجون النظام الإرتري و ليكن يوم 18/9 يوماً لحرية الصحافة والصحافيين في إرتريا . نشر في صفحة رسالة إرتريا التس يصدرها المركز في جريدة الوطن -21/9/2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى