الذكرى الـ 44 لحصار العاصمة اسمرا من قبل الثوار الارتريين. بقلم/علي محمد صالح
6-Feb-2019
عدوليس
يصادف يوم 2 فبراير 1975م حصار العاصمة اسمره من قبل مقاتلي الثورة الارترية التي تمكنت من الزحف الى المناطق المحيطة بأسمرا مثل دعرو قاولوس، شما نقوس، وكي دوبا، هزقا، صعازقا وعدي قبرو حيث قامت وحدات من جيش التحرير بهجوم مكثف اربك قوات العدو وكبدها خسائر فادحة في الارواح والممتلكات. ذلك الهجوم كان بقيادة المناضلين من القيادة ابرهام تخلي، عبد القادر رمضان وملاكي تخلي. كما شارك من قادة الفدائيين والفصائل المناضلين حديش ولدقرقيس، محمود قدوي، محمد عمر، عبدالقادر منجوس، ابراهيم اسماعيل، تسفاي منقستو، ادريس اسناي وادريس اسماعيل. ومن قادة الكتائب المناضل اسملاش قيتئوم ودي قلتا وآخرين.
هذه العملية التي فاجأت الرأي العام العالمي والإقليمي وكل من كان يتجاهل الثورة الارترية حُظيت بتغطية اعلامية غير مسبوقة مما اعطت الثورة الارترية دفعة قوية، كما اصبحت مثار اهتمام بشكل لافت. وفي نفس الفترة حصلت جبهة التحرير الارترية على اسلحة متطورة وكميات كبيرة من الذخائر من سوريا. كما قدمت قوات الطلائع الفلسطينية (الصاعقة) كميات كبيرة من الاسلحة من مختلف الانواع اهمها صواريخ غراد بلغت حمولتها 3 طائرات شحن. ولاول مرة تمتلك الثورة الارترية هذا النوع من السلاح مما ازعج قوات العدو. بالاضافة الى ذلك حصلت الثورة ايضًا على كميات كبيرة من الألغام المضادة للآليات والأفراد.
لا بد هنا ان اذكر موقف نبيل، هذه الاسلحة تم الحصول عليها بواسطة المقدم علي أبو أشرف الذي زار الميدان لأول مرة عام 1971م ضمن وفد يمثل منظمة التحرير الفلسطينية لحضور المؤتمر الاول للجبهة في منطقة آر. أبو أشرف كان يمثل قوات الصاعقة في ذلك الوفد، وقد أفادته زياراته المتكررة الى الميدان على التعرف عن قرب على الوضع الارتري والظروف التي كانت تواجه الثورة الارترية مما دفعه للقيام بحملة اعلامية لصالحها حيث نقل مشاهداته وانطباعاته الى عدد من المسؤلين الفلسطيين اذكر منهم العقيد على عمران قائد قوات الصاعقة الذي استجاب لجهود أبو أشرف حيث اصدر أوامره باعطاء اسلحة للجبهة. واجهتنا مشكلة الشحن الى الخرطوم، فقد قمنا باجراء اتصالات مع جهات عديدة للحصول على أجرة الشحن. فقام مشكورًا سعادة سفير ليبيا السيد أحمد بن خيّال بتغطية المبلغ المطلوب. وكان بجد موقف مشرف ومساهمة فعالة لدعم الجبهة. ولا بد من الاشارة هنا بان الدعم المادي والعسكري والثقافي الليبي للثورة الارترية قد تواصل حتى نهاية السبعينيات. ثم فجأة تغير موقف ليبيا بعد دخولها في حلف عدن الذي ضم كلًا من اليمن الجنوبي واثيوبيا إلى جانب ليبيا تحت شعار القوة التقدمية. سعى هذا الحلف للقضاء نهائيًا على الثورة الارترية، وقد لعب الدعم المادي والعسكري والبشري الليبي واليمن الجنوبي لإثيوبيا باسم هذا الحلف دورا بالغ الخطورة على الثورة الارترية خاصة ابان الحلمة السادسة التي شنها العدو الاثيوبي لتصفيتها بشكل نهائي. إلا أن ارادة الشعب الارتري انتصرت بعد تقديم تضحيات جسيمة أزهلت العدو وحلفاءه.
وفي خضم معارك الإعلامي الخارجي الذي اعطى اهتمام للثورة وانتصاراتها، في تلك الاثناء عقد مكتب الجبهة بسوريا مؤتمرًا صحفيًا في دمشق غطته جميع وسائل الاعلام العربية والعالمية.
علي محمد صالح
دبلوماسي سابق
لندن – 2 فبراير 2019م