مقالات

وداعا فقيد الوطن – المناضل/ سيد أحمد خليفة محمد هاشم (أبو طارق). بقلم: على محمد صالح

19-Nov-2015

عدوليس

انتقل إلى بارئه في يوم 14 من هذا الشهر نوفمبر احد القادة التاريخيين للثورة الاريترية، المغفور له المناضل سيد أحمد محمد هاشم الذي ارتبط بالمسيرة النضالية منذ نعومة اظافره وقدم الكثير للقضية الوطنية وذلك في احلك الظروف. ويعتبر عنصرا هاما واساسيا حيث كان حلقة الوصل بين الداخل والثورة الارترية. وضمن مهامه كان يزود الثورة بكل الاحتياجات الضرورية وخاصة ارسال اسلحة نوعية كان يتم استيرادها من اديس ابابا عن طريق بعض زملائه. كما كان يستقبل الفدائيين وبعض من قيادات الثورة ، وكان في ذلك الوقت يعمل موظفا في الدولة في العاصمة اسمره، وقد تعرض للسجن عدة مرات. كما كان يتمتع بشجاعة عالية.

وحسب ما اذكر جاء إلينا في العام 1962 فدائيون لتصفية العقيد (ارداشوماتشاو) الذي كان عنصر أمن خطير يقوم بتعذيب الأسرى في مدينة كرن، و كانوا كل من المناضلين/ عبد الله ديجول ومحمد جمع آدم، رحمة الله عليهما، والمناضل/ احمددين سوبا، اطال الله في عمره. إلا ان العملية لم تتم تنفيذها بسبب سفر العقيد الى اسمره.وفي عام 1965 عندما تم اعتقالي بعد حادثة اغتيال العقيد قبري كيداني في كرن، علم أبوطارق بوجودي في نفس السجن الذي كان عبارة عن قبو يقع في شارع الحرية بأسمره فتحدث إليّ عبر نافذة صغيرة وقال: انا سيد أحمد ، اصمد ولا يهمك. وكان حديثه بالنسبة لي حافزا لتحمل الاعتقال وتبعاته. بسبب المضايقات الامنية قرر سيد أحمد مغادرة ارتريا الى الخارج، وفيما بعد اصبح عضوا في المجلس الأعلى للجبهة التحرير الإرترية والذي كان مقره في القاهرة حيث تم تكليف سيد احمد ليكون ممثلا للمجلس في الخرطوم وحلقة وصل بين المجلس والقيادة الثورية الذي كان مقرها في مدينة كسلا.كان ابوطارق طيب المعشر متواضع وهادئ في طبعه كما كان يتمع بالجرأة في اتخاذ القرار.بعد المؤتمر الاول للجبهة تم تعيينه مراجعا ماليا للتنظيم حيث وضع ضوابط مالية. وقدم في المؤتمر الثاني تقريره المالي الذي نال استحسان عضوية المؤتمر.تم توجيه سيد احمد بعد المؤتمر الثاني الى جهاز التعليم الذي بذل فيه جهودا كبيرة لرفع مستوي التعليم وضمان تأمين المنح الدراسية لابناء المناضلين واللاجئين في المعسكرات وضمن هذه الجهود قام بجولات خارجية بدأها بسوريا حيث مقر العلاقات الخارجية للجبهة بدمشق علمًا بأن سوريا كانت تقدم منح دراسية في مختلف المجالات. ولأن الجبهة لم تكن لها مكاتب في الخليج في ذلك الوقت وسّط أبوطارق الشهيد خليل الوزير أبوجهاد الذي زوده برسالة الى مدير مكتب فتح بدولة الكويت فقام مدير المكتب بجهود تكللت بنجاح حيث قررت وزارة التعليم الكوتية بتقديم منح دراسية لمختلف المراحل التعليمية، واول دفعة شملت 30 طالبا وكان ذلك عام 1970 ومن حينها اصبح المجال مفتوحا امام الطلبة الارتريين وترخجت اعداد كبيرة في مختلف التخصصات. ويعتبر ذلك من انجازات ابو طارق الذي قدم الكثير لابناء وطنه الذي افن حياته من اجله. فالتاريخ لم ولن ينسى مثل هذه الشخضيات الوطنية البارزة التي ضحت من اجل وطنها وشعبها.تغمده الله بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.وإلى جنات الخلد يا ابوطارق مع الصديقين والشهداء. وستظل ذكراك عطرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى