رئيس المجلس التشريعي لحزب النهضة: هذه هي أسباب الانقسام في الحزب.
شهد حزب النهضة الاريتري للعدالة انقساما حادا أدى إلى ظهور حزب آخر بذات التسمية والشعار مما اوقع المجلس الوطني للتغيير في حالة من الاستقطاب بين هذا الطرف او ذاك، كما أحدث الانقسام بلبلة واسعة في صفوف عضوية الحزب. عدوليس جلست لرئيس المجلس التشريعي للحزب الاستاذ محمد صالح حقوس واستمعت لحيثيات الانقسام واسبابة وكيف تعاملت قيادة الحزب معه.
عقد القيادة المركزية للحزب اجتماعاته الدوري العادي في الشهر الجاري أرجو إلقاء الضوء على أهم قراراته علما بان الاجتماع يأتي بعد مرور الحزب بتجربة الانقسام الثاني في تاريخه؟ نعم تم عقد اجتماع القيادة المركزية في أكتوبر يومي 18-19 وكان من المقرر له أن يعقد من قبل لكن نظرا لما حدث من مشكلة تأخر ولكن الحمد لله كان الاجتماع موفقا وتم الوقوف على المرحلة السابقة واستخلاص العبر منها والتهيؤ لعمل أكثر تنظيما وأهم القرارات هي تحديد موعد عقد المؤتمر الخامس وتعيين رئيس اللجنة التحضيرية والتأكيد على حل أي إشكالية ضمن الأطر التنظيمية ، وحث الأخوة الذين خلقوا الأزمة بالعودة إلى صوابهم. 2/ هل تعتقد أن عملية الإحلال والإبدال التي قام بها الدكتور محمد برهان في مكتبة التنفيذي هي القشة التي سرعت بانقسام الحزب أم هنالك أسباب أخرى؟ اعتقد بان رئيس الحزب هو من له الأحقية في اختيار من يعملون معه كأعضاء بالمكتب التنفيذي ويقوم بتقديمهم للقيادة المركزية للمصادقة وهذه العملية تتم دوريا مع كل اجتماع دوري يعقده القيادة المركزية للحزب حيث انه من المعلوم بان المكتب التنفيذي برئيسه مدة صلاحيته هي بين فترتي اجتماع دوري للقيادة المركزية وبالنسبة لشغل المواقع هي أيضا ضمن اختصاص رئيس الحزب وعلى هذا اعتقد بأنه فيما ذكرت لم يكن السبب فيما حصل ، وفيما يتراءى لي هو انطباع سلبي حول جريان العمل برمته وعدم رضا وهذه نظرة تختلف من شخص إلى آخر كل منا له فهمه وإدراكه لما يجري وكل منا يمر تحت تأثير جوانب كثيرة ولكن في نهاية المطاف وحسب مقتضى العمل التنظيمي يجب الوصول لرأي موحد عبر تقييم مشترك .
هل تمت التعديلات وفقا لدستور الحزب وصلاحية الرئيس ام كانت عملية تدخل جراحي؟ استقلالية القرار داخل الحزب هو ما نعمل به ونحافظ عليه وتجربتنا بكل إشكالاتها نعتبرها انارات في درب مسيرتنا بحيث أننا نستلهم منها العبر وبالتالي كل القرارات تتم وفق الصلاحيات المخولة بالنظام الأساسي . 4/ يؤخذ البعض من قيادات الحزب وقيادات في المعارضة الاريترية على الدكتور محمد برهان وقيادة القيادة المركزية تهاونها مع العضو التنفيذي محمد إمام في تقاربه مع النظام ولقاءاته مع قنصل النظام كيف تفسر ذلك ؟ أعتقد بان حزب النهضة الارتري للعدالة ككل التنظيمات العاملة في الساحة له كينونته المستقلة وله مؤسسات تعمل داخل الحزب والدكتور محمد برهان إدريس يرأس المكتب التنفيذي وهو يدير عمله وفقا للنظم الداخلية بالحزب ومقتضيات الوضع الذي هو بالتأكيد يختلف من حزب إلى آخر وبالتالي ليس بالضرورة أن تتطابق التنظيمات في كل شيء وإلا لما احتاج الارتريين لإيجاد تنظيمات متعددة وبالتالي الذي ينبغي هو أن يتم فيما بينها التناصح والتعاضد بناء على الروابط الودية والهدف العام المشترك وما حصل من العضو التنفيذي تنظيميا تم الوقوف عليه وتم اتخاذ الموقف المناسب بعد التعرف على الملابسات والظروف وهذا بالتأكيد سوف يخدم تجربتنا لأنه حدث لم يسبق له مثيل وفي ذات الوقت أحب أن أشيد بالذين تواصلوا معنا من غير ضجيج التواصل الاجتماعي لفهم الموقف وإبداء ملاحظاتهم أما ما بدر من البعض باعتبار الحدث طامة كبرى تهد كيان المعارضة فهو يعبر عن فهمهم وبغض النظر عن النوايا فنحن ماضون في أداء عملنا الذي تحملناه عن قناعة وهو مقارعة النظام حتى تتحقق بإذن الله أحلام شعبنا في الحرية والكرامة والعدالة .
الانقسامات تأتي دائما نتيجة تراكم أخطأ.. ومرارات وتجاوزات يصعب معالجتها هل وصول الدكتور برهان وبعض أعضاء مكتبة التنفيذي من الوجوه الجديد هي واحده من الأسباب ام هنالك أسباب أخرى حسب رأيكم؟ تراكم أخطاء هي جزء من الأسباب ولكن بشكل عام هو نتاج ضعف عام وتراجع في الأداء أدى إلى الانشغال في ذواتهم بعيدا عن مقارعة النظام وابتداع الأساليب ، ولازالت تجربة العمل السياسي هي محل اجتهاد ويوجد نقص كبير في ثقافة الممارسة السياسية فالتنظير شيء جميل لكن الممارسة هي المحك وهي بحاجة إلى ضبط النفس وعدم متابعة الهوى وبدلا من ذلك يتطلب إعمال العقل والتذكر دوما بالغايات النبيلة والأهداف العظيمة ، وضرورة تضافر الجهود للوصول لتلك الغايات ، أن العمل كمجموعة بحاجة إلى تبادل احترام والصبر حتى الوصول إلى مرحلة انسجام وتوافق في معظم شئون العمل وفي هذا يلعب أصبح الخبرة دورا عظيما في احتضان الجدد مع التسليم بوجد فروقات فردية عطفا على اختلاف التجارب السابقة وفي اعتقادي وصول الدكتور ومجموعة جديدة في المكتب التنفيذي ليس هو السبب لأنه أصلا إذا لم نتهيأ للتجديد والإبدال وضخ دماء جديدة فان الحزب لن يكتب له الاستمرار أما السبب الحقيقي يظل في صدر من قاموا بالعمل المشئوم وأنا لا اسميه انشقاق بل عمل من نوع جديد يمكن أن نبحث له عن التوصيف اللائق وحتى ذلك الحين اقدر تسميته بمحاولة انقلاب على القيادة الشرعية وكل الذرائع التي صاروا يتحدثون عنها كمبرر لما ارتكبوه لا محل له من الإعراب .
هل تمت محاولات لرأب الصداع بين الطرفين من عضوية الحزب او خارجة من أصدقاء الحزب ؟ حتى الآن من وجهة نظرنا نحن نعتبر هؤلاء الأخوة في لحظة حماسة ارتكبوا حماقة وبالنظر لما نحن عليه ربما من دواخلهم يتأسفون ويتمنوا لو أنهم لم يعملوا ذلك ، وعليه فإننا نمني أنفسنا بان يفيقوا من لحظة الفوران وتأتي لحظة الهدوء ويقوم العقل بالتفكير الذي يهدي إلى التراجع وهذه اللحظة هي التي نعد لها العدة ومن اجل ذلك تم تكوين لجنة الصلح وسوف تقوم بعملها وفي حالة احتجنا إلى العون الخارجي هناك مساعي سيتم إفساح المجال وبشكل منظم حتى نصل إلى حل الإشكال والتئام الشامل بين رفاق عملوا لما يقرب من عشرون عاما وهذا سيؤدي إلى إعادة الثقة للجماهير الداعمة للحزب .
لوحظ تبنى بعض الأفراد والكيانات من أطراف المعارضة تبني وجهة نظر الطرف الآخر والترويج له كيف تفسر ذلك؟ الأفراد والكيانات هم أحرار في تبني ما يشاءون وهي قناعات مبنية على اعتبارات عديدة ونحن لا يمكن أن نفرض وصايا على الآخرين وكلما علينا هو أن نوضح للجميع ما يجري وفقا لما تعاهدنا عليه من برنامج سياسي ونظام أساسي الكل بالحزب ملزم بذلك حتى عقد المؤتمر الخامس الذي تتم فيه مراجعة المسيرة ويمكن عندئذ إجراء التعديلات اللازمة في كل شيء فيما من شانه أن يسمح لنا العمل بمرونة تقتضيها الظروف وتتحقق معها أماني وتطلعات عضوية الحزب التي نذرت نفسها لخدمة الشعب والوطن .