الغولاغ الأرتري *معتقلات مع الأشغال الشاقة وسجون دون محاكمات مشاهدات سوداني في معتقلات الجبهة الشعبية “للديمقراطية والعدالة” (4)
9-May-2005
صحيفة الاضواء
صحيفة الأضواء السودانية : مذكرات أمير بابكر عبدالله
هي مجرد رواية لما حدث .. ولمشاهدات وروايات يملي علي ضميري نقلها، ولا أود هنا رواية مسببات اعتقالي لمدة شهر كامل في سجن تحت الأرض من قبل الاستخبارات الأرترية -وما مارسته ضدي من تعسف ومحاولات بائسة لقهري وتطويعي- إلاّ بالقدر الذي يتيح لي أن أعكس ما سمعته وما رأيته هناك من معاناة يرزح تحتها المواطن الأرتري، وكذلك ربما تقودني الرواية لتناول العلاقات بين الشعبين السوداني والأرتري وإلى تقييمي الخاص لنظام الجبهة الشعبية (للديمقراطية والعدالة) الحاكم في أرتريا، خاصة في علاقته مع الشعب السوداني وتنظيماته السياسية.
حكى لي أحدهم نكتة سياسية عن الرئيس الأرتري أسياس أفورقي تقول، إن نظام الجبهة الشعبية (للديمقراطية والعدالة)، وبعد أن غلبته الحيلة أمام أمواج الهروب الكبير والمتعاظم للمواطنين الأرتريين عبر الحدود للدول المجاورة، قرر أن يفتح أبواب الهجرة للجميع دون قيود. وعندما أعلن النظام الحاكم ذلك إمتلأت إدارة الجوازات والهجرة الأرترية، وأحتشد المواطنون في صفوف طويلة وقف في آخرها الرئيس الأرتري أسياس أفورقي. وما أن حانت إلتفاتة من الشخص الذي يقف خلفه إليه حتى غادر الصف مسرعاً. وتكررت هذه العملية مع الجميع ليجد الرئيس نفسه أمام شباك مسئول الهجرة وحيداً وخلال فترة وجيزة. فسأله الرئيس: لماذا أحجم هؤلاء عن المضي في إجراءات سفرهم. فرد عليه المسئول: فخامتك إذا إنت مهاجر من البلد، لماذا يهاجر بقية المواطنين. إن قضية هروب المواطنين الأرتريين من بلدهم (عسكريين ومدنيين) تحتاج من أبناء أرتريا وقفة طويلة، ولكن ما تحتاجه الجبهة الشعبية (للديمقراطية والعدالة) ليس وقفة جادة فقط وإنما فياغرا تساعدها على تدفق الدم في شرايينها السياسية وعقليتها الأمنية وإعادة قراءة لواقعها من مختلف الزوايا لتجاوز حالة العجز السياسي الذي يعتريها، ولكن عليها اولاً ان تمسك بالكتاب في وضعه الصحيح إن كانت لديها رغبة جادة في ذلك. فالأعداد المهولة التي تمكنت من الهروب منذ إستلام الجبهة الشعبية للحكم، تكاد تصل أو بالأحرى تجاوزت هجرة الأرتريين أثناء سيطرة إثيوبيا عليها وفي زمن قياسي. وغير المواطنين –بتلك الأعداد- نجد هروب من نوع آخر، وهو هروب المسئولين في الدولة، فما أن تسنح لأحدهم فرصة للخروج من إرتريا حتى يحمل أخف حقائبه ولا يعود. ولكن أغربها وأشدها إبتكاراً هو هروب بعض القيادات العسكرية إلى إثيوبيا عن طريق عربات تخص بعض المنظمات الدولية المسموح لها بالحركة في منطقة الحزام الامني بين الدولتين الذي فرضته إتفاقية الجزائر في العام 2000م.