قبل أن تبدأ مفاوضات الشرق:كيف يفكر الوسيط الإريتري .. المهندس/هاشم طاهر شيخ طه
19-Jun-2006
المركز
فى حوار أجرته صحيفة رأى الشعب بتاريخ 12 يونيو/2006 مع السيد الأمين محمد سعيد السكرتير العام للجبهة الشعبية الحاكمة بدولة إرتريا تحت عنوان ” أؤكد لكم ليس هنالك صفقة لعودة العلاقة بين البلدين” .. ذكر المحرر بأن هنالك بعض الحركات مثل الحركة الوطنية لشرق السودان ومؤتمر البجا للإصلاح والتنمية تريد أن تطرح رؤيتها فى المفاوضات القادمة لكن تم تجاهلها. فكان فحوى تعليق السكرتير العام بقوله: ( تعدد المنابر لا يؤدى لنتيجة، هذا هو إيـماننا، وكل ما كانت المنابر موحدة ومحصورة يكون مفيداً جداً، ثم أضاف قائلاً : ( والحاجات التى ذكرتـها ما سمعنا عنها) .. نعم هكذا.
فتبسمت ضاحكاً من قوله لا سيما وأننى طالعت على موقع مؤتمر البجا على الشبكة قبل أيام قلائل حواراً أجرته صحيفة الرأى العام مع الأخ الكريم موسى محمد أحمد رئيس جبهة الشرق تحت عنوان ” نتوقع معركة شرسة مع الحكومة فى مفاوضات الشرق”.. قال فيه: هذه الحركات التى تنطلق باسم الشرق هى جزء أصيل من شرق السودان ولكن لم يتم بيننا لقاء حتى الآن وسيكون بيننا حوار ونقاش فى المرحلة القادمة ان شاء الله وأتمنى أن نكون فى وعاء جامع لتحقيق المشاركة فى القضايا لأن الشتات من المشاكل التى ضيعت شرق السودان ولكن المفاوضات بشكل قاطع بين جبهة الشرق وحكومة الوحدة الوطنية دون إشراك لـهذه المجموعات . وكان ذلك إجابة على سؤال المحرر الذى قال فيه : ( برز الى السطح أخيراً عدد من الواجهات السياسية وغير السياسية التى تحمل ديباجة الشرق الى جانب مؤتمر البجا للإصلاح والتنمية إلا ترى ضرورة أن يكون هنالك حوار بينكم وبينها أولاً وهل سيكون لـها دور فى المفاوضات ؟ ).كنت أظن أن السيد السكرتير العام بكل حنكته وتجربته السياسية الطويلة أكثر حصافة ودبلوماسية مما بدأ لي ، فقد التقيته مرة واحدة مطلع سبتمبر 1991 حيث كنت ضمن وفد شعبى من أبناء شرق السودان وصل أسمرا مشاركاً الأخوة الأشقاء فى أريتريا إحتفالـهم بذكرى انطلاقة الكفاح المسلح وأخذت عنه حينها إنطباعاً إيجابياً لا أنكره، ما زلت أحتفظ ببقية منه وفى خاطرى أيام لا تنسى قضيناها هناك يحفنا كرم ضيافة الشعب الاريترى الشقيق وهو يحتفل بذكرى انطلاقة كفاحه المسلح لأول مرة فى ظل استقلاله وكان فألاً حسناً لنا إذ كان ضمن مجموعتنا قادماً من كسلا الشيخ محمد آدم قصِّير رفيق درب المناضل الشهيد حامد أدريس عواتى مفجر الثورة المسلحة. عفواً فقد سرقنى قلمى فثمة عاطفة لا مجال لتجاوزها نحو أشقائنا على الجانب الآخر من الحدود تملك علينا أنفسنا.أعود لما قلت فقد كنت أظن أن السيد السكرتير العام أكثر معرفة وإلماماً بالسودان الذى زاره مراراً وأقام به وله فيه علاقات إجتماعية ومعارف لا حصر لـها، ويفترض فيه بصفته تلك التى ذكرنا وبحسبانه أحد الدعامات المهمة لوسيط التفاوض ” دولة ارتريا ” أن يكون متابعاً لما يدور فى ساحته السياسية وما يطرأ عليها من تطورات مهما قلت درجة أهميتها. وفوق ذلك كنت أظنه على الأقل من المداومين على تصفح موقع حليفه مؤتمر البجا على الشبكة.وحسبنا نحن ما قاله عنا الأخ الكريم موسى محمد أحمد رئيس جبهة الشرق بأننا مع غيرنا من المجموعات السياسية الأخرى أو ” الحاجات ” على حد قول صاحبنا جزء أصيل من شرق السودان ولعل الأخ موسى ورفاقه يعرفون الآن لماذا كنا ننادى بمؤتمر جامع لشرق السودان بمنتجع أركويت بولاية البحر الأحمر بعيداً عن الوصايا الخارجية حتى وإن كانت من قبل ارتريا الشقيقة التى نحرص على علاقة حسن جوار معها رغم كل ما يحدث.. والمثل الشعبى السودانى يقول: ” الما بياكل بأيدو ما بيشبع”. وأقول للسيد السكرتير العام للجبهة الشعبية الحاكمة بدولة ارتريا أن السودان يعترف بالتعددية ويعايش الآن أول غيثها وذلك ليس منةً من أحد وإنما كسب أبنائه مقابل نضالـهم وتضحياتـهم وهم يتصدون للمد الشمولى بكل ضراوته وشراسته.أقول له أيضاً ” الحاجات” التى ما سمعت عنها ستسمع عنها ان شاء الله فى مقبل الأيام ولربما تسمع عن غيرها فقط ” اسأل نفسك عن نفسك” وأحكى معها بصدق فكما يرى أفلاطون الحكيم أنه ” ليس انساناً من لا يسأل نفسه عن نفسه”. ودعنى أسالك: هل حقاً ياأخى لم تسمع عن تلك الحاجات؟ وفى الختام لعل النجاح يكون حليف المفاوضات ولعل الوسيط الإريتري يعتدل فى جلسته قليلاً. المهندس/ هاشم طاهر شيخ طهرئيس الحركة الوطنية لشرق السودان بولاية البحر الأحمرhashimtahir1000@yahoo.com