مقالات

“صائغ” وترديد ” الإصلاح” الوهمي !


شهدت عاصمة ولاية فكتوريا الأسترالية حركة دؤوبة للرجل الرابع ـ إذا صح توصيفي ـ في الحزب الحاكم في أسمرا السيد يوسف صائغ أستهلها بافتتاح المهرجان السنوي رسميا والذي أختتم أعماله في 15 يناير الجاري، ويستكملها بلقاءات فردية لشخصيات  إعتبارية ، وبعضها على أسس أثنية ومجتمعية  لقائمة يحملها من مكتب الرئيس في منتجع ” عدي هالو”، والعناوين العريضة لهذه اللقاءات ( الانتصارات التي حققتها الحكومة الإريترية في الصراع الإثيوبي / الإثيوبي والقضاء على وياني تقراي وما سيتمخص عنه من إصلاحات داخل بنية النظام وكيفية التعامل مع ذلك ودعمه ) .. إلخ. دون التطرق لا من قريب أو بعيد لحقوق عامة أو ملفات مهمة تسبق كل إصلاح كملف المغيبين والمعتقلين منذ عشرات السنوات، حسب مصدر شديد الثقة لـ ” عدوليس “.

تعبير ” الإصلاحات ” الفضفاض الذي أطلقه تطوعا بعض النشطاء السياسة غير المتفرغين للعمل العام يبدو أنه  قد وجد هوى عند الإدارة الضيقة في المنتجع الرئاسي في “عدي هالو” وبدء الاشتغال عليه في أواسط المجتمعات الإريترية في المهاجر، دون ان يصدر بشكل رسمي ومعلن وعلى كافة المستويات التي تمثل صدى لما يردده رئيس الدولة الغير منتخب في البلاد.

ما يروج له السيد صائغ الذي غادر الا اسمرة، مع عدد من المعاونين المحلين هنا لا يعدو ان يكون محاولة لتبيض وجه الرجل الذي  يحاول ان يحل محل  القيادي المعتقل عبد الله جابر، دون ان يملك القاعدة الثابتة  التي كان  يتحرك فيها جابر في أوساط كادر الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا في مرحلتي التحرير والدولة، كما وأن الرجل ظل  غير قريب من الحلقة الضيقة أو تلك التي تليها من  الرئيس الإريتري، لذا فهو الشخص الغير مناسب للمهام الكبيرة التي عادة ما يتمتع بها السيد يماني قبرآب الساعد السياسي الأيمن حسب ما يوصف به في الصحافة العربية.

هذا وقد شجع الوضع العام الانقسامي أفقيا وعموديا في معسكر المعارضة الإريترية المنظمة وغير المنظمة أثناء وبعد انتهاء الاصطراع الإثيوبي / الإثيوبي نظريا على الأقل في بريتوريا بجنوب أفريقيا ونيروبي بكينيا، مما دفع أيضا بعض نشطاء الجالية الرسمية التي تأتمر بأمر الحكومة الإريترية من محاولة لإختراق الجالية الإريترية في ملبورن وتم التصدي لها حتى كتابة هذا التعليق.

نخلص إلى القول ان صائغ لا يحمل جديدا لكل الجاليات الإريترية في دول المهجر وإلا قال ما تريد إيصاله الحكومة الإريترية وبمعنى أدق في الخطاب الذي قاله في احتفالات المهرجانات في الرياض بالمملكة السعودية أو بعض مدن الولايات المتحدة التي زارها، كما وانه ليس الشخص المناسب لذلك، كل ما في الأمر الرجل يسوق نفسه ويقوي من موقعه في حزب أسمي لا يملك ولا يحكم وما يردده في هذه المجالس الذي يحاول ان تكون ذات طابع سري هو صدى لما تبرع به مجانا وأطلقه النشطاء الغير متفرغين للعمل الهام عمليا ولا يحملون صفة محددة والمنتشرين في مدن وعواصم القارة العجوز.  

أيها السادة والسيدات لا تشتروا ممن لا يملك، 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى