Uncategorized

قراءة في “سيرة مناضل إرتري” الحلقة (8 ).. الخروج من الوطن.

قراءة عبدالفتّاح ودّ الخليفة في:

كتاب “سيرة مناضل إرتري”
الحلقة الثامنة: الخروج من الوطن

ابتداءً من الصفحة (49) من الكتاب، يدوّن الأستاذ محمد نور أحمد تجربته في الخروج من الوطن، متحدثًا عن المضايقات التي تعرّض لها في مدينة تسني أكثر من مرة خلال أسبوع واحد، قبل أن يغادر منها إلى قلّوج، ثم على قدر، ومنها ليلًا على ظهر “حمار ريفاوي” إلى الحدود السودانية.
ومن هناك، واصل رحلته إلى كسلا، ثم إلى بورتسودان للقاء قيادة الحركة.
وقد تمّ اللقاء مع مندوب الحركة، ومن ثم سافر بالقطار ليلتقي بالمناضل أبوبكر حاج إدريس، وزميله في مهنة التدريس الأستاذ عبدالقادر إبراهيم حنفط، الذي كان يعمل معه في مدرسة مدبر الابتدائية بمدينة أسمرا.

يقول الأستاذ محمد نور عن زميله:

“ربطتني بالأستاذ حنفط علاقة زمالة في التدريس عندما كنا نعمل في مدرسة مدبر بأسمرا. وقد انضمّ حنفط للحركة، ثم غادر إلى الخرطوم لزيارة بعض أقاربه هناك، وللابتعاد عن إرتريا في الفترة التي بدأت فيها حملة الاعتقالات ضد الناشطين السياسيين”.


هنا ينقلنا الأستاذ إلى تاريخٍ قديمٍ وذكرياتٍ من مدينة كرن، مستعرضًا أسماء رجالٍ ورموزٍ من تلك المدينة في فترة طفولته.
من بين الأسماء التي ذكرها:
الأستاذ حسين محمد علي دويد، وهو أستاذ مخضرم، وشاعر موهوب، ومتحدث لبق، وأحد عشّاق اللغة العربية في مدينة كرن.

يقول الكاتب:

“كم تمنّيت لو أنّ هناك من يحتفظ بشيء من شعره أو قصصه، فأنا لا أحفظ شيئًا منها لصغر سني آنذاك، لكنني أذكره جالسًا في حانوت والدي، يحكي قصصًا وأدبًا وشعرًا، وتزداد الجلسة حلاوة حين ينضمّ إليهم الأستاذ نور أحمد سرقي برهان، والعم صالح محمود مركاب، والعم الفكاهي الموهوب محمد صالح جابر تاجع (أبو البتول)”.


أما عن الأستاذ عبدالقادر إبراهيم حنفط، فيضيف الكاتب من باب المعرفة والدردشة، أنّ له شقيقةً عُرفت بحُسن الخلق والأدب، وقد طلب يدها ضابط سوداني من ضباط الجيش البريطاني في كرن، يُدعى محيي الدين أحمد عبدالله، من مواليد مدينة شندي – عاصمة الجعليين.
وعندما سلّم البريطانيون إدارة البلاد إلى الحكومة الفدرالية في إرتريا، غادر الضباط البريطانيون والهنود والسودانيون والصوماليون، باستثناء قلةٍ بقيت وتزوجت من نساء إرتريات.

عاد الضابط محيي الدين إلى السودان، واستقرّ في الخرطوم 2 بالقرب من سفارة فلسطين.
ويُروى أنه بعد انقلاب الجنرال إبراهيم عبود عام 1958، أصبح وزيرًا للمواصلات، وكان منزله في الخرطوم دار ضيافة لأقارب زوجته ومعارفها.
كما رُوي أن والدة الأستاذ حنفط هي شقيقة الخليفة محمود حشفير، رحمه الله.


وإلى أن نلتقي في الحلقة التاسعة، لكم تحية.

جانب من تدشين كتاب سيرة مناضل اريتري – ملبورن استراليا مايو 2025 – يظهر في الصورة المناضل السفير محمد نور أحمد وبجانبه المناضل سعيد عبدالله علاج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى