مقالات

كلمة إرتريا : احتفالات الجبهة الشعبية في السودان من زاوية أخرى

10-Jun-2007

ecms

الجبهة الشعبية دون غيرها من التنظيمات الإرترية حتى إبان الكفاح المسلح كانت تجيد اهتبال الفرص بأحسن ما يكون ، وكان المبدأ الميكافيللي هو الضابط لمعاملاتها وعلاقاتها ، ولا تلام في ذلك كثيراً فقد أصبح ذلك هو محددات كل السياسات الناجحة في العصر الحاضر ،

وهي سياسة تستند في فلسفتها على ( المواطن الصالح ) وليس الإنسان الصالح ، وكعهدها في استغلال الفرص ، استطاعت أن تستفيد من الانفراج الذي حدث في العلاقات بينها وبين السودان فدفعت في أول مناسبة وجدتها ( أعياد الاستقلال ) وهى مناسبة عزيزة على نفس كل إرتري ، بفرقة كبيرة وفريق متكامل من التلفزيون الإرتري لنقل احتفالات الخرطوم ، وحرصت أن تضم الفرقة كبار الفنانين الإرتريين على رأسهم برخت منغستآب ، وزينب بشير وإيلسا كيداني وفاطمة إبراهيم ومحمد عثمان ( قندفة ) وودشاويش وكحساى برهي وغيرهم من العازفين والفنيين كما ضم الوفد الإعلامي أحمد شريف وعدداً من السياسيين من بينهم الأمين العام للجبهة الشعبية الأمين محمد سعيد الذين خفت صوتهم وضاعوا في زحمة الفرقة الفنية .وهكذا على مدى ثلاثة أيام في الخرطوم وجولة تشمل كسلا وبوتسودان وفق الإعلان احتفلت الجالية الإرترية بأعياد الاستقلال ـ الجالية كيان يظهر دائماً مع تحسن العلاقات بين السودان وإرتريا ولا يعرف احد من يمثل ومن يمثله ـ ونقل التلفزيون الإرتري على مدى يومين احتفالات الخرطوم بكافة أعطالها الفنية وغبارها من الألف إلى الياء ، ورقص الشباب الإرتري على أنغام الفنانين والإلحان الشجية ، خاصة في الحفلة التي أقيمت في الساحة الشعبية ، والخاطر الذي ساورني هو هل يرى الرئيس هذه الاحتفالات ، وهل يرى حجم الشباب الموجود فقط في الخرطوم وكله معتز بجنسيته وفنه ولكنه لا يبدى أي أسف على فراق وطنه ، ومستعد للانتحار بدل العودة إلى الوطن ، وهل لا حظ السيد الرئيس الغياب الكبير لشريحة الشباب في احتفالات اسمرا عكس احتفال الخرطوم ، وهل الرئيس مستعد فقط لدقيقة واحدة للتفكير في هذه المفارقة ، وهل يستطيع أن يربط ذلك بالأزمة الاقتصادية والأمن الغذائي المهدد الذي كان جلّ خطاب الرئيس في حفل الاستقلال ، على كل لا أعتقد أن الرئيس على استعداد للتفكير في ذلك ، طالما هو موجود كرئيس على كرسي السلطة ، عموماً لا نملك إلا أن نقول للسيد الرئيس كل سنة وانت رئيس وعقبال السنة العشرين وأنت رئيس على دولة قوامها العجزة والأطفال ، وحينها قد تتحدث عن الأمن الصحي أكثر من الأمن الغذائي .* نشرت في صحيفة الوطن عدد الجمعة 8 يونيو 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى