عاد العيد ..والشهيد عبد القادر كبيرى يهنئنا بالعيد : أبو أسامة محمد أحمد المعلم
10-Aug-2013
عدوليس
فعيد سعيد أعاده الله علينا جميعًا والأمة الإسلامية كلها نحو سعادة حقيقية وفرح وسرور وحبور أعواما مديدة وهي تنعم في أوطانها بكل معاني الحرية والكرامة والعزة والتقدم في مضمار الحضارة، رافعة رأسها بين أمم زمانها بتجاوز محنها هنا وهناك حيث يولي أحدنا وجهه.
عيد سعيد أعاده الله إلى الشعب الإرتري الأبي حيث هم، من الآباء والأمهات، والإخوة والأخوات، والأبناء ذكورًا وإناثًا، كبارًا وصغارًا، أقدم تهنئة بالعيد السعيد الذي يبث في صغارنا الفرح والسرور بجديد الملابس والحلوى، ويبث في كبارنا كل معاني الأسى والحزن على ما كان فيه ماضينا، وما كائن فيه حاضرنا، وما سيكون عليه مستقبلنا.
عيد سعيد أهنئ به شعبي الإرتري الأبي، وللتهنئة مذاقٌ طيبٌ إذا كانت من إرث الماضي الذي يربطنا بجيل الآباء الكرام، أولئك الذين استرخصوا الحياة فقدموا مهجهم، حتى فارقوا الدنيا من أجل أن نحيا بعدوا أن عبدوا لنا الطرائق لنتعلم كيف نحيا دون ضيم ولا ذل ولا هوان ولا تبعية. عيد سعيد إذا كان فعلا يحيي فينا معاني العز والإباء والكرامة التي دفع الكبار والصغار ضريبتها لما سقط بعضهم رميا بالرصاص، أو بتعليقهم شنقًا في شوارع مدنهم، أو ببسطهم في ساحاتها نكاية، وبقضاء بعضهم نحبهم خلف القضبان قديمًا وحديثًا، وبحرقهم داخل بيوتهم في المدن والقرى.
عيد سعيد إذا كنا سنعيد قراءة الماضي والحاضر من أجل حسن تصورالمستقبل كي لا نكرر المأساة بسير بعضنا في أنفاق مظلمة جهالة وهم يرفعون رايات معالم تقسيم الأمة، فيخدموا بذلك أهداف الأعادي بعلم أو بجهل، فهم بهذا يحققون تمكين أهداف التجراي تجرينيا ولو بعد حين. عيد سعيد أيها الشعب الإرتري الأبي، ذلك أن من معالم إبائك، أنك ولا ولن ننسى أمجاد وبطولات جيل الآباء الكرام، ومن أولئك الآباء الكرام، الشهيد ابن الأمة البار الأستاذ الجهبذ “عبد القادر محمد صالح كبيرى” رحمه الله وأسكنه في الفردوس الأعلى وألحقنا به صالحين.
عيد سعيد لكل من يحسُّ باللوعة، فيحترق قلبه حزنًا لواقع أمته البئيس بعد إذ تصرمت الأمة أوصالا في قبلية أو حزبية أو إقليمية أو تنظيمية أو فيما أسموه لغة الأم إمعانًا في تمزيقنا بمكر ودهاء قديم جديد، هذا وكثير من مثقفين مازالوا يصرفون أوقاتًا ثمينة من عمر الأمة في خلافات وهمية هم وحدهم وضعوا واقعها فأنزلوها في خانة الأولويات.
عيد سعيد أقدم فيه تهنئة عيد قدمها ابن الأمة البار عبد القادر محمد صالح كبيرى إلى امرئ عزيز في نفسه كان في المهجر هو، الشيخ نور حسن، أقدم التهنئة نفسها إلى كل الشعب الإرتري العزيز بحق، ونحن اليوم في المهجر بعد أن تظاهر علينا الملأ فتركنا ديارنا قسرًا، وما زلنا نستشرف العودة إلى ديارنا التي هي أرض أجداد أجداد أجداد الأجداد، فهي إذًا أرض المعاد. لقد كتب شهيد الحق والكرامة والفضيلة من أجل الأمة الإرترية إبنها البار الأستاذ الفاضل عبد القادر محمد صالح كبيرى في يوم 1947/08/25 تهنئة بعيد الفطر السعيد إلى أخيه الشيخ نور حسين، وإني آثرتُ أن أنقلها بنصها الكامل من أجل الفائدة الكاملة من مضمونها، ومن روعة صياغها، فإليها :
(( الحمد لله وحده
حضرة سيدي الأخ الكريم كوليري نور المحبوب – حفظه الله
بعد التحية والإكرام، أرجو الله سبحانه وتعالى أن تكونوا والعائلات الشريفة في صحة وعافية وأحوال سارة حميدة، وإني بهذه المناسبة السعيدة، مناسبة عيد الفطر المبارك الذي كان لك ولأبناء الوطن العزيز في ذلك المهجر البعيد الفضل الأكبر لمبادرتكم بتهنئتنا وأسرة الرابطة الإسلامية المجاهدين لرفع مستوى الوطن المفدى وتحقيق مطالبه وحقوقه الحيوية ورفع شأن الأمة إلى صفوف الأمم الراقية والمتمتعة في نعيم الاستقلال.
وإنه لا يستغرب من حضرة الأخ أن يكون هو الأسبق بالفضل لأن الشيء من معدنه، وإنني أيم الله سررتُ جدًا لبرقيتك الكريمة وعرضتها على مجلس الرابطة في اليوم الثاني من وصولها وفرح بها جميع الأعضاء كما دعوا لكم من صميم الفؤاد بكل خير.
وإني أبادلك وإخواننا الموجودين في ذلك المهجر الشقيق التحيات القلبية والتهاني الصادقة لهذا العيد السعيد، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يعيده على الجميع بالخير العميم وباليمن والرفاهية، وعلى وطننا العزيز بالحرية الكاملة والاستقلال التام، إنه على ما يشاء قدير.
وإني ألتمس من سيدي الأخ قبول المعذرة لعدم إرسال جوابكم تلغرافيًا، وقد يكون هناك أمرٌ لو عرف أخي حقيقته لتألم ورثا لحال أخيه، ولم يكن ذلك إلا كثرة الأعمال والحركات الرابطية التي أرى أنني وغيري مهما قمنا به من تعب في هذا السبيل فإنه في حق الوطن، ولا يفوتني أن أُشعر حضرة الأخ، أن برقيته نشرت على صفحات الجرائد المحلية ليطلع عليها المواطنون كلهم، وليعلموا أن إخواننا ولو كانوا بعيدين عن البلاد فقلوبهم يقظة لمصلحته،. حفظكم الله وأبقاكم ذخرًا له وعمادًا.
أخي، لا شك أنك على علم من حركتنا السياسية التي قمنا بها منذ تسعة أشهر، ألا وهي: ” تأسيس الرابطة الإسلامية الإرترية “، ودخل فيها 999 من الألف من مسلمي القطر، وكان تأسيسها بمدينة ” كرن ” تحت رئاسة السيد أبوبكر المرغني أكبر أنجال الأستاذ السيد جعفر المرغني- رحمه الله-، ولها في كل عواصم المديريات فرعٌ يدعى فرع الرابطة الإسلامية، وأن سيرها يسرك جدًا ويسر كل حر يتمنى لنفسه ولقومه ولبلاده الحرية والاستقلال، هذا وأهل أسمرا انتخبوا أخاك رئيسًا للجنتها، وبذلك حملوني عبئًا ثقيلاً لا يطيقه كاهله، ولولا أنك بعيدا لما كان لها أهل إلا حضرتك أيها الأخ، ولكن يقال بالمثل في بلادنا: ( عدا تركابي يعديو )، أي، الدين يدفعه من حضر.
أما سبب التفكير في تأسيس الرابطة ليس إلا لاضطهاد مواطنينا المسيحيين للعنصر الإسلامي ومن لا يؤيد طلباتهم من الانضمام إلى إثيوبيا بلا قيد ولا شرط، ونحن رزقنا الله السمع والبصر كيف نفكر بالانزواء تحت راية إثيوبيا المستبدة ظلمًا وطغيانًا؟ ألم نر حالة إخواننا المسلمين الذين يعدون بعشرة ملايين نفس ليس لهم حول ولا قوة؟
أما الاضطهاد فحدث عنه ولا حرج من الأقلية الحقيرة، فإننا نظرًا لذلك وثبنا وثبة رجل واحد، وصممنا على الدفاع عن كياننا، وأن نطالب بحقوقنا إلى الممات، وعلمنا الله أننا لا نعاب عليه بل إذا لم نجد- لا سمح الله- تلك الضالة المنشودة،- يبدو أن في هذه الجملة سقط- فيكون عذرنا واضحا عند الله وعند خلق الله، وسيحفظه التأريخ لأجيال عديدة، وأما مرامنا فهو= عش بالعز والإقبال يومًا، ولا تحت المذلة ألف عام.
ولا شك أنك قرأت على صفحات الجرائد المحلية الإرترية قراراتها ومطالبها، او سمعت من المحطات الإذاعية العالمية، لأننا رفعنا مطالبنا وشكوانا وصرخاتنا إلى جميع الدول ذات الشأن والحل والعقد، وفي يوم 1947/06/10 أقمنا في جميع المدن الإرترية مظاهرة لم يشهدها تأريخ البلد، وبوصفها دوت أصوات الأثير العالمية أخذنا لها شريطًا سينمائيًا عُرض يوم أول عيد الفطر المنصرم، وكان شيئا يبهر العقول، وكان شعارنا: ” نريد الاستقلال، لا نريد الانضمام ولا الاتحاد باثيوبيا، فلتحيا الرابطة الإسلامية، فلحيا حزب الأحرار والتقدم.
فإذا تم عرض ذلك الشريط في المدن المحلية سأحاول إذا استحسنت إرساله إليكم لعرضه في بلاد الصومال الشقيق، وربما يكون ذلك بعد أشهر كثيرة حيث أنه طلب في السودان ومصر، وهذا أيضًا سيكون بعد أشهر كثيرة لأن كل بلدة تريد أن تعرضه أيامًا كثيرة؛ ويا ليت شعري يا نور لو كان نور هو البلبل فيه، أو الشيخ هو المنظم للجموع الزاخرة، فيا له من منظر رهيب.
ماذا يقصدون هؤلاء؟
يقصدون العز ويموتون دونه، وما يدفعون قيمة لهذا العز، باذلين أعز شيء يملكه الإنسان، ألا وهو الدم العزيز، الدم القاني ليكتبوا لأنفسهم ولبلادهم صفحة ناصعة بين صفحات الأمم المجاهدة، ولينالوا ثمرة نضالهم وكفاحهم أو يموتوا دونه.
نعم أخي بلغني أنكم ألفتم جمعية سياسية باسم الرابطة الإسلامية، فهل تتكرم على أخيك بموافاته عن خطتها وبرامجها ومطالبها، ومن يقوم بشؤونها وما هي أهدافها وآراؤها؟ وهل لها حزب معارض وماذا يطلب؟
وكم يكون عدد أنفس جمعيتكم المعارضة على وجه التقريب أو التقدير؟
وهل لديكم جرائد لسان حال الأحزاب السياسية، وما عنوانها؟
وهل تتكرم بإرسال نسخ منها إلى أخيك؟
وعلى كل حال، سأوافيك بكل ما يسرك عقب هذا، وأرجوك أن تبلغ سلامي للعائلة الكريمة ولأبناء وطننا لديكم، وعلى كل من يتناول بالسؤال عن أخيك، وعليك مني ألف تحية وألف سلام، ودمت لأخيك. انتهى كامل النص .))
عبد القادر محمد صالح كبيرى أسمرا 1947/08/25
هذه الوثيقة القيمة وزعتها جبهة التحرير الإرترية، وقد حصلتُ عليها قبل ما يزيد عن ربع قرن، وقد قالت جبهة التحرير الإرترية يوم ملكتها الشعب الإرتري ما يلي: ( جبهة التحرير الإرترية إذ تقدم للشعب الإرتري الكريم رسالة ابن إرتريا البار الشهيد عبد القادر كبيرى الذي ضحى بحياته الغالية من أجل إرتريا، ترجو من الشعب الإرتري أن يتأمل محتويات هذه الرسالة وأن يجعل من قائده الشهيد قدوته المتبعة، وأن يتذكر قوله: ” باذلين أعز شيء يملكه الإنسان، ألا وهو الدم العزيز “.
أخوكم أبو أسامة محمد أحمد المعلم.
السعودية 1434/09 /29هـ -2013/08/07.
Skype: abu-usama-almuallim > er.muallim@hotmail.com > asus.135m@yahoo.com