عثمان إدريس جمع ورفاقه 52 شهرا من الغياب!!
8-Apr-2017
عدوليس ـ ملبورن.إسبوع المعتقل الإريتري (خاص) عدوليس
ولد السفير ( عثمان جِمع ) في اواخر خمسينيات القرن الماضي بمدينة نقفة ، وتلقى تعليمه حتى الثانوي بمدينة بورتسودان ، نشأ في أسرة كان لها أدوار وطنية وإسهامات في مسيرة الثورة الإريترية ، وحركة تحرير إريتريا ، ونشط خلال تلك الفترة ضمن التشكيلات الجماهيرية لقوات التحرير الشعبية ، ثم إلتحق بالجيش الشعبي لتحرير يإريتريا في بديات العام 1979 م . عمل طوال الفترة من 1979 إلي 1991 م كعضو بهيئة التدريب العسكرية ، متنقلا في مختلف المواقع والمهام النضالية ، وأكسبه ذلك مهارات
متنوعة ، وعلاقات واسعة جدا مع العسكريين من مختلف الدفعات ودرجات المسؤولية ، وكانت له ولمعظم الكوادر العسكرية علاقات متميزه مع القائد الشهيد إبراهيم عافة ، وهوما عرف لاحقا بتسمية ( كوادر أبو خليل ) عندما ركن كل من قيادات الجبهة الشعبية لتكوين مركز قوة وأقطاب يلتف حولها عدد من الكوادر النافذه ، إكتسب المناضل عثمان جمع أهمية خاصة من خلال إشرافه على برنامج التثقيف السياسي للعسكريين ، وعبر عضويته في تشكيلات ( حزب الشعب الثوري ) ، في فترة شهدت الكثير من الإستقطابات الواسعة وتنامت الخلافات التي كانت تعتمل تحت السطح المتماسك ظاهريا ، والتي كانت تحسم او تؤجل بشعار ( مواجهة العدو الاثيوبي اولا ! ) .
وكانت لعثمان جِمع علاقات صداقة مع كبار العسكريين مثل الفريق / فليبوس ولد يوهنس قائد هيئة الاركان حاليا ، واللواء / تخلاي هبتي سلاسي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي ، واللواء الذي رقي لرتبة الفريق بعد فاته قرزقهير عندماريام ( وجو ) ، والعميد إيوب حليباي منسق مكتب الرئيس للشؤون الأمنية والعسكرية ، والعميد أمانئيل هنجما ، الذي لقى نحبه لاحقا مع اربعة قادة اخرين في حادث سير مشبوه بعد أن تردد اسمه على انه كان ضمن المخططين لعملية فورتو الجسورة ، وأعلن في اثناء دفنه بمقابر الشهداء في اسمرا ان (امانئيل هنجما) كان قد عين قبيل وفاته حاكما لاقليم القاش بركة ، ولم يندهش المشيعين فكلهم يوقنون ان ذلك الاعلان كان جزء من محاولة نفي الشبهات عن الحادث الذي قضى على اربعة قادة عسكريين ، واصيب فيه منسق الشئون العسكرية والامنية في مكتب الرئيس اصابات بالغة لم يزل يتلقى العلاج من اّثارها ، ولصرف النظر عن التساؤلات التي شخصت وقتها حول كيف إجتمع خمسة من القادة ليستغلوا سيارة تابعة لمكتب الرئيس بإقتراح من سكرتير الرئيس وقتها – يماني قبر مسقل – فقد كانت دواعي التأمين تحتم على كل منهم إستخدام سيارة منفصلة ، ولما تٌركت سياراتهم وأطقم الحراسة في مصوع بينما كانت الرحلة إلى منطقة “أمهميمي” ، هل هو محض حادث حركة ؟! .
بعد إستقلال اريتريا ، وفي الفترة التي شهدت تكوين ( قوات الدفاع الاريترية ) تم تحويل عدد مقدر من القيادات العسكرية الكبيرة والوسيطة للعمل في المجال المدني ، وفق حسابات خاصة ، جعلت المؤسسة العسكرية شبه خالصة الولاء للرئيس الجديد للجبهة الشعبية والحكومة الاريترية ! ، في تلك الفترة تم سحب المناضل عثمان جمع ، للعمل في إدارة أقليم الساحل الذي كان يديره المناضل المعتقل حاليا عبد الله محمود جابر . ثم اختيار كسكرتير لبرلمان الساحل ( المجلس الشعبي لاقليم الساحل ) في الدورة التي ترأسها الشيخ إبراهيم معلم ، وكان اختيارهم لقيادة المجلس الشعبي الاقليمي ، في إطار إحتواء ازمة كادت أن تعصف بتجربة المجالس الاقليمية الحديثة وقتها ، بسبب إنقسام جماهير الساحل ووقوفهم خلف اثنين من المرشحين على أسس عشائرية ومناطقية ، وإعلان أحدهم عدم قبوله بنتيجة الأنتخابات من داخل قاعة المؤتمر ، لذا اجبرت قيادة الأقليم على إجراء تلك المعالجة الغير ديمقراطية ، بفرضها رئيس وسكرتير لبرلمان الاقليم بالتعيين ، واعتمدت تلك الخطوة في إنتخابات مماثلة!. بعيد المؤتمر الاخير للجبهة الشعبية لتحرير اريتريا والتأسيسي للحزب الحاكم والوحيد بالبلاد ، عين محمد عثمان ادريس جمع كمسؤول للجبهة الشعبية (للديمقراطية والعدالة) في إقليم بركة ، الذي كان يديره وقتها عبد الله جابر ، ثم ابتعث ليمثل الجبهة الجديدة في المملكة العربية السعودية ، وكان موقعه كسفير لاريتريا لدي دولة الإمارأت العربية المتحدة أخر تكليف رسمي له ، قبل أن يجمد ويوضع في لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر ضمن مجموعة من الدبلوماسيين ، لسنوات قاربت العشرة ، بحجة أن اسرهم إختارت العيش في بلدان اخرى ، وظل في حالة (التجميد) حسب التعبيلا الإريتري المحلي ويعني الإيقاف عن أداء الوظيفة العامة قسرا ، إلى حين إعتقاله اثر عملية فورتو الباسلة ، وظل حتى الان معتقلا لمدة 52 شهرا دون محاكمة ، بل دون أن يعرف ذويه مكان إعتقاله ..