يتم ذلك بإتفاق مع أحد السائقين الذي يحصل على مبلغ (معتبر) مقابل ذلك، حتى سرت شائعة أن الحكومة الأرترية ستقوم بطرد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لأنها تستخدم طائراتها (الهليكوبتر) في نقل وتهريب بعض العسكريين من ذوي الرتب الكبيرة إلى خارج الحدود مستغلة مساحة الحركة التي تتمتع بها. هذه الحقيقة أكدتها الأيام الاولى لي في سجن “أدر سار”، بعد ان كانت أقاويل نستمع إليها في مختلف منتديات أسمرا. فمعظم المعتقلين لهم علاقة بالهروب أو محاولة تهريب مواطنين عبر الحدود، ومعظم القادمين الجدد كذلك. ولكل واحد منهم قصته ومحنته وأحياناً تجد مجموعة تتجاوز العشرة أشخاص أُعتقِلوا معاً. ولكن قصة “مالطا” هي ما شدَّت إنتباهي اليوم لشدَّة نحسه. ومالطا هذا –الذي لا أعرف له أسم غير هذا- أرتري على مشارف الستين من عمره ولكنه ذو بنيان جسدي متين، حتى تحسب أنه في الأربعين على الأكثر. فبعد يوم عمل شاق كسرت فيه مجموعة منا صخوراً ضخمة وكان على البقية نقلها إلى حيث يأمرها السجان، جلست أستمع إليه ومن حوله تحلق العديد من المعتقلين الذين لا يملون قصته برغم كثرة ترديده لها. للسيد “مالطا” قصة فيها من الطرافة مثلما فيها كثير من التراجيديا. فهو أرتري قُحْ من سكان المرتفعات، تربطه علاقات وثيقة بالسودان. فقد عاش بعض من سنوات عمره في ربوعه، وتنقل بين العديد من مدنه مثله والكثير من الأرتريين الذين هربوا لجوءاً إلى السودان إبان سيطرة الحكام الأثيوبيين على أرتريا. وعمل السيد “مالطا” في مهن مختلفة، ويقول إنه كان سعيداً بعمله هناك لدرجة أن تزوج وأنجب ويعيش أبناؤه في الخرطوم حتى لحظة معرفتي به هنا في سجن “أدر سار”. عاد كما الكثير من المواطنين الأرتريين –الذين تشردوا وقتها في بلاد العالم- عقب إعلان إستقلال أرتريا في مطلع التسعينات من القرن الماضي. يحدوه أمل كبير في الإستقرار في وطنه، وتملأ دواخله نشوة عظيمة بعد تحقيق الأمل الذي سعى له جميع أبناء جلدته لأكثر من ثلاثين عاماً وقدموا في سبيله ما قدموا من تضحيات ودماء. وشرع السيد “مالطا” في البحث عن عمل يثبت من خلاله حبه لبلاده، فبالإضافة للقمة العيش كان مشغولاً بهواجس وطنه، لا يألو جهداً في المساهمة من أجل البناء والتنمية. ولكنه بدأ بعد مرور السنوات الأولى -كما يقول- يشعر بأن الأمور لا تختلف كثيراً عن فترة الإستعمار الأثيوبي. فالضغط عليه زائد كل صباح والدولة لا تشجع على العمل بضرائبها واتاواتها الباهظة وهو لا يجد ما يدفعه ينعكس عليه، فالخدمات تتردى كل يوم والأسعار في ارتفاع متواصل “كنت أفكر في إحضار أولادي لمواصلة تعليمهم هنا، ولكنها مشكلة إن حضروا فلا آفاق أمامهم. سينهون على الأكثر المرحلة الثانوية وبعدها سيقتادونهم لل(قلقلوت)” والقلقلوت هو الخدمة العسكرية الإلزامية. وبدأ بريق الإنتصارات الثورية، ما قبل الإستقلال، يخبو قليلا قليلاً داخل نفسه بمضي السنوات، مثله مثل الاخرين، بعد إصطدامه بالواقع. وقرر السيد “مالطا” الذهاب للسودان ليفاجأ بأنه لا يستطيع ذلك بالطرق (الرسمية)، لتبدأ رحلة الهروب مرة أخرى. قرر السيد “مالطا” الذهاب إلى مدينة “تسني” الحدودية ومن ثم البحث عن طريقة يجتاز بها الحدود والوصول إلى الخرطوم، حيث أولاده. وينجح بعد فترة وجيزة في تحقيق ذلك ليصل إلى الخرطوم دون عقبات تذكر، ليقضي أشهر عديدة بينهم. ولكن تراوده رغبة الهجرة إلى إيطاليا –وأيطاليا بالنسبة للأرتريين أول محطة يفكرون فيها عندما يقررون الهجرة، فهي قريبة إلى نفوسهم وتكاد ملامحها تكسو كثير من مظاهر الحياة، بل وتتجاوز ذلك إلى مرحلة اللغة حيث تسللت إلى لغة “التقرنيا”، التي يتحدثها سكان المرتفعات، الكثير من مفردات اللغة الإيطالية. ومعروف أن إرتريا كانت إحدى المستعمرات الإيطالية لفترة طويلة إلى نهايات الحرب العالمية الثانية وهزيمة دول المحور الذى كانت إيطاليا تشكل داخله ضلعاً أساسياً إضافة لألمانيا واليابان. ليعاد توزيع العالم ومستعمراته من جديد، وفقاً لرؤية الحلفاء، لتصبح إرتريا تحت الوصاية البريطانية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. ومن المناسب هنا ذكر أن قوات دفاع السودان كان لها القدح المعلى في معارك بريطانيا ضد القوات الإيطالية في إرتريا. ويوفر السيد “مالطا” مبلغاً يمكنه من تغطية تكاليف رحلته عبر الصحراء الكبرى إلى العاصمة الليبيية طرابلس، الطريق الذي إكتشفه الأرتريون –الذين لجأوا للسودان- للوصول إلى تحقيق أحلامهم في إيطاليا. وبعد معاناة شديدة وفِّق في بلوغ ليبيا ليبدأ العمل هناك لعدة أشهر حتى يوفر ما يغطي له تكاليف رحلته حتى إيطاليا. تبحر السفينة، التي إستغلها السيد “مالطا” من الموانئ الليبية سرَّاً ضمن فوج من المهاجرين الأرتريين وغيرهم، وتمخر عباب البحر المتوسط. ولكن عاصفة هوجاء تضطرها إلى اللجوء إلى الموانئ المالطية، حيث تكتشفهم السلطات المالطية وتقوم بإحتجازهم جميعاً، بمن فيهم طاقم السفينة. تقرر السلطات المالطية ترحيل السيد “مالطا” وآخرين -خلال ثلاثة أيام- إلى بلادهم (إرتريا)، وتتلقفه أفواه المخابرات الإرترية المفتوحة، وترمي به في سجن “تراكبي” بأسمرا ليقضي فيه بضعة أسابيع، وتنقله منه إلى سجن “نُخْرَة” الواقع في إحدى الجزر على شاطئ البحر الأحمر الذي قضى فيه ستة أشهر من الآلام والتعذيب، حتى تم ترحيله إلى غرب إرتريا قبل أكثر من ثمانية أشهر ليقيم في سجن “أدر سار” ويعاني مثله والآخرين من إعتقال مع الأشغال الشاقة ليناديه السجناء والسجانين بإسم “مالطا”. والسيد “مالطا” لا يعرف إن كانت السلطات قد حكمت عليه، ولكنه كغيره ممن تقول لهم إن محاكمتهم قد تمت من قِبل جهاز المخابرات، دون أن يقفوا أمام محكمة تدينهم أو يتمكنوا من الإستنجاد بجهة لتدافع عنهم. يعتبر السيد “مالطا” سجن “أدر سار” نزهة، رغم ثِقلها ولكنها لا تضاهي سجن “نخرة”. بنى الإيطاليون سجن “نُخْرَة” في إحدى الجزر الصغيرة في أرخبيل على البحر الأحمر إبان فترة إستعمارهم لإرتريا، التي كانوا يعتبرونها إحدى الأقاليم الإثيوبية وقتها. وكان يعتبر منفىً للذين يناهضون الوجود الإيطالي وموقع لممارسة الضغط والتعذيب بعيداً عن أية أنظار. وجدته المخابرات الأرترية مناسباً لها لتمارس فيه ذات الغرض الذي بني من اجله. وأهم ميزتين يتمتع بهما سجن “نُخْرَة” عن غيره من سجون المخابرات الأرترية، أولاهما الرطوبة العالية والحرارة الشديدة خلال أشهر الصيف، ومعروفة طبيعة طقس شواطئ البحر في هذا الفصل من السنة، أما الثانية فهي الإستاكوزا. والإستاكوزا هي من القشريات البحرية وهي من فصيلة السرطان والكابوريا. وعادة ما تخرج إلى الشواطئ الصخرية عندما يحل الليل وتكثر في الليالي المقمرة. وهي تطلق أصواتاً أشبه ببكاء الأطفال مما يثير الربكة في نفوس السجناء والمعتقلين. معظم سكان إرتريا يجهلون البحر وطبيعة كائناته، حتى أن علاقاتهم بالوجبات البحرية وعلى رأسها الأسماك بدأت في فترة متأخرة جداً، لذلك عانى السجناء –ولازالوا- من هذا البكاء الذي يشق الصدور ويدفع إلى اليأس، بل قاد بعضهم إلى الإنتحار أو محاولته. إنهم يجهلون تماماً مصدر تلك الأصوات المليئة بالطفولة وهي تكاد تصم آذانهم، لأنهم لا يخرجون ليلاً من زنازينهم أو عنابرهم، هذا ما ذكره لي السيد “مالطا” واكده لي، رفيق رحلتي من سجن “تراكبي” إلى سجن “أدر سار”، يوناس الذي يعمل كجندي في القوات الأرترية وأعتقلته المخابرات لعدة أشهر في سجن “نخرة” قبل أن يتم ترحيله إلى “تراكبي” ومن ثم الرحلة المعروفة التي رافقته –ضمن الآخرين- فيها. 6 أبريل 2004م … اليوم هو ذكرى إنتفاضة أبريل. إلتقيت عامر بعد أن أنهينا يوم عمل شاق –وكنت ألتقيه لماماً لأن عنبره مختلف هو وبقية السودانيين المعتقلين الذين لا ألتقيهم إلاَّ أثناء ممارسة سجاننا أعماله الشاقة فينا. سألني عامر في دهشة “ألم يحضروا (ناسكم) من أجل إطلاق سراحك؟!” وهو لا يدري أن (ناسي) لا يدرون مصيري ولا أين أتواجد. ولكني أجبته “حتماً سيأتون”. ودار في رأسي شريط طويل، يحتوي كادره الملون على مقاطع طويلة وقصيرة عن العلاقة بين تنظيماتنا السياسية والجبهة الشعبية (للديمقراطية والعدالة). وهي في تقديري علاقة انتهازية قائمة على العداء المشترك للنظام الحاكم في الخرطوم. وهي إنتهازية لأن أحزابنا وتنظيماتنا السياسية تدعي تبني الديمقراطية وتدعو،بل تحارب وتقاتل من أجلها ومن أجل إعادة التعددية والحريات السياسية والنقابية، وتنادي وتقاتل من أجل إلغاء قانون الطوارئ والقوانين المقيدة للحريات وإطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين، ويكون مركز ثقلها السياسي تحت وطأة تنظيم سياسي يمارس القهر والتعذيب ضد أبناء جلدته، ولا يؤمن لا بالديمقراطية ولا بالحريات السياسية ولا بحرية التعبير ولا التنقل ولا ولا ولا. فدولة الحزب الواحد والصحيفة الواحدة والحاكم الأوحد لا يتوقع منها أن تقدم شيئاً إيجابياً تجاه قضايا الديمقراطية والحريات السياسية والحقوق العامة. وهي علاقة إنتهازية تحكمها أجندة تلتقي في العداء لنظام الخرطوم وتتقاطع في مسائل الديمقراطية والحرية. وهذا مقال له مقام آخر. وعامر، الذي جاء ذكره من قبل، هو سوداني من أبناء مدينة كسلا. إعتقلته المخابرات الأرترية، قبل عام ونصف، هو وعربته (البوكس) داخل مدينة “تسني” الحدودية، واتهمته بمحاولة تهريب مواطنين أرتريين عبر الحدود إلى السودان. قضى عامر فترته الأولى في سجن تسني وأخضعه رجال المخابرات لتحقيقات طويلة تحت وطأة التعذيب حتى وقع على ورقة لا يدري فحواها، ومن ثم تم ترحيله إلى سجن “أدر سار” قبل أكثر من أربعة عشر شهراً. قال لي إن وضعه هذه الأيام أفضل حالاً، فقد سمحوا له بالبقاء أعلى الأرض بعد مضي سنة وعدة أشهر قضاها تحت الأرض وهناك همس يدور –بين إدارة السجن- بأن مدته قد شارفت على الإنتهاء. وهم هذه الأيام يعاملونه كرئيس للطباخين في السجن، ومن بينهم إسحق وعبده السودانيين. وعندما ضحكت لهذه المعلومة، ضحك هو أيضاً ولكن في مرارة تفوق ما أحس به مرات ومرات. كان هناك مطبخان .. مطبخان مبنيان من القش وجزوع الأشجار، أحدهما يخص السجناء العسكريين والآخر للمدنيين. وهما –أي المطبخان- لا يستحقان ثمن العرق، وربما دم نتيجة ضربة سوط، الذي انسكب لجمع مواد بنائهما ولبنائهما. فتحت ظلهما الذي تتسلل إليه أشعة الشمس في كل ساعات النهار، لا طبيخ يذكر. الوجبات تقدم مرتين، الأولى عند منتصف النهار بعد يوم عمل شاق والأخرى قبيل غروب الشمس في نهاية يوم العمل وقبل الدخول إلى جوف الأرض. والوجبات مجرد خبز (حافي) تُبكي الروائي المغربي الراحل محمد شكري في قبره، يضاف إليه كثير من الماء المزود بحبيبات عدس أو عشرة علب من (الشيرو) أو (الزغني) المُصنَّع، وتغلي هذه الحصيلة في طاجنين كبيرين لتكفي أحياناً لأكثر من أربعمائة شخص. أسوأ لحظات سجن “أدر سار” هي حينما يكون عليك لزاماً الذهاب إلى الساحة المجاورة للمطبخين لتناول الوجبتين يومياً. قال لي عامر: “رغم القرف الذي أحسه في المطبخ لكنني أشعر ببعض من الحرية، إذ أبقى أطول مدة من الزمن فوق الأرض.” وها هو الآن يقضي أيامه المتبقية فوق سطح الأرض. قضى عامر كل هذه المدة ما بين “تسني” و”أدر سار” دون أن يسمح له بالإتصال بأهله أو غير أهله، فمعتقلات المخابرات الإرترية غير مسموح لنزلائها بمقابلة ذويهم، بل يُعتَّم تماماً على مكان وجود أمثال هؤلاء النزلاء أياً كانت أسباب إعتقالهم. هذا يطبق على الأرتريين ناهيك عن القادمين من بلاد أخرى. فقد اكتشفت هذا اليوم وجود أثيوبي واحد، لا تكاد ذاكرتي تمسك بأطراف إسمه حتى يهرب من بين تلافيفها، هذا غير السودانيين الخمسة الموجودين قبل مجيئي. * معسكرات الاعتقال السوفيتية