هل يجدي رهان المعارضة على إرتريا
3-May-2005
الصافة
الصحافة : رحاب طه
قبل ان توقع الحكومة اتفاق السلام مع الحركة الشعبية في التاسع من يناير الماضي بدأت حكومة اريتريا بقيادة اسياسي افورقي التحضير لتكون المحطة التي ينطلق منها معارضو اتفاق السلام ولم يتوقف الامر عند هذا بل تعداها لتكون ارتريا هي المحرض الاول لقبائل المعارضة
لتتخذ من اريتريا قاعدة للانطلاق رغم ان الكثير من الفصائل بدأت تحزم حقائبها استعدادا للعودة للسودان والمشاركة في التحولات الجارية. وحينما حاول العميد عبدالعزيز خالد قائد قوات التحالف الوطني تفكيك قواته احتجزته الحكومة الارترية ومنعته من السفر، وحينما بدأت الحركات المتمردة في دارفور البحث عن دولة ينطلق منها عملها السياسي والعسكري كانت ارتريا حاضرة لتحتضن الحركات المتمردة وفي الشهر الماضي نظمت اريتريا ورعت مؤتمر جبهة الشرق الذي شارك فيه مؤتمر البجا المسلح والاسود الحرة وحركات التمرد في دارفور وبعض ممثلي القوى السياسية المعارضة، وقد كانت ارتريا حضورا بوزير دفاعها ، كل هذا ربما يكون دليلا على ان ارتريا تتوعد تخريب اتفاق السلام، الاسبوع الماضي نشرت الصحف خبرا يشير الى ان احزاب المعارضة في الخرطوم والقاهرة واسمرا ولندن وفصائل مسلحة اقتربت من انشاء جبهة للتحول الديمقراطي والسلام العادل من خلال حلف سياسي كبير يضم التجمع الوطني واحزاب الامة والمؤتمر الشعبي والعدل والمساواة وفصائل معارضة اخرى بما في ذلك هيئات ومنظمات المجتمع المدني وعلمت الصحافة ان قادة التجمع الوطني في القاهرة اقترحوا الدعوة الى اجتماع لهيئة التجمع وقيادات الفصائل الاخرى في الاسبوع الاول من الشهر المقبل وكان رئيس حزب الامة الاصلاح والتجديد مبارك الفاضل المهدي الذي اعلن عن بدء مشاورات لتحقيق حل سياسي شامل من خلال مشروع وطني يجنب البلاد مخاطر الصومله ومضار الوصاية الدولية، وقال ان الجميع متفقون من حيث المبدأ على المشروع من خلال المشاورات والتصريحات والمواقف المعلنة ويتوجب الشروع في التفاصيل والآليات ويعتزم قادة الفصائل المعارضة دعوة هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي لعقد اجتماع موسع في اسمرا بداية مايو المقبل لتوسيع ماعون التجمع بحيث يشمل جناحي حزب الامة بقيادة الصادق المهدي ومبارك الفاضل والمؤتمر الشعبي وحركة العدل والمساواة ومختلف القوى السياسية للانطلاق بمقررات اسمرا للقضايا المصيرية واتفاق نيفاشا وماتم التوصل اليه في مسارات السلام الاخرى. ورغم ان السيد مبارك الفاضل قد قال ان الجبهة العريضة ليست محورا لحزب احد وليست بديلا للتجمع الوطني بل هي مقدمة للعمل الوطني وانهاء ازمة الحكم في السودان وتحقيق السلام في دارفور وفي الشرق والتطبيق الفاعل والصادق لاتفاق نيفاشا الذي حقق السلام بين الشمال والجنوب، الا ان السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه الجبهة ولماذا الانطلاق من ارتريا لاسيما وان تنفيذ اتفاق نيفاشا يكون العمل من خلال لجنة الدستور وحينما طرحنا هذا السؤال على الاستاذ عبدالرسول النور قال ان اتفاقية السلام لا تأتي من الخارج ولكن يمكن ان تؤتى من خلافاتنا وضعف الجبهة الداخلية ، واذا اخذت الجبهة الداخلية وفق اتفاق وطني لا يعزل احدا فان المهددات الخارجية ستقل كثيرا، واذا ما انقسمت الجبهة الداخلية وتصاعدت الخلافات فان المهددات الخارجية ستجد الطريق سالكا لتهديد الاتفاقية، ولكن الاستاذ سيد احمد خليفه الكاتب الصحفي المعروف يذهب بنا بعيدا، حينما يقول ان ارتريا ربما تشكل مخلب قط ولكنها ليست مؤهلة للتأثير على اتفاق السلام من خلال فتح ابوابها للمعارضة، وتساءل سيد احمد عن كيفية تعامل المعارضة مع نظام ظل يقهر شعبه وكيف تظل المعارضة ان من تنكر لحلفاء الامس ومن دعموه طوال فترة الثورة ان يساعدهم في اعادة الديمقراطية، ويرى سيد احمد ان نظام ارتريا الحالي من اسوأ الانظمة في المنطقة ولكن ذلك مسكوت عنه دوليا بدليل انه حينما اوقف الرئيس افورقي 9 صحف في يوم واحد لم يتحرك احد، ومعروف انه لا توجد الآن في ارتريا سوى نشرة حكومية وان هناك 15 وزير تم اعتقالهم ونتيجة لذلك فان الاستثمار بدأ يهرب من ارتريا بدليل ان احد الارتريين الذي عاد الي ارتريا بعد استقلالها للاستثمار وكانت استثماراته كبيره قد هرب منها مستغلا قندران ومتخفيا تحت جوال فحم والآن فان كل كوادر جبهة التحرير الارترية والبالغ عددهم حوالي 130 كادر اتخذ من لندن مقراًلها بعدان هربوا من جحيم افورقي علاوة علي 40 ألف لاجئ اريتري مقيمون في بريطانيا، والذين نزحوا في زمن افورقي اكثر من الذين نزحوا في زمن هيلاسلاسي، وعن المعارضة السودانية التي تريد ان تتخذ من ارتريا بوابة ان تتذكر ان افورقي دائما ما يكون مع المعارضة ومن في زمن الديمقراطية وقف مع المعارضة لاضعاف السودان لانه يعتبر شرق السودان جزء من ارتريا، معروف ان الكوادر السودانية هي التي ساعدت افورقي في ادارة ارتريا بعدالاستقلال ولكن رغم ذلك تنكر افورقي للسودان وعمل اول سابقة في العالم فيما سلم سفارةبلد لمعارضتها كما انه معروف ان اول زيارة لافورقي بعد انتصار الثورة الارترية كانت لاسرائيل، رغم ان اسرائيل كانت ضد قيام ارتريا، وأرجع الوفد السعودي من سماء اسمرا قبل ان تهبط الطائرة التي تقله وهو الوفد الذي جاء لتهنئته علي الاستقلال متناسيا الدعم الذي قدمته السعودية للثورة والذي يمثل اكبر دعم تلقته الثورة الاريترية.