هل السلام يصنعه السلاح؟ هل الحرب انتهت في منطقتنا ؟
بقلم / حمد محمد سعيد كل
في المظهر يحاول الحكام ان يخدعونا ببعض الاتفاقات الاعلامية البراقة ، وتفاؤلات بعض الوفود الاجنبية .
لكن تاريخ حكام المنطقة يخبرنا انهم لا يعرفون السلام ، لا يعرفون الاتفاق ، ولا يؤمنون بالتفاوض الجاد ، كما لا يؤمنون بالحوار ، انهم يؤمنون بشيء واحد فقط وهو سحق الآخر ، اركاعه، واذلاله .
تاريخ اثيوبيا يقول ذلك ، وتاريخ (كبسا) يحكي ذلك أيضا.
منليليك اذل كل القوميات ما عدا (الاأمهرا) والضغط على (تقراى) ازداد بعدما انتصر انصار الامام المهدي على الملك (يوهنس) في (المتمة) ، ونهج الامبراطور هيلى سلاسى لايختلف كثيرا بل كلاهما سحق كل من عارضهما وكانت الكنيسة (الاورثوذكسية) سندا لحكمه وكان الاقطاع هو الحليف وهو سيد الارض.
جاء منقستو هيلى ماريام ضمن المجلس العسكري واشتهر بمخاطبة العسكر وبوعوده لهم بتحسين اوضاعهم ، هكذا تسلق سلم السلطة وبدأ بتصفية كل من عارضه بدأ من رفاقه في المجلس العسكري ابتداء من (أمان عندوم) واخرين دون مناقشة وجهات نظرهم داخل المجلس ، صفى بعض من جنرالاته الذين فشلوا وانهزموا في المعارك مع الثوار الارتريين .
جاء ملس زيناوي الى حكم اثيوبيا وبدأ يمارس سياسات في مظهرها محاولة تحديث وتطوير النظام في اثيوبيا لكن مضمونها الحقيقي هى الاعداد لقيام دولة (تقراى) الكبرى ممثلا في الدستور وفي تقسيمات الحكم اللامركزي، اى كل اقليم يحكم بأبنائه في المظهر لكنه يدار بجهاز مخابراته من ابناء التقراى .
ضم بعض الاراضي والمدن الى اقليم تقراى وازداد الجشع وضم اراضي ارترية الى اقليمهم بدءا من (عد مروق) و(بادمى) وعينهم على البحر الاحمر لبناء ميناء دولة تقراى الكبرى .
انا لم ارى او اسمع عن اناس اغبى من قيادات الوياني تقراى ، يبدو ان الطمع والجشع ازداد في عقل وكيان قيادات والويانى تقراى ، هل كانت تعتقد انها من القوة بحيث تحسم المعارك لصالحها ؟ في مواجهة الجيش الاثيوبي بقيادة ( أبى أحمد)؟ والجيش الاريتري بقيادة حاكم اريتريا ؟ ووصلت بهم الامور ان قالوا ان اقليم (اكلى قوزاى- واقليم سراى) والبحر الاحمر هى في الاصل تابعة لتقراى منذ ايام الملك (يوهنس ) وسنستعيدها.
حقيقة ان الشعب الاريتري في الاصل لايعرف شيئا ولم يوضح اويشرح له حقيقة الخلاقات منذ البدء بين قيادات الويانى تقراى وحاكم اريتريا، ولم يؤخذ رأيه فيها لعدم وجود مؤسسات من خلالها يعبر الشعب الاريتري عن رأيه، كل ما يعلمه الشعب ان خلافا غير معروف لديهم حدث في بدء القتال تدخل الجيش الاريتري واستعاد (بادمى) وتوغل واحتل اراضي اثيوبية وسخر حاكم اريتريا وقال ( ان ويانى اذا احتلت بادمى فان الشمس ستظهر من الغروب) . ان قصة الصراع مع التقراى شائكة ومؤلمة .
المؤسف ان مصير بلد ومصير وطن معلق على ارادة رجل واحد، بلد يدخل الحرب دون علم وزير دفاعه ، بلد بلا مؤسسات- برلمان – دستور ووزارة قديمة ومهلهلة عفى عليها الزمن ، وزراء وقادة عسكرين وموظفين كبار في دار حزب وهمي يسمونه الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة وهى خدعة لاديمقراطية ولا عدالة، مجرد عاملين في مكتبه ورهن اشارته، وعند اللزوم يستخدم شعار (عوت نحفاش) اى النصر للجماهير ، وجيوش جرارة من المخابرات والامن تحصي انفاس الناس وتستنزف خيرات البلد .
يتبع …….