مقالات

وداعا محمد داؤود …: جمال همد

11-Mar-2009

المركز

نفس الوقائع والتفاصيل تتكرر بعد عقد ونيف …شاب في مقتبل العمر … جسور شجاع ومؤسس ثقافيا ، الأمور واضحه أمامه دون لبس يناقشها بوضوح مدهش وينافح عن رأيه الذي ينسف السياسات السرية للمجموعة المتنفذه ..

نفس السيناريو يتكرر وبنفس مأساويته وسوداويتة والخفافيش يفعلون كل شيء بدم بارد ثم يتوارون عن الانظار..رجال الأمن ( الاشاوس) يتحركون هنا وهناك ويتعجلون الدفن ولا تحقيق ولا هم يحزنون . محمد داوؤد ركا وعبد العزيز محمود الشيخ حسب شهادة الميلاد والمعروف بعمار ..كثيرة هي الصفات التي تجمع بينهما فكلاهما التحق بالجبهة الشعبية في منتصف الثمانيان من القرن الماضي … كلاهما لم يمكن ان تمحو عملية غسيل الدماغ في هئية التدريب العسكري خلفيتهما الثقافية وتكون وجدانهما وطرائق تفكيرهما الذي تأسست في معمعة المشهد الثقافي والأدبي والسياسي في السودان … الحاجة لقدراتهم كانت ضرورية آنذاك خاصة وان الجبهة الشعبية كانت تتهيأ لولوج مرحلة جيدة من حياتها فهر تريد مليء الفراغ السياسي والجماهيري الذي تركته الجبهة كما تريد الانفتاح على الجماهير الاريترية بعد ان اطمئنت ان برنامجها السياسي والعسكري قد ترسخ فقط يحتاج الى سند جماهير . والقاعدة الجماهيرية الاريترية نصفها موجود في السودان والبقية تتوزع في السعودية ودول الخليج ولمخاطبة هؤلاء كان لا بد من ايجاد كادر بثقافة عربية لذلك نجد ان كل الكادر الذي جاء به توتيل ضمن الجناح الذي كان يقوده الدكتور قرقيس اوممن الذين التحقوا في تلك الفترةبالجبهة الشعبية تم الحاقهم بجهاز الاعلام ( اذاعة صوت الجماهير ومجلة ساقم ) وكذلك بالمنظمات الجماهيرية خاصة الشباب والمرأة . وكان لابد من احتمال تنظيرات هؤلاء الى حين ثم التخلص منهم واحدا اثر آخر .تعرفت على المغدور محمد داؤود في اغوردات وضمتني معه نقاشات حامية حول الثقافة وحاملها اللغة وطرائق تفكير النخبة الحاكمة وكيف التعامل مع ذلك..تميز الرجل بالهدوء والدقة في مفرداته والولوج الى ما يريد بأسهل السبل ودون تقعيدات وفذلكات اللغة .. وكنت دائما يدور في ذهني سؤال لماذا لم يعتقل الرجل وهو بهذه الصفات … سألت من سنوات عن احواله وهل لازال عند رويته فأكد اصدقاء مشتركين ذلك مما زاد من استغرابي ولكن يبدو ان رجال الظلام كانوا يعدون عدتهم للتخلص منه نها ئيا للمغدور الفقيد الرحمة والمغفرة ولآل ركا حسن العزاء ولأسرته الملكومة الصبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى