سجل المعارضة الارترية : تفاؤل قليل … خيبات كبيرة .. جمال همد
17-Aug-2005
المركز
تحليل سياسي
المتابع لسير الأحداث داخل قوى المعارضة الارترية ممثلة في التحالف الديمقراطي الارتري يلاحظ دون عناء كبير انه كلما اقترب موعد الاجتماعات لجهازها التشريعي والذي سينعقد في منتصف سبتمر القادم هذا العام ، تنفجر الصراعات الجانبية بعضها تصب في نقاط الخلاف الأساسي المؤجل وبعضها يأخذ شكل صراع داخل التنظيم الواحد ليغرق الاجتماع في لجة تلك الصراعات الوهمية منها والحقيقية لتستهلك جهد الاجتماع وجل وقته .
فقد انفجر في الايام القليلة الماضية الخلاف القديم المتجدد بين حركة الاصلاح الاسلامي الارتري التي تتبنى أسلوب العمل العسكري المعلن ضد نظام اسمرا وبين الحزب الديمقراطي الارتري الذي يرفض ذلك علانية ، وبدلا من معالجة الخلاف بالحوار الجانبي انتقل الخلاف للعلن من خلال مجموعة من المقالات شديدة اللهجة بين الطرفين اثر نشر احدى المواقع المتخصصة في الاثارة البيان العسكري الصادر من الاصلاح وتبعه بيان ادانة واستنكار من قيادة الحزب الديمقراطي لتتبعه مقالات صبت الزيت في النار. والصدام بين الحركة والحزب قديم واساسي فقد تفجر غداة انعقاد الاجتماع التأسيسي للتحالف الديمقراطي قبل شهور عدة وتم احتواءه أو ابعاده عن دائرة الضوء وتم تجميده ، وكان مؤملا ايضا اتباع ذلك الآن خاصة وان الطرفين يعملان تحت مظلة التحالف الديمقراطي ولا أرى مبرر للخروج به للعلن ، فمن حق الاصلاح ان تتبنى الاسلوب الذي تراه مناسبا لازاحة النظام واسقاطه كما من حق الحزب الديمقراطي ان يرفض ذلك ويقاومه ولكن بأسلوب افضل من اسلوب البيانات خاصة في هذا الوقت الهام مع العلم أن هنالك اطراف عديدة يمكنها وبسهولة تزكية الخلاف وتأجيجه لاظهار المعارضة عموما بمظهر المتصارعين الذين لا يمكنهم ادارة دولة .ولاتغول لطرف علي الاخر والا فشل تمرين الديمقراطية والتعددية السياسية وهو الاخر الذي يتبناه التحالف . سبق ذلك هزة خفيفة اصابت البنية التنظمية للحركة الشعبية الارترية ثم نتيجتها تجميد وفصل عدد من اعضاء المجلس المركزي (جهازتشريعي ) للحركة بمن فيهم الرجل الثاني السيد ادحنوم قبر ماريام ويشغل نائب رئيس المكتب التفيذي للتحالف الديمقراطي ممثلا للحركة ، وحسب تصريحات السيد عبد الله ادم رئيس اللجنة التنفيذية للحركة للمركز الارتري للخدمات الاعلامية ان كل الجهود التي بذلت داخل الحركة وعبر (اجاويد) من قيادات فصائل المعارضة الارترية قد قوبلت بسلبية تامة من قبل السيد ادحنوم ولجأ المجلس المركزي الي جراحة مؤلمة حسب بعض المصادر المقربة من المجلس تم بموجبها فصل السيد ادحنوم وتجميد اخرين يذكر ان السيد ادحنوم هو من مؤسسي الحركة وتولي قيادتها حتي انقعاد المؤتمر التأسيسي والتوحيدي ليجد نفسه وقد احتل المعقد الثاني بعد السيد عبد الله ادم نابئه السابق وكما ان السيدين تسفاي برنجي وسيموم مليشا وكان قد توحدا مع الحركة الشعبية بعد ان قادا انشقاق من الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير ارتريا (ساقم) واحتل الاول مسؤول الشئؤون التنظمية للحركة والرجل الثاني عضوا في الجلس المركزي .حدث ثالث واخيراصاب جسم (حزب المؤتمر الارتري) بعد انفضاض الموتمر التوحيدي بمشاركة ( سبعة كيانات) مسيرة لم تستمر قرابة الشهر ونصف ولا زالت الخلافات تعتمل داخل هذا المولود( الجديد) وربما افضت الي موته في ظاهرة ذكرت الناس بأيام الكفاح المسلح . اذا ثلاثة معضلات تنتظر الحل وحتي 15سبتمر وربما تضاف مشكلات جديدة لأن الصراعات بين مكونات التحالف متعدده ومفتوحة الآجال . كما اقترب الشارع الارتري نحو المعارضة للالتفاف حولها كما تريد هي كلما فشلت المعارض بالاقرار ببعضها ليبتعد الشارع خطوات اخري بعيدا عن المعارضة ، وليجد النظام متنفساً جديدا يعطيه عمرا جديدا….