القرن الإفريقي … إسبوع الأحداث المترابطة المنفصلة
شهدت منطقة القرن الإفريقي عددا من الأحداث المترابطة من جهة والمنفصلة في الوقت ذاته في الأسابيع القليلة الماضية ، مما سيرسم صورة جديدة لمستقبل الأوضاع في المنطقة، وفق اعادة التحالفات وخلط الأوراق مرة أخرى.
فقد زار رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد العاصمة السودانية الخرطوم مؤخرا كشفت عن علاقة جديدة ستربط البلدين على أسس جديدة، أعلن عنها في البيان الختامي للقمة ، ووفقا لصحيفة الشرق الأوسط فقد عبر البيان ” اتفقت الدولتان على معالجة القضايا الثنائية عبر الحوار والتفاهم، بما في ذلك قضايا سد النهضة والحدود، استناداً إلى الآليات القائمة بين البلدين، بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين والأطراف ذات الصلة، وبما يفتح الباب أمام تكامل شامل بين الدولتين الجارتين، والتشاور المستمر في كل الجوانب الثنائية، وتنسيق المواقف في القضايا الإقليمية والدولية.”
وحسب ذات الصحيفة أبي أحمد أكد على ” إن بلاده ستقف بقوة ضد أي جهة تحاول أن تتدخل لعرقلة الحل السياسي الذي يقوده السودانيون بأنفسهم .” في إشاره لبعض دول الجوار التي تحاول لعب دور في المساهمة لحل إشكالات السودان حسب زعمها.
وإستنادا لرأي متابع لأوضاع القرن الإفريقي عامة وتشابك علاقات إريتريا والسودان وإثيوبيا فإن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي وضعت علاقات الخرطوم وأديس ابابا على المسار الصحيح مما يعني الخروج الكلي للعاصمة الإريترية اسمرة من المشهد السياسي الاثيوبي السوداني وتحجيم دورها إقليميا ولو مؤقتا ،وهذا ما لايرضي الرئيس الإريتري اسياس افورقي.
ويؤكد مصدر إعلامي لـ “عدوليس” ذلك كاشفا المزيد بالقول ” واضح ان زيارة ابي تدشين لحلف جديد بين الخرطوم واديس ابابا والمؤشرات تقول ان هذا الحلف قريب من أمريكا وحلفائها الإقليمين من خلال ان احمد عاد من زيارة الإمارات وبعد ايام قليلة جاء الي الخرطوم. النقطة الثانية ان الخرطوم فتحت الباب واسعا له ليلتقي بمن يريد من الأحزاب ورفضت وساطة افورقي مما سيجعل افورقي يشعر بالغضب من تصرف الخرطوم”.
الرئيس الإريتري الذي تحطمت أماله في قاعات بريتوريا ونيروبي بتوقيع السلام الإثيوبي / الإثيوبي أتته الفرصة على طبق من ذهب بهبوط طائرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لابروف الخميس الماضي في زيارة غير معلنة تستمر يوماً واحداً، وفق أسمرة، وذلك في إطار جولة أفريقية تهدف إلى حشد الدعم لموسكو.
ومعروف ان إريتريا هي إحدى أكثر الدول عزلة في العالم، كانت واحدة من خمس دول صوّتت برفض قرار للأمم المتحدة في آذار 2022 يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقا لصحيفة النهار البيروتية.
لينكشف عن تزايد النفوذ الروسي في المنطقة وإبتعاد أسمرا عن المحور الأمريكي وزيادة الشقة بينها والإدارة الديمقراطية في واشنطن.
مشهد أخير لا يقل أهمية في أحداث القرن الإفريقي وهو مقتل القيادي في حركة الشباب الصومالي على يد القوات الأمريكية بإشتراك عدد من الفاعلين في الصومال والقرن الإفريقي، يعني مزيد من تثبيت أركان الدولة الصومالية وتزايد النفوذ التقليدي الغربي عامة والأمريكي بشكل خاص في الصومال والقرن الإفريقي، ليدخل القرن الإفريقي الملتهب عادة في دوائر الصراع الروسي / الأمريكي وغير بعيد عنه الأمريكي / الصيني.