مقالات

وترجل الفارس : بقلم /جمال صالح

23-Jul-2010

المركز

صدمة الفراق فتحت خزانة الألم في صدري وهي مملوءة بالخواطر والأفكار التي تري أن الدنيا ليست بدار إقامة ولكنها دار انتقال لمن عقل، إذا أضحكت أبكت. وإن هي أقبلت تولت‏،‏ وإن أعطت فأيامها دول‏،‏ وخزانة الألم مفتوحة علي مافيها في هذا الموقف الشديد‏.‏

لقد إنتقل عن دنيانا بالأمس الموافق 21 يوليو 2010م إلى جوار ربه المناضل/ تسفوهني مسفن نائب رئيس الجبهة الديمقراطية الشعبية الإريترية إثر حادث مرور أليم في منطقة إقليم الأمهرة، وهو في طريقه لحضور أحد إجتماعات القيادة المركزية للتحالف الديمقراطي الإريتري والمشاركة في فعاليات ملتقى الحوار الوطني بأديس أبابا. الشهيد/ تسفوهوني مسفن يعتبر أحد الذين إلتحقوا بالثورة الإريترية في ريعان شبابهم‏ إذ لم يتجاوز عمره حينها السابعة عشرعاماُ، وكان في منتصف السبعينيات من القرن الماضي. وكل من يعرفونه في تلك الفترة يصفونه بكل الصفات الكريمة من خلق وكرم وشجاعة ونكران ذات. بعد ظهور الإنقسامات داخل جبهة التحرير الإريترية عقب إنتهاء الحرب الأهلية الثانية كان الشهيد ضمن من إنتسبوا إلى جبهة التحرير الإريترية – القيادة المركزية – ساقم، وتدرج فيها حتي أصبح ممثلها في السودان. ومن ثم تم إختياره في المؤتمر التوحيدي عام 2007م نائب للرئيس. وظل يشغل هذا الموقع حتى يوم وفاته.لقد عاشرت الشهيد/ نسفوهوني ما يقارب السبعة عشر عاما في السودان والميدان وإثيوبيا. فكان خير نموذج للإنسان المثالي، والوطني الغيور، والمناضل المثابر، والمتحدث اللبق، والمستمع الجيد، طيب المعشر ودود بيته مفتوح للجميع حيث كرم الضيافة اللا محدود.لقد جاء رحيله المفاجئ في وقت تستعد فيه قوى المعارضة إلى عقد ملتقى الحوار الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي الذي كان المرحوم يتطلع للمشاركة فيه، لكنها إرادة الله. وما زاد ألمي هو أنني لم أتمكن من الحضور لوداع الفقيد الوداع الأخير‏.‏ ورغم المشاعر الحزينة التي عجت بها خزانة الألم علي الفراق الأليم‏ ، إلا أنني كنت أتوق لإلقاء النظرة الأخيرة عليه لأطبع صورته في قلبي‏، وأدفن محياه في عقلي وذاكرتي‏ حتي لا تنساه‏ أو تشتاق إليه. لكنني بقيت حيث أنا أردد ما يحفظه لساني من أدعية دون وعي‏، فكل الوعي منشغل به، وبهذا الموقف المباغت.فتح هذا الموقف خزانة الألم من جديد علي الفوضي القيمية التي يعج بها المجتمع الإريتري‏، ليس في التناقضات والأختلافات بين القيم والمعايير فحسب‏، ولكن في الأولويات وتصدر الهوامش للوعي العام علي حساب الأسس والجواهر والأصول في القيم والأفكار‏. وأتمني أن يكون ملتقى الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي هدية تقدمها‏ المعارضة الإريترية لروح الشهيد/ تسفوهوني مسفن، ومن سبقوه من أخواننا الشهداء بتوحيد الصف الإريتري في حسم المواجهة مع النظام، وتحقيق الديمقراطية والسلام في بلادنا.أخر الكلام: أتوجه بالتعزية لأسرته المكلومة متمثلة في زوجته السيدة/ ترحاس تسفاي وأبنه/ مريح وأبنته/ إليلتا، و الشعب الإريتري عامة ، و قيادة الجبهة الديمقراطية الشعبية الإريترية وكل عضوية التنظيم، وقوى المعارضة، وكل أهله وأصدقاءه ومعارفه في الداخل والخارح. وأرجو من الله العلي القدير أن يلهمنا جميعاٌ الصبر والسلوان وحسن العزاء. أنا لله وإنا إليه راجعون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى