هل يمكن ان يكون أسياس داعما للسلام بالسودان ؟
3-Dec-2019
عدوليس ـ ملبورن
حشد كل دول الجوار لدعم عملية السلام بين الحكومة السودانية الحركات المسلحة وغير المسلحة السودانية ، هذا يمكن ان يكون عنوانا عريضا لتحركات الوفود السودانية لكل من أسمرا وإنجامينا وجوبا التي تستعد لجولة مفاوضات جديدة بين الحكومة وأطراف المعارضة.الزيارة القصيرة التي قام بها الفريق حميدتي في الأول من ديسمبر الجاري بصحبة وفد مكون من المجلس السيادي والحكومة الإنتقالية لم يرشح عنها الكثير في وسائل الإعلام السودانية سوى تصريحات لفيصل محمد صالح وزير الإعلام السوداني والذي شدد فيها على ان الزيارة
” هدفت لإطلاع القيادة الأريترية علي “استعدادات الحكومة لجولة المفاوضات القادمة في جوبا بالعاشر من ديسمبر الجاري.
وأوضح صالح أن اللقاء مع الرئيس أسياسي افورقي تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وترتيبات الحكومة والمجلس الأعلي للسلام للجولة القادمة التي ستكون حسبما قال الوزير السوداني “بداية للمفاوضات العملية في المحاور المختلفة”.
ونقل المتحدث باسم الحكومة عن أفورقي استعداد بلاده لتقديم كل ما من شأنه تحقيق السلام في السودان والوقوف مع الشعب السوداني في خندق واحد إنطلاقا من العلاقات التاريخية بين البلدين.حسب موقع سودان تربيون.
كما أكد يماني قبر مسقل وزير الإعلام الإريتري ذات التصريحات دون الكثير من التفاصيل .
تأتي زيارة الوفد السوداني الرفيع عقب البيان المطول لوزارة الإعلام الإريترية والذي كال التهم لدولة قطر وإتهمها بالسعي لمخطط تخريبي وزعزعة الأوضاع داخل إريتريا وأختتم بالقول أن الحكومة الإريترية ستصدر بيان تفصيلي حول دور قطري بزعزعة أوضاع شرق السودان.
فيما تتحدث أنباء غير منشورة ومن عدة مصادر عدة ان الرئيس الإريتري إنتزع من الوفد موافقه السودان على دور إريتري في عملية السلام بالسودان عامة وملف شرق السودان بشكل خاص وذلك بإعادة فتح ملف إتفاقية شرق السودان في أكتوبر 2006م بإعتبار أسمرا كانت الراعي والضامن الوحيد للإتفاقية التي تصفها العديد من قوى شرق السودان بالفاشلة.
افورقي الذي أشتهر باللعب على تناقضات أوضاع دول الحوار البينية يحرك الكثير من الخلافات في شرق السودان ويدفع الكثير منها لحافة الهاوية ولكن بحساب أو دون ان يدفع الأمور للإقتتال الأهلي لكون ذلك قد يطال بلاده مباشرة.
كما يمتلك أفورقي الكثير من العلاقات الخاصة مع عدد من رموز شرق السودان ومكوناته ، ويعلب أدوارا محورية لتمدد الصراع الخليجي للساحة السودانية.
أفورقي الذي يتحسب لتمدد الفريق حميدتي بشرق السودان من خلال التجنيد المتصاعد لأبناء قبائل بعينها كان قد أبلغ حميدتي قائد قوات الدعم السريع بالكف عن ذلك من خلال قنوات محلية بشرق السودان وقيادات متنفذه بالمجلس السياسي والحكومة الإنتقالية .
يأتي كل ذلك والإستعدادات تجري لعقد جولة جديدة من المباحثات بالعاصمة الجنوب سودانية جوبا وقد تم التمهيد لذلك بعقد ورشة عمل شارك فيها كل أطراف المعارضة السودانية بالخارج بالعاصمة القطرية الدوحة في مركز “دراسات النزاع والعمل الإنساني” الإسبوع الماضي والذي تشرف عليه جهات حكومية قطرية، وفيها تمسك الجميع بجوبا كعاصمة للتفاوض مع الحكومة الإنتقالية وعدم فصل ملف شرق السودان، الذي كانت ولا تزال أسمرا لفصله عن بقية الملفات وتستضيف أطرافه تحت دعاوي انها الراعي لإتفاقية شرق السودان الذي تقترب من عامها الرابع عشر.
أفورقي لا يعنية السلام في السودان بقدر ما يعنية ان يعيش هذا البلد الكبير في حالة عدم إستقرار مما يسهل إستمرار حكمة القابض ، كما يصرف عنه بعيدا الحديث عن ملفات لاجيء بلادهم المستمر للسودان وكل دول الجوار ، واسمرا التي تعودة تجارة الحدود عبر أذرع حزب المؤتمر ( الوطني ) الحكومة السودانية السابقة لا ترحب بحكومة مدنية في الخرطوم ولا تسر كثيرا بالإنفراجات السياسية والحقوقية الجارية في الجارة الكبرى السودان، والقاعدة الذهبية تقول ان الدكتاتور صنوا للديكتاتور ولم يمكن ان يتعايش مع الهواء الطلق الذي تدفع به الحرية.