(30 ) أغسطس وسهام علي عبده ..زهرة وسط الوحوش !
2-Sep-2020
عدوليس
تنتظر سهام علي عبده كغيرها من المئات من المختفين قسرا في عدد كبير من معتقلات وأقبية الحكم القائم دون سند دستوري في إريتريا. سهام علي عبده ( 14) عام إبان إعتقالها في 2012م تنتظر عناية السماء لتخرج من بين أيدي الوحوش الآدمية إلى رحاب الحرية ومقاعد الدراسة بين أقرانها.
ففي أحقر عملية إبتزاز يشهدها العالم، طفلة لا تتعدى الـ ( 14) وعمها الشاب وجدها الشيخ المسن رحمه الله يتم إحتجازهم في أقبية الأمن والمخابرات الإريترية ، ليتوفى الجد في ديسمبر 2017م وقد تجاوز العقد الثامن من العمر.
تتوزع مراكز الإخفاء القسري في مختلف المدن والبلدات الإريترية وتحت أشراف مباشر من الرئيس اسياس افورقي ، وتضم كل شرئح المجتمع الإريتري من رجالات ونساء الثورة الإريترية بكل فصائلها إلى شيوخ وكهنة ورجال تربية وتعليم في المدارس النظامية والمعاهد الدينية. صحفيون وكتاب وفنانيين.
صادف يوم أول أمس 30 أغسطس من كل عام الاحتفال باليوم الدولي لمناهضة الاختفاء القسري الذي يعد من أكثر الانتهاكات خطرا وجسامة ليس فقط كونه جريمة، ولكنه فعل ينفي جوهر الإنسانية ويصطدم مع قيم نبيلة كرسها النضال الإريتري.
إريتريا التي ناضل شعبها من أجل ان يعيش بكرامة وإنسانية ، تتحول إلى سجن كبير ليس لمناضلي شعبنا وقادته بل لمراكز للإعتقال والتغييب لمناضلي اليمن ودولة الإمارالعربية المتحدة والتي تشرف على معتقل سيء السمعة في أرخبيل جزر دهلك، كما تسيطر على ميناء عصب المطل على باب المندب.
تعرف ظاهرة الإختفاء القسري وفقا للامم المتحدة :
” ‘‘”القبض على الأشخاص واحتجازهم أو اختطافهم رغما عنهم أو حرمانهم من حريتهم على أي نحو آخر على أيدي موظفين من مختلف فروع الحكومة أو مستوياتها أو على أيدي مجموعة منظمة، أو أفراد عاديين يعملون باسم الحكومة أو بدعم منها، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أو برضاها أو بقبولها، ثم رفض الكشف عن مصير الأشخاص المعنيين أو عن أماكن وجودهم أو رفض الاعتراف بحرمانهم من حريتهم، مما يجرد هؤلاء الأشخاص من حماية القانون”.
وهذا التعريف تنطبق على بلادنا حيث لا دستور ولا قانون وكل الإعتقالات والإحتجازات تتم خارج المؤسسات الشرطية والعدلية، حيث يقبع المئات من الإريترين محاكمات، منذ سبعينات القرن الماضي جراء عمليات الخطف والإخفاء في الميدان ومن مختلف المدن الإريترية ومن مدينة كسلا السودانية قبل التحرير.