مقالات

و كان ختــــامـــه طين …حنان مران

25-Jan-2013

المركز

ختامه :وكما تعودنا فى نهاية كل عام نحصد ختام العام السياسي فى الساحة الأكثرإثارة للقلاقل والغبرة فى شرق إفريقيا ، وكان من الطبيعى أن يكون أكثر حصاد الغبرة تراباً وفى أحسن الأحوال طيناً مجازاً لذلك كان من المفترض ان يبقى عنوان المقالة ” ختامه طين”

إلا أن أمرين حدثا فجعلا عنوان المقال فى خبر كان و تأخرها عن موعد النشر قبيل نهاية العام ، وعن مسارها الرصاصى الراصد للهباب والرماد والطين المعارض المتراكم على هامش أرصفة السياسة ، أولهما : وعكة صحية ألمت بى ظننت معها أن ” ختامه سيكون بالفعل طين ” على المستوى الشخصى إلا أنه تكشف لى بعدها إنها بدايات بشائر مسك خاص، وهو ما عطل إخراج المقالة عن وقتها، ثانيهما : بشائر المسك العام التى هلت من أسمرا وفاح عطرها عبر نشرات الأخبار العالمية بمحاولة الإنقلاب أو حتى التمرد العسكرى الفريدة والتى برغم كل ما حدث ويحدث إلا إنها سكبت بعض المسك فى حصاد العام الــ ” طيــــن” وبدأت بشائر عام يكفى مثل هذا الحدث لينثر بعض المسك ويبث فى نفوسنا أمل التغيير المنشود بسواعد الوطنيين الأحرار دون تدخل أجنبى يذكر أو معارضة أثرية أثيرية منهكة .سيـــــرة مطيـــنة :أول الإنسان طين، وآخر مثواه إلى طين، وبين الطينين تكون سيرة إبن آدم التى إرتضاها لنفسه وقد رحل فى الربع الثالث من العام المنصرم “زيناوى” مخلفاً جدلاً حتى بين أبناء جلدته فى كونه ترك سيرة ذاتية سياسية عطرة أو عكرة وما إذا كانت المعارضة التى فقدت أباها بالتبنى ستوفق فى غيابه أم تزداد فى النكرة والتغييب، وأما ” أفورقى” فقد مارس فى الربع الثانى من العام هوايته فى اللعب مع الشعب بالشعب ،بإشاعة خبر الرحيل الوهمى ، تاركاً الشعب يتخيل ويتمنى ،، ويحلم ،، بينما كان سعادته فى مختبئا فى كواليس المسرح يشاهد فى أريحية سيناريو خروجه من الدنيا ومآلاته وإنعكاساته، وبالمرة إتاحة الفرصة لأبطال المسلسل الكوميدى ” أحلام الفتى المعارض” بعرض حلقات سيناريوهاتها الكوميدية على شاشات المواقع والفيس والنزول بمستوى العرض إلى الطين.إنجـازات طينية :رياضياً : الهروب المتكرر للأفراد والجماعات من الفرق الرياضية خاصة فى أوليمبياد لندن، وهو إنجاز كروى طينى متأصل و متميز منذ أعوام عديدة.ثقافياً : وصول التجرينيا إلى العالمية، حيث وجدت آثار حروفها منقوشة فى مجاهل جبال سيناء بيد شبابنا المغتالون هناك كرامةً وروحاً وكأنها هيروغليفية عصرية مطينة.كذلك تخلى وزير الإعلام اللصيق للرئيس وساعده الأيمن عن مهامه وإختفاءه من الوزارة والبلاد لشهور مضت وكأنها ضربة موجعة ومحاولة من القدر للي ذراع الرئيس الذى لا يظهر مقدار ذرة من وجع ويوجع شعبه بعنجهيته. إقتصادياً :برغم إرتفاع مؤشر الإقتصاد الكلى للبلاد فى بداية العام المنصرم بنسبة 17% بعد إكتشاف مناجم الذهب وتوقعات بإنتعاش وإزدهار القطاع الإقتصادى، إلا أن النظام بالداخل بدأ التوجه فى نهاية العام نحو تبنى ” سياسة الخصخصة” لإستعادة توازن الكفة المائلة إقتصادياً وفى هذا إعتراف خفى بفشل الدولة إقتصاديا لدرجة التخلى عن بعض الخدمات والمؤسسات الحكومية لصالح القطاع الخاص وهى الحلول التى تلجأ لها معظم الدول النامية .أخبار المعارضة :تماما مثل أخبار الحوادث ، يتابعها من يتابعها من المترقبون للأحداث المخيفة لإتخاذ تدابير السلامة والنجاة، ويتجنبها المتفاؤلون بعد مشرق من محبى الحياة ومترقبى الإنتعاش بل ويتفادونها لمزيد من الهدوء النفسى، وأما أخبار المعارضون تماما كأخبار النجوم !!!الطريق إلى قندهار:المعارضة الإسلامية ” رغم تحفظى على المسمى” فإن أكثر ما يصدق عليها فى العادة قوله تعالى ” الهاكم التكاثر ” (!) فقد أصبحت تنطبق جزئياً أو ربما كلياً على قيادات أحزابنا الإسلامية ،فوراء كل قائد حزب قبيلة من صلبه ، ووراء كل مظهر ولحية أو لقب أو كنية ، فكر إسلامى مقلد ( أفغانى _ إخوانى _ سلفى) وليس نابع، وهو ليس عيبا فى حد ذاته إن تم النقل المطابق مظهرا وجوهراً وقصدا ونية ، ومن المعلوم أن الطريق إلى قندهارومن ثم الجنة محفوف بالمكاره والشهادة ،إلا أن هذه الجزئية غير مطابقة فى النسخة الإرترية بل على العكس تماما ، فإن الطريق إلى أسمرا وبالتالى كرسى العرش يبدو محفوفاَ بالمباهج واللهو والتكاثر لذلك لم يتعجله أحد فإنما هى إحدى الحسنيين ، إما المباهج وإما أسمرا ، وفى كل حياة حافلة . نضال البالـــ :وبعد أن كان النضال له معنى واحد وهو الفداء بكل ما هو متاح بدءاً بالجسد وإنتهاءاً بالروح فداءاً للوطن ، لا بارك الله فى التقنيات التى علمته الكسل وبات النضال فى الفيس والبال والتوك ، بأقل تكلفة ممكنة وهو الوقت الذى يقتل به البعض الكثيرمن ” العامة ” فراغه الروحى ويضمد به جراح غربته ، وينتعش به بعض وجهاء المجتمع ويشعرون بأهمية وبطولة وشعبية عبر الأثير وعلى أقل تقدير راحة بـــــالـ .إعلام المعارضة :الإعلام كلمة فضفاضة جدا بالمقارنة بما تقدمه وسائلنا الإلكترونية عبر المواقع من أخبار وتحليلات ومقالات راصدة للأحداث وغيره، وعلى الرغم من ذلك فقد أطلق عليها مجازا إعلام لكن ينقصه الكثير حتى يستوفى ويستوعب معطيات الصفة وموجز الكلمة ، فالإعلام يعنى بالدرجة الأولى بنقل الخبر أو الحدث فى وقته وبأكبر قدر ممكن من الصحة والمصداقية لتصل المعلومة للناس دون تضليل أو على أقل تقدير دون حاجة ملحة للبحث حول مصداقيتها وهذا لا يتوفر بالعادة فى مواقعنا الإخبارية حيث ترد معظم الأخبار ” خاصة ما يتعلق بالداخل” مذيلة بعبارة ” ولم يتسنى لنا التأكد من صحة الخبر ” وطالما أن المنظومة الإعلامية تنشر أخبار لا تعلم مدى صحتها ولا مصداقية مصدرها تتساوى فى ذلك مع العامة فى تناقل الشائعات حتى تثبت أو تنفى من تلقاء نفسها و بهذا تفقد المنظومة الإعلامية الكثير من خصوصيتها ويصدق عليها مسمى ” المقهى الإلكترونى” أكثر من غيره.قراءة الجبنة :ولأن الكثير من التحليلات والتكهنات بما يحدث داخل إرتريا أوخارجها مما له علاقة بالتغيير المنشود أصبح كقراءة الفنجان وتتبع خطوط الكف لعلها تفسر متى يلحق “الكف” بمن لعب بمقدرات الشعب وكرامته، أو يلحق الكف بالكف ضاربا نفسه أخماسا فى أسداس فى إنتظار “كف” القدر ليلطش صاحب “الكف” الذى أكله الشعب وأصيب منه بتخمة حد فراغ العقول من إيجاد وسيلة للتخلص من دكتاتور إفريقيا الذى أدخلنا التاريخ من أضيق أبوابه إلى حد لم تنفع معه قراءة الفنجان ونبحث الآن إمكانية قراءة ” الجبنة” كاملة لعل وعسى.التطير بالــ 13معلوم أن الكثيرون يؤمنون بالتطير من الرقم 13 ، وكنت مع بداية العام أشعر وكأنه عام التطير على النظام ” من دواعى قراءة الفنجان” وعلى سبيل الفكاهة التى تحمل الحلم والألم والأسى ، أتوقع أن يسقط النظام كاملا غير منقوص فى الثالث عشر من الشهر الثالث عشر من العالم الثالث عشر بعد الألفين ويمكن إيراد هذا الخبر فى إعلامنا المعارض دون الحاجة لتذييله بعبارة ” لم يتسنى لنا التأكد من صحة الخبر” لعدم الحاجة لذلك.نلتقى بعد الفاصل فى أولى مقالات العام الثالث مع أبطال الإنقلاب ومألآت النقلة النوعية التى أحدثوها فى تاريخنا المعاصر.حنان مرانhmaran1@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى