حوارات

بمناسبة ذكرى موقعة تقوربا : صالح صاروخ : العمل العسكري لا يحتاج الأذن من أحد ( حوار توثيقي 1-4)

14-Mar-2009

المركز

‎درجت العادة ان تجرى الحوارات مع القيادات التنفيذية لجبهات التحرير سابقا قيادات فصائل المعارضة الآن . جريا على المدارس الصحفية التي تستنطق القيادات العليا لإخبار الناس إن سلبا أو إيجابا ، ولا نسمع أراء القيادات الوسيطة إلا عند حدوث الانقسامات أو ظهور قلاقل واضطرابات في التنظيم المعين أو نسمعهم عندما يتقاعدون . وتشبه حالتهم حال ( الصولات ) في الانقلابات العسكرية عند نجاح الانقلاب لانسمع عنهم شيئا . كسرا لهذه القاعدة ــ وقطعا لسنا أول من يفعل ذلك ــ يأتي حوارنا مع المناضل صالح محمد عبدا لله الشهير بصاروخ .

حمل روحه على راحته وألتحق ( بالشباب ) وهو ابن 23عاما تقريبا في عام 1968م . كانت المنطقة الأولى هي الأقرب إليه جغرافيا ومجتمعيا ، و كانت تعج بأسماء كبيره تركت بصماتها في العمل العسكري والسياسي الارتري … محمود ديناي وصالح محمد .. إدريس أبو عجاج فك الله أسرهما وآدم صالح شيدلي ومحمد علي أبو رجيلة وموسى محمد هاشم وعثمان ازاز متعهم الله بالصحة والعافية . الساحة السياسية الارترية حينها كانت تمور بإحداث عظام وكانت بوادر الانقسام تلوح في أفق الثورة سياسيا وعسكريا ، وأثيوبيا تمارس سياسة الأرض المحروقة أو تجفيف المعين الأساسي للثوار وذلك بذبح وتهجير القرى والدساكر والبلدات ، في هذا التوقيت كان القروي النقي السريرة والسيرة ، ابن قرية ( عد همد ود أري) يتلمس طريقة وكان لايحلم إلا بامتلاك البندقة ومحاربة من ذبح القرى وشرد السكان . هذا الجو الملبد اقتحمه الشاب المتحمس وهولا يملك إلا قوة الشباب وطموحهم . هذا القروي الذي كان …. كيف يقيم الحاضر ؟ ماذا يرى في الأفق وكيف ينظر للماضي بغضب أم …… ؟؟ . ادعوكم للحوار . جمال عثمان همدس / تمر البلاد والعباد بمرحلة خطيرة ومنعطف مهم …… النظام مضى إلى مما هو غير متخيل في غيه وطغيانه ….. والمعارضة (مكانك روح ) … كيف ترى الصورة وكيف ترى المخارج ؟ .•في رأي لا وجود لدولة في بلادنا كما هو الحال في كل أصقاع العالم من مؤسسات ودستور وقوانين … الخ . بل رئيس وعدد من الجنرالات الأمنية والعسكرية ومدنيين . معيشة تزداد كل يوم قسوة وشعب يرزح تحت نير من البؤس والقمع اليومي ، وسياسات اقتصادية احتكارية لشركات الحزب الحاكم وجماعته في الداخل والخارج يديرها جنرالات زائدا مواسم زراعية فاشلة .. حياة واقفة وبقية الصورة يعرفها الجميع . أما المعارضة والتي يفترض أنها البديل للنظام القائم فهي أقل ما يقال عنها أنها ليست بخير ، فلم تستفد منذ تأسيسها من كل الفرص التي أتيحت لها داخليا وإقليميا ودوليا ، فهي لم تتغلغل في الداخل الذي يغلي ولم تستقطب ولا واحد من الطاقات الشبابية التي تتسلل خارج الأرض الارترية ولم تستثمر تناقضات النظام مع جيرانه ولا مع العالم .. وبدلا من ذلك تضيق كل يوم رقعة تحركها وتتقلص إمكانياتها , فقد تم حظر نشاطها في السودان حيث قاعدتها الجماهيرية الواسعة والقرب الجغرافي لتنحصر في الساحة الأثيوبية وهي ساحة تقل فيها إمكانية الحركة والقاعدة الشعبية عدا العدد المتزايد للاجئين الآن ، كما تنعدم الخبرة النضالية الطويلة التي اكتسبت في الساحة السودانية …. الخ والمخارج من هذه الأزمة كثيرة منها الدعوة العاجلة لمؤتمر جامع يناقش كل الأزمة ويضع الحلول الكفيلة بإخراج شعبنا وقواه السياسية من عنق الزجاجة هذا الى اعتماد العمل العسكري الناجع لإسقاط النظام لأنه لايفهم إلا لغة السلاح ولا يؤمن بالحلول السلمية ولا لغة الحوار .و…. قاطعته : لكن يا سيد صاروخ المعارضة تقول أنها توحدت بعقد مؤتمرها التوحيدي في مايو 2008م وإنها اتفقت على برنامج الحد الأدنى ووسائل الكفاح سلما أو حربا … الخ أليس هذا مقنعا بالنسبة لك ؟؟؟ .•هذا ليس كافيا وهو قول دون فعل على الأرض ومنذ انعقاد المؤتمر التوحيدي ليس هنالك شيء على الأرض كما ان المعارضة غائبة عن ساحة فعلها الحقيقي وقاعدتها الجماهيرية وداعهما الأساسي على الساحة السودانية .. التواجد في إثيوبيا فقط ليس كافيا كما ان اللجوء والاعتماد على المهاجرين الارتريين في دول أمريكا وأوربا واستراليا لايحدث التغير والتأثير المطلوب على الأرض ولا يؤثر على سير الإحداث على مستويي الحكم والمعارضة .س/ أنت تعول على ا لعمل العسكري لإسقاط اسياس ومعرف إن العمل العسكري لا قبول له الآن لا داخليا و لا إقليميا ولا دوليا على الأقل في منطقتنا ، كما ان المعارضة الارترية تعتمد حتى الآن بنية وتفكير عسكريين قديم والنظام الارتري له خبرة عسكرية كبيرة في حربي العصابات . فكيف هو العمل العسكري الذي تدعو إليه ؟ .•بالعمل العسكري التقليدي لا يمكن إسقاط نظام الجبهة الشعبية .. فالحكومة الارترية تمتلك ترسانة أسلحة ضخمة وجيش مدرب تدريبا جيدا , صحيح ان البنية السياسية والاقتصادية للنظام متهالكة وأنا أدعو إلى خطة عسكرية تتناسب وذلك وتستند على إدخال مجموعات عسكرية مدربة جيدا للقيام بعمليات عسكرية نوعية تهز النظام وتعمل في سبيل ضرب قوته الأمنية والاستخبارية الباطشة . والجيش الارتري ليس على وفاق مع أجندة النظام السياسية ولكنه يفتقد للبوصلة والقيادة السياسية التي تقوده لعملية التغير . هذه العمليات النوعية تحتاج لآلة إعلامية متطورة وسريعة تستفيد من الانجاز العالمي لوسائل الإعلام لعكسه وكذلك كل أوجه انتهاكات حقوق الإنسان . شيء مهم آخر يجب ان لايغيب عن بال القوى السياسية الارترية وهو ان العمل العسكري لا يحتاج الأذن من احد سوى قوى إقليمية أو دولية وتجربة ثورتنا تقول ذلك• .س/ هنالك من يقول ان الشعب الارتري وقع ضحية صراعات قواه السياسية التي ناضلت لتحريره وانقسمت بعد ذلك إلى حكم ومعارضة . السؤال كيف الخروج من هذه الدائرة الجهنمية ؟؟ .•هو الأمر كذلك ، فالنظام السياسي القائم في البلاد لا زال يسير الأمور بعقلية ما كان يدور في الساحل أي بعقلية الثوار والثورة بدليل غياب مؤسسات الدولة الحديثة المتعارف عليها دوليا وهذا يؤدي حتما إلى غياب الحريات العامة والخاصة في أدنى صورها لذا الحكومة في وادي والشعب في وادي آخر كما إن فصائل المعارضة الارترية والتي عاصرت مرحلة التحرر الوطني قولا وفعلا أو تلك التي نشأة فيما بعد تدار بعقلية الثورة ولم تنتقل إلى مرحلة ما يسمى بمعارضة تقارع نظام وطني بأدوات وبرامج وأساليب تتناسب وذلك وفي كلا الوضعين في المعارضة والحكم لا زالت رجال حركة التحرير يسيطرون على الأمور . والحل كما أسلفت يكمن في الدعوة لمؤتمر جامع يضع السياسات الكفيلة بخروج البلاد من عنق الزجاجة .س/ في السابق كانت الفصائل الارترية المسلحة منها وغير المسلحة هي سيدة الموقف السياسي دون منازع . الآن بدأت تظهر إلى الوجود منظمات مجتمع مدنية وفئوية وإعلام مستقل أفراد وجماعات كيف يمكن أن تلعب هذه المنظمات دورها وهل يمكنها الوضع الارتري من لعب دورها ؟؟ .•يمكن لهذه القوى ان تلعب دورا مهما في صياغة المستقبل السياسي المنشود لبلادنا كشريك للقوى السياسية الارترية ، شريطة ان تنطلق هذه القوى من منطلقات وأجندة وطنية خالصة . وأقول هنا ان هذه القوى تأخر ظهورها كثير واستبشرا خيرا بظهورها الآن من أجل مستقبل أفضل للعملية السياسية في ارتريا ، ولكنها تحتاج إلى التوجيه الصحيح . قاطعته : من يوجهها ؟؟•حسبما رأي ان هنالك قوى سياسية تحس حقيقة بالمرارة والبؤس الذي يعيشه الشعب الارتري وتناضل من أجل إزالته هذه القوى عليها ان تمد يد العون لهذه المنظمات المدنية والفئوية والإعلامية المستقلة ليشكلا شراكة حقيقية من أجل ان تصبح البديل الأفضل للنظام القائم . وتكامل الجهود بين القوى السياسية والمنظمات المدنية سوف ينعكس إيجابا على العملية السياسية في ارتريا .س/ خلال العقدين الماضيين لم تسجل الساحة الارترية أي ظهور لقوى جديدة شابة تطرح نفسها كقوى بديلة لرجال وقيادات حركة التحرر الارترية الذين شاركوا وقادوا عملية تحرير البلاد من الاحتلال الإثيوبي ، ويشاركون الآن بشكل أو بآخر في تعقيد المشكلات في ارتريا . السؤال هل هنالك خلل ما ؟؟•نعم هنالك خلل وخلل كبير . الحكم بقبضته الحديدية يدفع الشباب إلى خارج العملية السياسية وخارج الأراضي الارترية والمعارضة تفشل تماما في استقطاب وضم وتعاطف هؤلاء إلى جانبها كما هي عاجزة عن ضم الالآف من طلبة الجامعات والخريجين في دول المهجر واللجوء وأسباب ذلك كثيرة منها ما هو خاص بالمعارضة التي تستخدم أساليب ومناهج تجاوزها الزمن والنظام لا يفكر إلا بعضلاته والخاسر الوحيد هو الشعب الارتري. وأضيف هنا لمعالجة ومناقشة هذه الأمور الوقوف على مسبباته الحقيقية أدعو إلى إقامة ورش عمل وحلقات بحوث من المختصين ، كما أنبه ان حالة الانقطاع بين الأجيال سوف تؤدي إلى نتائج كارثية ، فجيلي إذا (انقرض ) دون ان تتواصل معه الأجيال اللاحقة ستكون هنالك مصيبة لا يعرف مداها إلا الله .س/ بعد نضال استمر لأكثر من ثلاثة عقود في مرحلتي الثورة والدولة أنت الآن ترسم صورة قاتمة لمستقبل البلاد هل نعتبر ذلك خلاصة تجربة ؟.•اعتقد ذلك … نحن كمناضلين عانينا كثيرا ولا زلنا نعاني ومع ذلك نملك الاستعداد للنضال من أجل رفع الظلم عن شعبنا ولكن للأسف نجد قوى المعارضة ليست أهلا لذلك .س/ هل أنت نادم على كل تلك السنوات التي أفنيتها في النضال ؟•لا …. لا … لست نادما لأنني سلكت طريقا من أجل شعبي . قد أكون كغيري من المناضلين لست سعيدا على المستوى الشخصي ولكن اطمح ، مثلهم بحياة سعيدة لشعبي.س/ رغم كل تلك المرارة في حديثك لا زلت تملك الأمل في الشباب الارتري من أجل ان يلعب دوره في التغيير ؟•نعم املك آ مالا كبيرة في الشباب الارتري المصدوم من نظام الحكم في بلده والمعارضة المتواجدة في الخارج سوف يهب يوما ما في وجه الظلم وإذا لاح له الأفق يمكنه إن يملأ الساحات مرة أخرى .س/ لنعود إلى ما قبل الثلاثة عقود لنتعرف على الثورة من خلال رحلتك … متى التحقت بالثورة وكيف ؟؟ وأسباب التحاقك وسنك وأول من قبلت من الثوار …. الخ ؟•كنت شابا قوي البنية من والدين أميين من الريف الارتري عاشا في قرية ( عد همد ود أري ) كنت معتزا بنفسي وقوتي البدنية والنفسية لذا لقبت بصاروخ ، اعتقد كنت امتلك الشجاعة والإقدام الكافيين للالتحاق بأقراني الشباب بزيهم العسكري وانضباطهم وأسلحتهم اللامعة وهم يلحقون الهزائم بقوات المحتل الإثيوبي الذي روع المدنيين في المدن والقرى الآمنة ومنها منطقتنا منطقة بركا لعال ، كنت في العشرينات من العمر . التحقت بالمنطقة الأولى وأول من استقبلني كان المناضل آدم صالح شيدلي وسريته الرابعة وقد ألحقني بالفصيلة الثالثة حيث تلقيت تدربي دون المرور بهيئة التدريب في المنطقة كما جرت العادة . المنطقة الأولى كان يقودها المناضل محمود ديناي فك الله أسره وكان ذلك في عام 1968م ومن حينها وحتى ألان .س/ احكي لنا عن البنية العسكرية للجيش في تلك الفترة ؟•الوحدات العسكرية كانت عبارة عن سرايا وكل سرية تتكون من ثلاثة إلى أربعة فصائل وكل فصيلة من ثلاثة إلى أربعة مجموعات وكل مجموعة من تسعة إلى عشرة مقاتل . التسليح كان لكل فصيلة ثلاثة برينات وبنادق كلاشنكوف قليلة والبقية بنادق أبو عشرة الانجليزية . للمنطقة العسكرية أربعة سريا وسرية مسانده وحراسة وتتكون أدارة المنطقة من قائد المنطقة ونائبة ومسئول المالية والمفوض السياسي وممرض . ومنطقتنا كان تشكيلتها العسكرية كالآتي :السرية الأولى قائدها عثمان أبو شنبالسرية الثانية قائدها دنقس أريالسرية الثالثة يقودها حاج موسىالسرية الرابعة يقودها محمد علي ابورجيلةالسرية الخامسة يقودها محمد علي كشه .إما أدارة المنطقة فكانت تتكون كما أسلفت من محمود ديناي قائدا للمنطقة ينوب عنه صالح محمد إدريس أبو عجاج فك الله أسرهما . موسى محمد هاشم مفوضا سياسيا وعثمان ازاز مسئولا للمال والمسئول الصحي عبد القادر رمضان . انتهت الحلقة الأولى في الحلقات القادمة : * العلاقة مع المناطق الأخرى•أهم المواقع العسكرية في 67الى 69م• بديات الانشقاق ونشوء (عوبل )•المؤتمرات العسكرية في تلك الفترة .•المؤتمر الوطني الأول من وجهة نظر مخالفة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى