رئيس إريتريا يواجه معارضة متزايدة
28-Aug-2015
عدوليس ـ نقلا عن العرب القطرية
قالت صحيفة جارديان البريطانية: إن القوة الغاشمة لنظام الرئيس أسياس أفورقي مثلت على الدوام نقطة ضعف للمعارضة الإريترية التي تريد لدولتها أن تنعتق من حالة الاستبداد ونظام الحزب الواحد وشبه الحرب الذي يخيم عليها.وأضافت الصحيفة أن الرئيس أفورقي الذي قاد بلاده نحو نيل الاستقلال من إثيوبيا عام 1991 عقب حرب دامت 30 عاماً، ووعد بتحقيق الأمل لمواطنيه، حول إريتريا إلى دولة ينعدم فيها استعمال الدستور وتخلو من وسائل الإعلام المستقلة، وبات الحزب الشرعي الوحيد هو حزب «الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة» الحاكم.وأشارت الصحيفة إلى أن النشاط السياسي المستقل محظور في إريتريا، حيث تتركز السلطة في يد الرئيس وزمرة من المحيطين قوامها طغمة من ضباط الجيش ومسؤولون كبار في الحزب يعملون وفقا لهوى أفورقي.
ونقلت جارديان عن نويل جوزيف الناشط الإريتري في لندن قوله: «لا تدار الدولة في الوقت الرهان وفقاً لإطار دستوري، بل تتركز السلطة الحقيقية في يد رجل واحد».ونوهت الصحيفة إلى تقرير صادر عن لجنة للأمم المتحدة يونيو الماضي وجد أن القمع السياسي في إريتريا اتسم بدرجة من الشدة قد ترقي إلى «جرائم ضد الإنسانية»، ووصف مايك سميث رئيس اللجنة ما يحدث هناك بأنه «قمع خوف، وليس دولة يحكمها القانون ونظام حكم جيد».وقالت الصحيفة: إنه حتى الآن لا يوجد قائد مؤثر يحشد المعارضة الإريترية المشتتة، بعد فرارها إلى الخارج في أعقاب حملة أمنية مطلع العقد الفائت، الأمر الذي يجعلها غير منظمة وتفتقر لتوجه واضح.ولأن منتقدي نظام أسياسي أفروقي عاجزون عن تشكيل حركة متماسكة، فإن أعضاء الشتات لجؤوا إلى طيف من المنظمات المدنية لدعم قضايا المعارضة.وأشارت إلى أن بعض النشطاء مثل ميرون إستيفاونس تقود حملة لكي يقر المجتمع الدولي بأحقية اللجوء لـ 5 آلاف إريتري يفرون شهرياً من بلدهم، فيما يتظاهر ناشطون آخرون ضد أنشطة الحزب الحاكم في الخارج.وأشارت الصحيفة إلى حركة تدعى «فريدوم فرايدام» تستخدم الإنترنت والهواتف الخلوية للاتصال بمواطنين داخل إريتريا، وتشجع الحملة المنشقين في الداخل لتوزيع منشورات وملصقات وشعارات.ولفتت الصحيفة إلى ما اعتبرته أكثر الأدلة قوة على المقاومة الداخلية، وهو ما حدث في يناير عام 2013 عندما تقدم جنود بدباباتهم إلى العاصمة أسمرة واستولوا على مقرات الإذاعة الحكومية والتلفزيون، حيث دعت تلك القوات، المؤلفة من 200 جندي، إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين وإنفاذ الدستور.لكن تم قطع خط الإرسال المؤدي للإذاعة، وطورد هؤلاء الجنود المنشقون من قبل القوات الموالية للرئيس أسياسي أفورقي.أيضاً من بين المحاولات التي تهدف لإسقاط حكم أفورقي وجاءت بإلهام من انقلاب 2013، قيام ناشطين بجهود لتوزيع جريدة سرية هي «صدى فورتو»، والتي ينتجها فريق صغر من الكتاب والمحررين من داخل وخارج البلد.وألقت الصحيفة الضوء على الخلافات السياسية الإريترية وقالت: إنها تعود لستينيات القرن الماضي وترتبط بحرب الثلاثين عاما ضد إثيوبيا، حيث نشأت أول حركة ضد الاحتلال عام 1960 وتدعى «جبهة تحرير إريتريا» والتي انضم إليها الشاب المسيحي أسياس أفورقي عام 1966 وتعينه قائداً.وأضافت أن انضمام أفورقي للحركة عززها، لكنه في الوقت ذاته أثار توترات بين المقاتلين المسلمين المحافظين والأعضاء الماركسيين والأعضاء المسيحيين، الذين التفوا حول القائد الشاب.وحول وضع إريتريا اليوم، قالت الصحية: إنها غارقة في حالة من الجمود فلا هي في حالة حرب ولا هي في حالة سلام، وهو الموقف الذي يستغله أفورقي للقول: إن البلد يواجه تهديداً وجودياً متواصلاً، يتطلب ولاء خالصاً لنظامه، الذي يطلب خضوع مواطنه بشكل كلي، مثيراً مقارنات مع نظام كوريا الشمالية.وأوضحت أن المنشقين عن الحزب الحاكم حاولوا إعادة تنظيم أنفسهم في المنفى، لكنهم غرقوا في التحزب، وجرت محاولات من قدامى المنشقين والكبار لتوحيد هذه الانشقاقات لكن دون جدوى.واعتبرت الصحيفة أن انقلاب 2013 على نظام أفورقي إشارة إلى الخطوات المقبلة للمعارضة الإريترية، مشيرة إلى تزايد شعبية الحركات المدنية في الخارج والثقة بها، كما أن إريتريي الشتات باتوا ينتقدون حكومته علانية بعد أن يشعرون بالقلق إزاءه، فضلا عن تظاهرات المعارضة المنتظمة حول العالم.وختمت الصحيفة بإشارة إلى تقارير واردة من داخل إريتريا حول وجود معارضة متقطعة تتمثل في: مصادمات داخل الجيش، ورجال ونساء يعبرون عن شعورهم بالإحباط في الشوارع، وأن ذلك يشير إلى عدم انكسار روح المقاومة التي طبعت الإريتريين على مدار ثلاثين عاماً من الحرب.