حوارات

حوار مع الأستاذ / حسن أسد … نائب رئيس جبهة التحرير الإرترية

13-Aug-2005

المركز

حاوره : جمال همد ينتظر عامة الناس بجانب قواعد جبهة التحرير الإرترية بأمل كبير نتائج المؤتمر الوطني السابع للجبهة ، ينتظرون أن تخطو الجبهة خطوة كبيرة نحو التعاطي مع المرحلة ومتطلباتها إرترياً إقليمياً ودولياً ، ينتظرون تغييرات في البرنامج السياسي للتنظيم وملحقاته من خطاب سياسي ..

كما ينتظرون تحديث وإصلاح على مستوى البنية التنظيمية ، لينعكس ذلك على الأداء العام للتحالف الديمقراطي الإرتري خاصة وأن السيد حسين خليفه هو رئيس المكتب التنفيذي للتحالف .الأستاذ حسن أسد النائب الثاني لرئيس جبهة التحرير الإرترية كان متحفظاً لكنه أشار دون تفصيل لكثير من الأسئلة التي تدور في الشارع العام ، ربما كان ذلك لكون المؤتمر على الأبواب … عموماً نحن ننتظر معكم .. وإلى الحوار … س1 : اين وصلت الاستعدادات لانعقاد المؤتمر الوطني السابع للجبهة ؟لقد فرغت اللجنة التحضيرية من كافة الاجراءات المتصلة بالاعداد سواء على صعيد انتخابات ممثلي فروع الجبهة او الوثائق السياسية والتنظيمية التي يناقشها هذا المؤتمر الذي سوف ينعقد خلال شهر اغسطس الجاري ان شاء الله .س2 : يأخذ عليكم الكثير من المراقبين انكم لم تغادروا بعد محطة عام 1975م، وبرنامج المؤتمر الوطني الثاني من حيث البرنامج السياسي وما نبعه من خطاب ، وحتى الهيكل التنظيمي … بماذا تعلق؟محطة عام 1975م كما تسميها هي امتداد لمراحل النضال الوطني بكل منعطفاته و كذلك المرحلة الراهنة لايمكن بترها عن السياق التأريخي لنضالنا الوطني بكل تفاصيله انجازا او اخفاقا، ولااعتقد ان جبهة التحرير الاريترية تجمدت في خطابها السياسي عند تلك المحطة او غيرها من المحطات التي عبرها قطار النضال الوطني ، سيما وان تحرير اريتريا من الاحتلال الاثيوبي عام 1991م شكل منعطفا جديدا قراء ت جبهة التحرير الاريترية مع القوى السياسية الاخرى معطياته بشكل صحيح . وكان يحدوها الامل ان تغادر قيادة الجبهة الشعبية ذهنية صراعات مرحلة حرب التحرير بين فصائل الثورة الاريتريةوتعمل من اجل فتح صفحة جديدة لعلاقاتها مع الجبهة وغيرها من الفصائل الوطنية و تفتح بذلك افاق رحبة لبناء الدولة الوليدة في اريتريا في ظل وحدة وطنية يمكن شعبنا من تجاوز مرارات تلك الصراعات.ووفق هذه الرؤيا تقدمت جبهة التحرير الاريتريةمع غيرها من القوى الوطنية الى الجبهة الشعبية بعد التحرير بوثيقة عرفت بالاعلان السياسيي عام 1991م كان مضمونها الدعوة الى مصالحة وطنية ونشكيل حكومة وحدة وطنية تنتقل بالبلاد من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية. ولكن بكل اسف اختارت قيادة الجبهة الشعبية المضي قدما في لعبة التأمر والاقصاء الذي ظلت تمارسه اثناء مرحلة النضال ضد الاحتلال الاثيوبي . وما كان امام جبهة التحرير الاريترية وبقية القوى الوطنية خيار سوى مواصلة النضال ضد هذا التوجه الدكتاتوري الذي يقوض مكتسب الاستقلال الوطني بتفريغه من مضامينه الفعلية. وفي نضالها ضد الطغمة الدكتاتورية في اسمرا انصب الخطاب السياسي للجبهة على ضرورة بناء جبهة وطنية عريضة تضم كل الفصائل المقاومة للنهج الاستبدادي لتتجسد بذلك وحدة ارادة شعبنا من اجل تحقيق التحول الديمقراطي وجعل الاستقلال الوطني حقيقة ملموسة يجسدها سلام اجتماعي ينتج عنه امن واستقرار في اريتريا ومحيطها المجاور. وعبر جولات متواصلة من الحوارات بين فصائل المعارضة الاريترية المنفية تشكلت هذه الجبهة بشكل متدرج وصولا الى التحالف الديمقراطي الاريتري الذي يضم كافة فصائل المعارضة الاريترية ومن بينها القوي الديمقراطية من الشعبية والتي انتفضت على استبداد نظام افورقي.واعتقد ان هذه امثلة كافية للتدليل على عدم جمود الجبهة بالصورة التي يشير اليها السؤال.س3 : اذن ما الذي تتوقعه من المؤتمر على الصعيدين السياسي والبنية التنظيمية ؟المؤتمر الوطني السابع يأتي في مرحلة تزخر بالعديد من التطورات الهامة سواء على الصعيد الداخلي او الاقليمي او الدولى، وبالتالي لابد ان يقف المؤتمر امام هذه الحقائق ويتناولها بالتحليل الدقيق كي ترسم الجبهة سمات خطابها السياسي على ضوء استيعاب لهذه التطورات وعلى نحو يعجل من وضع نهاية للاستبداد والتوجه الكتاتوري ويحقق التحول الديمقراطي الذي يتطلع اليه الشعب الاريتري، وكذلك لابد ان تؤخذ هذه الحقائق في الاعتبار في رسم البنية التنظيمية للمرحلة المقبلة .س4 : كيف تنظر لحركة المعارضة الاريترية عموما والتحالف الديمقراطي منذ اجتماعه الاخير في الخرطوم وحتى الان ؟ وهل تتناسب هذه الحركة مع طموحات الشارع الارتري في التغيير؟على المستوى الذاتي هناك الكثير من المطلوبات علي صعيد تطوير البنية التنظيمية لحركة المعارضة الاريترية بما يتوافق وتوظيف طاقات الشعب الاريتري ضد النظام الكتاتوري، كما ان هناك حاجة ماسة لضبط الخطاب السياسي المعارض بما يعكس القدرة على استيعاب المعضلات السياسية والتوجه الفاعل لوضع الحلول الاستراتيجية لهذه المعضلات حتى يأتي البديل الديمقراطي بالنضج السياسي الذي يؤهله للنهوض بمجتمعنا. ومن ناحية اخرى يتبغي ان لا نغفل بان قوى المعارضة الاريترية تنشط في ظل ظروف استثنائية، فهي منفية الى خارج الوطن حيث يحتكر النظام الاستبدادي في اسمرا الحياة السياسةولا تجد المعارضة اي هامش للنشاط العلني في الداخل، وبموازات ذلك ظل النظام الدكتاتوري يحظى بغطاء من قوى دولية متنفذة لم تكتفي بالتستر على انتهاكاته لحقوق الانسان الاريتري وقبضته الامنية الغليظة التي يدير بها البلاد، بل كانت هذه القوى الى وقت قريب تكيل المديح الذي لايستحقه هذا النظاموماتزال هناك دوائر توفر قدرا كبيرا من الحماية لهذا النظام بالتساهل ازاء نهجه القمعي للشعب الاريتري. لهذه الاسباب مجتمعة ظل صوت شعبنا وقواه السيايسية غير مسموعا عليه لانستطيع ان نقول بان حركة المعارضة تتناسب مع تطلعات الشارع الاريتري في التغيير،ولكن هناك تقدم ملحوظ في حركة المعارضة يدعو الى التفاءل.س5 : كيف تقرأ اوضاع منطقة القرن الافريقي في ظل المتغيرات الحالية، السودان السلام واستحقاقاته وغياب قرنق، اثيوبيا الانتخابات ونتائجها وتداعياتها، اليمن المقبل على مرحلة جديدة بعد اعلان الرئيس علي عبدلله صالح عدم ترشحه لدورة رئاسية جديدة ، الصومال وغياب الامن فيه ؟المتغيرات التي تشهدها منطقة القرن الافريقي هي متغيرات هامة واعتقد بانه سوف تنعكس على ساحتنا الاريترية بشكل ايجابي لانها في مجملها تسير باتجاه السلام والتحول الديمقراطي،تنعكس ايجابيا على ساحتنا لانها بلا شك سوف تشكل عبئا على النظام الدكتاتوري الذي سوف يجد نفسه محاطا بهذه النحولات نحو الامن والاستقرار وتعزيز اليمقراطية الامر الذي يمثل حافزا لشعبتا ليصاعد من نضاله اليومي ضد الدكتاتورية.صحيح ان غياب الدكتور جون قرنق النائب الاول لرئيس الجمهورية في السودان هو خسارة كبيرة ليس للسودان فحسب بل لافريقيا كلها بالنظر لدوره البارز في تحقيق السلام في السودان واهتمامه المشهود بجهود السلام التي تبذل دوليا واقليميا، واعتقد ان مسيرة السلام في السودان ماضية الى غياتها المرسومة لان الارادة لدى كل الاطراف السوداتية تؤكد كل يوم بانه لاتراجع عن هذه المسيرة وجاءت مواقف قيادة الحركة الشعبية بعد غياب زعيمها مؤكدة على هذه الحقيقة. الانتخابات في اثيوبيا تعكس نتائجها حقيقة وجود خطوات كبيرة باتجاه التحول الديمقراطي وموقف الرئيس على عبدلله صالح يعكس كذلك ذات الحقيقة الوضع في الصومال اتوقع ان يتأثر بالمناخ العام في المنطقة خاصة وان الجهود متواصلة من اطراف اقليمية ودولية لاقرار السلام في الصومال.س6 : ما هي سناريوهات التغيير في اريتريا من خلال قراءتك لواقع المعارضة واوضاع النظام والمتغيرات الدولية؟اعتقد ان شروط تغيير الوضع في اريتريا اخذة في النضوج وتتجه نحو التكامل. على صعيد الفصائل السياسية الممثلة بالتحالف الديمقراطي الاريتري هناك تواصل مع صمود الشعب الاريتري بالداخل وبرنامج تعبوي وتثقيف بضرورة التحول الديمقراطي عبر وسائل الاعلام المتاحة برزت تأثيراته في صفوف شعبنا في الداخل ولابد ان يؤثر هذا التواصل على المقاتل الاريتري الذي لا نشك في ولائه للوطن والشعب.كما ان التحولات الجارية في المنطقة سوف تنعكس ايجابا كما اسلفت. والمجتمع الدولى كذلك اعتقد انه يعبر باشكال متعددة عن عدم قبوله للمارسات القمعية للنظام ورفضه المتواصل لاية اصلاحات ديمقراطية ، كل هذه العوامل تشكل ضغطا على النظام فاما ان يستجيب بتلبية مطالب شعبنا في الحرية الحقيقية اويذهب غير مأسوفا عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى