مقالات

منتدى اللغة العربية ..صحوة متأخرة *

20-Jun-2010

المركز

انعقد في الفترة من 9- 10 أبريل بالعاصمة الإرترية أسمرا المنتدى الوطني لتعزيز التدريس باللغة العربية وشارك فيه حسب صحيفة إرتريا الحديثة ( 300 خبير ومهتم باللغة العربية ) وقدمت فيه إحدى عشر ورقة عمل تناولت اربعة محاور وهي الخلفية التاريخية وأهمية اللغة العربية في إرتريا ، إشكاليات المنهاج وتوفير معلمي اللغة العربية ،الواقع الراهن للغة العربية في المدارس الإرترية ، دور المؤسسات الأخرى وتجارب الدول الأخرى .

وخلص المنتدى إلى توصيات أكدت على أهمية اللغة في إرتريا باعتبارها إحدى اللغات الوطنية فضلاً عن أنها تعبر عن تطلعات ووجدان قطاع واسع من أبناء الشعب الإرتري وتعتبر أداة تواصل مع دول الجوار وتحقق مصالح إقتصادية وأمنية ، واوصى المنتدى بفتح مدراس ثانوية باللغة العربية وافتتاحح معاهد جامعية خاصة بها .التوصيات التي بلغت في مجملها إحدى عشر توصية كانت إيجابية و تراوحت بين توفير المعلمين وتأهيلهم وتوفير المناهج وغيرها .من اللافت للنظر الإهتمام المتأخر الذي أولته الحكومة الإرترية للغة العربية بعد أن شنت عليها حرباً لا هوادة في مختلف المجالات من تعليم وإعلام و غيرها بما عمل على تشريد مبرمج للعاملين في القسم العربي لوسائل الإعلام الإرترية ومعلمي اللغة العربية حيث استقر معظمهم في دول المهجر بعد أن استيأسو من الواقع المرير للغة العربية في إرتريا كنتاج لسياسة منظمة تهدف إلى إجتثاثها بكل ما تحملة من مضامين حضارية من الوجدان الإرتري .وبرصد التصريحات السابقة للرئيس الإرتري وغيره من المسئولين في الحكومة والحزب يتضح جليا مكنونات العداء الذي تحمله المجموعة الحاكم في إريتريا لهذه الثقافة حيث تصف المطالبين باللغة العربية تارة بأن لديهم أزمة هوية وحيناً بأنهم دعاة مشروع تقسيم إريتريا ويرفض بعضهم استيعاب خريجي الجامعات العربية في الخدمة المدنية بحجة أنهم لا يحتاجون إلى مؤذنين في إريتريا كما ورد على لسان الأمين للجبهة الشعبية الحزب الحاكم ( الأمين محمد سعيد ) في لقاء نظمة بالمملكة العربية السعودية في وقاحة وسطحية تعكس طبيعة العقلية الحاكمة في إرتريا .كما أن النص الغامض والمبهم الذي ورد في الدستور الإرتري عن مساواة جميع اللغات في إرتريا والذي جاء هروباً من النص القطعي الذي ورد في دستور عام 1951م الذي نص على رسمية كل من اللغة التجرنية والعربية في إرتريا بعد مساجلات امتدت لثلاث أشهر حسب روايات الذين عاصروا تلك الفترة .وتأتي سياسة التعليم بلغة الأم التي انتجها النظام الحاكم في إرتريا في إطار سعية الدائب إلى سحب البساط من تحت أقدام اللغة العربية التي تعد القاسم المشترك لجميع المسلمين الإرتريين بما وجد رفضاً من جميع فئات المجتمع الإرتري بما فيهم كوادر الحزب الحاكم حيث جاهر عدد منهم بالرفض مثل الأديب المعروف إدريس أبعري الذي لم تشفع له إعاقته من الإعتقال الذي امتد لسنوات طوال وتخلص من بعضهم بالاغتيال والتقييد ضد مجهول كما حدث مع الأستاذ محمد داوود ركا والقائمة تطول .ووفقاً لتقارير صادرة من مسئوليين بوزارة التعليم الإرترية فإن المواطنين لم يتجاوبوا مع سياسة التعليم بلغة الأم وشهدت المدارس التي تحولت إلى التدريس باللغات المحلية تسرباً كبيراً للطلاب وعزوفاً من الأهالي من إلحاق أبناءهم بهذه المدارس وتفضيلهم مواصلة التعليم في دول الجوار أو الاكتفاء بكتاتيب القرآن .وفي اعتقادنا إن إقدام الحكومة الإرترية على عقد هذا المنتدى والاعتراف بالقصور في تعليم اللغة العربية لا ينفصل عن محاولاتها للخروج من المأزق الذي تعيشه ويأتي في إطار سعيها لكسر طوق العزلة المضروب عليها بسبب سلوكها العدائي الذي يهدف إلى عدم الإستقرار في المنطقة ، وتحاول الحكومة من خلال المنتدى إرسال رسالة إلى الدول العربية بعد أن فقدت جميع حلفائها الأفارقة وغيرهم من دول الشمال فآثرت الإتجاه عربياً للخروج من عنق الزجاجة وتراهن في ذلك على ضعف الذاكرة العربية تجاه ممارسات إريتريا السابقة تجاه العالم العربي .أياً كان الأمر فإن إنفاذ التوصيات الصادرة عن المنتدى يصب في مصلحة تعزيز وضع اللغة العربية في إرتريا إن خلصت النوايا وتجردت من الأهواء السياسية التي تسيطر على المجموعةالحاكمة في إريتريا . * نشرت كافتتاحية في صفحة نافذة على القرن الافريقي في صحيفة الوطن السودانية – الجمعه 10يونيو2010

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى