مقالات

من وحي لقاء الغرفة العربية في البالتوك للفرد منا رأي مختلف…وإن امتنع عن الافصاح عنه لاعتبارات …!:حامد ضرار

14-Sep-2009

المركز

ليلة البارحة السبت 12 سبتمبر 2009 وفي تمام الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرنيتش دخلت إلى الغرفة العربية في البالتوك للمرة الثانية، المرة الأولى كان الضيوف المدعوون الأخوان عبد الرحمن السيد وصلاح أبو راي للتحدث حول منظمة سدري، ولأن دخولي كان للاستماع للأخوة والحضور. ولأنني خرجت بانطباع جيد، عاودت الكرة بالأمس لسببين:· المتحدث محمد نور أحمد زميلي ومعلمي وبالتالي رأيت من واجب التلميذ أن يستمع إلى معلمه وأن يقف إلى جانبه؛

· العنوان: شهدت الساحة الإرترية فى ظل نظام أفورقى العديد من الأحداث الداخلية الدموية المؤسفة حيث الإغتيالات والإعتقالات والاقصاء حينا والسياسات التعسفية فى التعامل مع المجتمع الدولي أحيانا أخرى .- تلك الأحداث وهذه السياسات جعلت العديد من الشخصيات القيادية البارزة والتى شغلت مناصب وزارية وأخرى دبلوماسية كالسفراء تغادر المناصب بما يعرف ( بهروب القيادات ) باللجوء السياسي كان اخرها لجوء سفير النظام بالكويت .- هذا وقد إختارت العديد من تلك القيادات الصمت وإختارت قيادات أخرى الإنضمام لمعسكر المعارضة الأرترية .- للحديث عن أسباب تخلي تلك القيادات عن مناصبها وإختيارها مقاومة تلك السياسات تستضيف الغرفة الأستاذ/ محمـد نــــور أحمــــد سفير( إرتريا) النظام لدى الصين السابق. هذا العنوان حرضني للحضور: لأن صياغته جاءت تحمل التساؤل والإجابة في آن معاًَ واعتقدت أن اللقاء سيكون سهلاً، فالديباجة أعلاه هي الجواب المنتظر من الأخ محمد نور وبالتالي الموضوع سوف لن يستغرق الـ 10 دقائق. إذن قلت لنفسي لاستمع لما يقال من آراء للاستفادة والتعرف على أراء المشاركين من مختلف المشارب السياسية وغير السياسية.ولأن الاستاذ محمد نور أحمد ولأسباب فنية لم يتمكن من دخول الغرفة، اقترح الكثير من الأخوة الأفاضل وفي مقدمتهم الأخ العزيز أرهي حمد ناك، أن أملأ الفراغ وأن اتصدى للمهمة، وبدون مقدمات وجدت نفسي اتحول من مستمع إلى محاور رئيسي دون سابق إعداد. تخليت عن جزء كبير من العنوان واقترحت على الحضور وإدارة الغرفة أن اتحدث عن الأسباب التي أدت إلى الانشقاق في جسم الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة [هقدف] وبالتالي خروج قوى مقدرة من الكوادر والمسؤولين عن البلاد وانسلاخهم عن الحكومة.تحدثت بإيجاز عن المؤتمر الثاني والتوحيدي للجبهة الشعبية وجبهة التحرير الإرترية – القيادة المركزية- الذي عقد عام 1987 والقرارات المبشرة بالتعددية وتسليم السلطة للشعب وغيرها من قرارات واعدة تم تبنيها بعد نضالات ومناقشات عميقة وساخنة. كما عرجت على عجل على نقفة والمؤتمر الثالث في 1994م والقرارات المعمقة لما تم تبنيه في مؤتمر 1987 وشددت على أهم تلك النجاحات تمثلت في القرار القاضي بضرورة العمل لإعداد مسودات تتعلق بإعداد دستور وطني وقانون تكوين الأحزاب وجراء الانتخابات العامة عبر تكوين مفوضيات خاصة لهذه القضايا.وذكرت إن إنزال تلك القرارات على الأرض كان سيمهد الأرضية للشعب الإرتري ليستلم السلطة وفق وسائل تشريعية تسحب البساط من بين أقدام من يحاول عرقلتها. وكان بالنتيجة أن تتمكن القوى السياسية حتى التي لم تشارك في استصدار تلك القرارات في أن تجد لنفسها موضع قدم للبدء في إسماع صوتها للشعب الإرتري وبالتالي العمل على تبني دستور وطني متفق عليه من قبل ممثلي الشعب المنتخبين ديمقراطياً.استطردت قائلاً: أن “الرئيس” إسياس أفورقي وأعضاء المكتب التنفيذي للهقدف، رفضوا السير قدماً نحو تنفيذ تلك القرارات، مع تأكيدهم [حسب زعمهم] أهمية الدستور والتعددية والمشاركة الشعبية وهي أمور لابد منها… ولكن باعتبار البلاد تتعرض في تلك اللحظة إلى غزو، فالوقت ليس مناسباً لاجراء انتخابات… فسيادة البلد معرضة للخطر، وعلى الجميع العمل من أجل درء الغزو الخارجي ولكل حادث حديث…الرأي الآخر المعارض للرئيس والمكتب التنفيذي لهقدف والمتثل بـ المجموعة الإصلاحية والكوادر التحتية، كان رده: حماية البلاد وصيانة وحدتها تتأكد بالسير قدماً صوب بناء دولة القانون والمؤسسات والشروع في تطبيق الدستور الذي تم اجازته عام 1997، ولا يتم حماية البلاد ودرء المخاطر المحدقة بها عبر الالتفاف حول القرارات التي سبق وتبنيها.وبمجرد بدء النظام بحملات الإغراء والتهديد والتخويف ومن ثم اسكات الأصوات المعارضة بالزج بها في المعتقلات. قلت للحاضرين: بدأ التساؤل ماذا نحن فاعلون: وكان هناك خياران لا ثالثة لهما:· أما السكوت والارتقاء في سلم الوظائف من وزراء لسفراء لمدراء عامين وبالتالي العيش في بحبوحة وعليك يا قناعات السلام، وهذا كان خيار اختاره الكثيرون؛· القول لا، وترك الوظائف والمغريات الآنية وتأسيس حزب سياسي يناطح النظام ويفضحه سياسياً ويستميل الشعب إلى صفه ويألبه عليه.من هنا قلت جاء الاجتهاد من أجل تشكيل الجبهة الشعبية الحزب الديمقراطي عام 2001 والذي عقد مؤتمره التأسيسي في فبراير 2004.ذكرت أن الصراع كان مع الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة، التي تتدعي أنها وريثة تاريخ الجبهة الشعبية وبقصد سحب الناس منها وتنبيه الأعداد الكبيرة من مقاتلي الجبهة الشعبية بأنها أي هقدف لا تمثل ذلك التاريخ العظيم من نضالات شعبنا وضعنا الجبهة الشعبية قبل الحزب الديمقراطي في ذلك المؤتمر التأسيسي.قلت أيضاً: بغض النظر عن أن أعضاء المجموعة الإصلاحية كانوا سيختارون الحزب الديمقراطي أم لا ليكونوا أعضاءا فيه إلا أننا رأينا من الضرورة بمكان رفع قضية اعتقالهم كسلاح لفضح النظام، لا لثقل أوزانهم وبخس أوزان الآلاف من المعتقلين الإرتريين الذين يرزحون في سجون النظام، بل لكونهم قيادات ورجالات دولة معروفين ومشهورين وبالتالي التركيز عليهم ،اعتقدنا فيه مصلحة لقوى المعارضة الإرترية والشعب الإرتري أولاً وأخيراً.وبدأ الحوار بيني وبين الأخوة الأفاضل في الغرفة. وكان بحق وحقيق مفيداً ومثيراً ومليء بالنقاط التي حوت الجميل من الكلام والتباين لدرجة الاختلاف والاتهامات للحزب الديمقراطي وكون العناصر ”الإسلامية” القيادية فيه غير فاعلة وكان ينبغي دعوة أخوة مسيحيين للحديث عن هذا الحزب وليس شخصي. وكون هذا الحزب لا يختلف عن الهقدف وإنه حزب يفتقد إلى الشفافية فيما يتعلق بتنفيذ قراراته أو تقديم تقاريره المالية في مؤتمراته. وإن قيادات من شاكلة مسفن حقوس وغيره من قيادات الحزب لا أمانة فيها، فهي التي قتلت وعذبت وهي لا تقبل بأن يتم استئصال شأفة النظام لخوفهم على المكاسب التي تحققت لأبناء جلدتهم. وإن الحزب الديمقراطي بدلاً من أن يتوجه للتنسيق والتوحد مع جبهة التضامن أو جبهة الانقاذ فضل الوحدة مع حزب الشعب، والسبب متروك لفطنة الحاضرين [ ويقصد المتحدث كون الحزب الديمقراطي مسيحي وحزب الشعب هو الآخر مسيحي بالتالي التقى الجمعان….]القراء الأعزاء ما سمعته وما تابعته قبل سويعات من نقاشات وآراء في غرفة البالتوك العربية ذكرني بمواقف وآراء وقناعات ومراسلات مع أخوة كرام، وهنا وبينما أنا أحاول تذكر بعضاً من محاور ما قيل في غرفة البالتوك العربية، اجد قلمي يسابقني بتلك المواقف والذكريات، مع أنني غير متأكد إن كانت تنسجم وتسير في ضمن السياق الذي بدأت به عنوان مقالتي أم لا:قبل أكثر من خمسة أعوام أو يزيد، جرت بيني وبين بعض قراء ما درجت على نشره، لفترة قصيرة، من كتابات في موقعي النهضة وعونا تحت عنوان [قضايا متناثرة]، أقول جرت نقاشات حادة وجريئة ومفيدة بيننا وذلك عبر الإيميل الخاص بي والذي كنت أذيل به مقالاتي. من بين أولئك الأخوة بعث إلي قاريء كريم تعليقاً؛ جاء ملخص ما كتبه كما أذكر على النحو التالي:( الأخ المحترم حــامد ضرار أحمد سمهراي، بعد التحية. ليس بيننا سابق معرفة ولكن زميل دراسة لك أعطاني اسمك بالكامل وفكرة جيدة عنك …و … وشوقني للكتابة إليك، للدرجة التي اعتقدت فيها بأن علاقتي بك تعود إلى الخلف إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وقال الحمد لله بأنك خرجت من إرتريا سالماً غانماً.)شكرت الأخ على مشاعره الأخوية النبيلة في رسالة أولى مثنياً على إهتمامه الأخوي ووعدته بالتواصل. وهكذا وبينما أنا أواصل نشر كتاباتي على صفحات النهضة وعونا، تواصلت عملية تبادل الرسائل بيني وبينه. دخلنا دون أن ندري في حوارات ساخنة تتعلق بقضايا خلافية، منشأ الخلاف فيها هو خلفياتنا ومرجعياتنا السياسية الفردية وتجاربنا الشخصية. وكنت ألاحظ اتفاقاً عاماً بيننا نحن الإثنين في النظر لمشاكل البلاد، ولكن تبايناً كبيراً في آلية إيجاد الحلول. كنا على طرفي نقيض في قراءة التفاصيل الصغيرة وعلى اتفاق شبه تام في الكليات… وهذه قطعاً مفارقة عجيبة.مهما يكن من أمر، في مرحلة من مراحل المراسلة الثنائية عبر الإيميل رجاني ذات الأخ أن أقوم أنا ومحمد نور أحمد ومحي الدين شنقب [ الذي تصادف توجهه إلى أمريكا متخلياً عن النظام حينئذ] وآخرين من الذين انسلخوا عن الحكومة الإرترية من الكوادر “الإسلامية” (حسب تسميته) بضرورة بفضح النظام الشوفيني والنصراني ونظام قومية التجرنيا… إلخ. وقال ما معناه هذه فرصتكم الذهبية لنشر ما تعرفونه عنه وفضحه أمام الملأ… فإنتم تمتلكون قطعاً معلومات سواء كانت كثيرة أو قليلة قد تساعد في تقصير عمر “النظام الطائفي”. اعتذرت له عن تنفيذ طلبه، رغم سهولته، وقلت له: يبدو علينا أننا مختلفون في قراءة مداخل الخلاف وبالتالي مآلاته المستقبلية. واجتهدت في أن أوصل إليه قراءتي للمشكل السياسي في البلاد والطريق المؤدية لايجاد الحل الممكن حسب فهمي. لم يعجبه رأيي وقناعتي التي كانت حصيلة تراكم جزئيات متناثرة من المعايشات الملتصقة بواقع المباراة السياسية، سواء بين تنظيمات الأمس في مرحلة ما قبل الاستفتاء والسيادة وما بعدها. لم يعجبه قولي أنني لا اتفق وأياها في نصرانية النظام وكونه يمثل قومية بعينها… إلخ من أوصاف ونعوت. شددت في ردي قائلاً: نعم هناك مشكلة وطنية ذات أوجه متعددة، كل منا قد تهمه جزئية بعينها، من سياسية، ثقافية، شخصية… إلخ. وليس هناك عيب في أن يتناول المرء الجزئية أو القضية الفرعية التي تهمه أكثر. على كل، رغم تبايننا أنا وذاك الأخ في الأسلوب المعقول للوصول للحل المنشود، مع ذلك اتقفنا على ضرورة التعمق في متابعاتنا وعدم التسرع في إصدار أحكام سبقية قد تعمق التباين في القراءة لتحيله إلى خلاف مستأصل يتحول مع الأيام إلى أسافين. واقعة أخرى، على ذات الخلفية: صدف وأن نشأت بيني وبين كادر متقدم في إحدى التنظيمات الوطنية المعارضة علاقة أخوية أيضاً عبر الإيميل وتطورت مع الأيام، إذ بدأنا ننتهز المناسبات الاجتماعية والدينية للاتصال ببعضنا لتبادل التهاني والمعلومات والأراء في مختلف القضايا. وعلى الرغم من كل المحاولات التي بذلتها للمحافظة عليه كأخ، انقطع حبل التواصل بيننا لحوالي السنتين. وذات يوم تلقيت منه رسالة إلكترونية، فرحت بها وتلقفتها على عجل. كانت الرسالة باللغة العربية وخلاصة فحواها كانت (على ما أذكر) على النحو التالي:( الأخ الفاضل حــامد ضرار تحية وسلام: دعني أهنأكم بمناسبتين: الأولى مضى عليها عامان وهي مناسبة انعقاد مؤتمركم (مؤتمر الحزب الديمقراطي الإرتري) بنجاح. والثانية هي المقالة المنشورة هذه الأيام في موقعي عونا والنهضة بقلم زميلكم في القيادة فلان بن فلان) فقد كنا نعاديكم فيما مضى. ولكن من الآن فصاعداً وبعد هذه المقالة فنحن على استعداد تام لدعكم ولترك كل الأبواب مشرعة لتمكينكم من أداء رسالتكم)…قال مستطرداً أو ربما متداركا:(أم ما ورد من محتويات المقالة هي من رأي كتابها؟ أليس ما ضمنه السيد (….) في هذه المقالة شيء متفق عليه داخل الحزب؟).رددت على تساؤله: أن مواقف الحزب منشورة ومعلنة سواء في موقعه الإلكتروني أو عبر البيانات التي دأب على استصدارها في مناسبات مختلفة.أما ما كتبه الزميل في القيادة، ففي اعتقادي يعبر عن قناعاته الشخصية وهذا أمر يشجعه الحزب، بغض النظر في أن تنصب هكذا كتابات في تعزيز مبادئه وأطروحاته أو ذهبت في منحى آخر. أردفت قائلاً: أما مفاهيم ومصطلحات من شاكلة ليبرالية ونازية وشوفينية وفاشية وعنصرية وانعزالية إلخ، فهي، حسب رأيي المتواضع، ليست مصطلحات تطلق كما اتفق، فهي بحاجة إلى تمحيص ودراسات متخصصة. وختمت ردي قائلاً: من أعماق أعماقي كنت أتمنى على الزميل كاتب المقالة، أن لا يختار هكذا مقالات لأنها لا تناسبه، فهو معين لا ينضب من المعلومات التي نحن في حاجة ماسة إليها فهو من القلائل المؤهلين في أن يملكنا معلومات عن مراحل عاصرها وساهم في صنعها سواء عبر إعداد مذكراته أو تناول موضوعات بعينها. أما ما يتعلق بمفهوم النازية والفاشية وأخواتها يمكن للباحث حتى اليافع والغير محنك أن يكتب الكلمة أو المصطلح المحدد في صفحات البحث سواء في غوغل أو ياهو ليصل إلى مبتغاه وبالتفصيل الممل.بعد أقل من يوم استلمت منه الرد الساخن التالي:(الأخ حــامد ضرار حفظه الله، الشكر لك على صراحتك، وكنت اتمنى أنت وحزبك أن تكونوا بمستوى المناضل الكبير كاتب المقالة، الذي تحدى الجلاد في عقر داره, لقد قال لا للنظام الانعزالي الشوفيني الطائفي. فهو علم سامق في سماء الوطن أما انتم فليس بمقدوركم أن تكونوا مثله أو في مستواه… و… مع الشكر الجزيل) وهكذا انقطع مع الأسف حبل التواصل للمرة الثانيةً… قلت في نفسي: أن ثلاثتنا [ الأخوان أعلاه وشخصي] كنا محقين فيما ذهبنا إليه. فتجاربنا والمسالك التي سلكناها في التعاطي مع واقعنا السياسي كانت مختلفة. وبالتالي لهو أمر طبيعي أن تكون قراءاتنا ليس فقط متباينة بل ويمكن أن تكون متناحرة…منذ عام 2003 وحتى تاريخه قرأنا ولا زلنا مقالات كثيرة تسيء إلى كل من مر بإرتريا ما بعد التحرير أو الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا ما قبل ذلك. والحجة كانت: إن كل من ساهم في تلكم المرحلتين كان له دور في تعزيز هيمنة القومية الواحدة وتمكين النصارى من السلطة. كنا نقرأ ولا زلنا أن أي شخص ينشط خارج تنظيمات بعينها، لهو مخطيء وضال وربما عميل و… وما هو إلا مجرد بوق للقومية الأم. وما إلا ذلك من أوصاف، فالمكان الطبيعي للنضال هو خارج المجموعات الاقصائية التي تتأهب لاستلام تركة نظام هقدف للمحافظة على مكتسبات قومية التجرنيا والنصارى في إرتريا. وكان كما اذكر في بداية 2001 وحتى وقت قريب من يطالب القيادات المعارضة والكوادر الوطنية التي خرجت من رحم الخلاف السياسي مع “الحزب الحاكم” بضرورة الإعتذار للشعب الإرتري. لماذا الاعتذار؟ لأن هؤلاء القيادات والكوادر الذين التحقوا بركب المعارضة كانوا أعضاء في الحكومة الإرترية أو الجبهة الشعبية. (هنا لا اتحدث عن تنظيمات سياسية بعينها، بل عن كتابات فردية، مع يقيني إن المسألة متداخلة وبينها خطوط جد رفيعة، فهناك من هو قيادي في تنظيمه ويكتب باسم مستعار أو يقول هذا رأيي الشخصي وحرية التعبير مكفولة).الاعتذار هذا بحساسية وتشنج من قبل المُطَالَبينْ بتقديم الإعتذار، كان يمكن أن يخلق أزمة وحالة من الاحتقان داخل المعارضة إذا كان ردُ أولئك الذين خرجوا من إرتريا بعد 2001: منْ يعتذرُ لمنٍْ؟ نحن الذين ناضلنا رغم كل الظروف وحضرنا ولادة إرتريا الدولة ورفع راية سيادتها، واحتفلنا بصدور عملتها الوطنية، وشاركنا في تمثيلها في مختلف البلدان سفراء ومستشارين لا لإسياس أفورقي، كما يعتقد البعض، بل لإرتريا. من يعتذر لمن؟ هل نحن؟ أم ذاك الذي اختار المنافي البعيدة بحجة أن الشعبية وحليفتها وياني قد أخرجوه من البلاد وحالوا دون مجابهته للعدو الإثيوبي… من يعتذر لمن؟ نحن الذين ساهمنا في درء الغزوات الإثيوبية وحملاتها العسكرية في مختلف مراحله- ما قبل الاستقلال وبعده، أم ذاك الذي: إما وقف متفرجاً أو مؤاذراً للقوات الغازية أو متحيناً الفرصة ليأتي إلى أسمرا على رأس دبابات العدو دوساً على جمامنا…؟ كان اختيارهم [أولئك المُطَالَبُونْ بتقديم الاعتذار] الصمت، للحؤول دون إهدار الطاقات الوطنية في معارك انصرافية لا طائل منها..قرأنا وسمعنا خلال الأعوام الـ 7 أعوام المنصرمة الكثير من التهجمات التي انصبت على المعارضة التي خرجت من رحم النظام، وقياداتها: تم ذلك باسماء مستعارة وأخرى حقيقية وباسم حرية التعبير. لقد كانت الأساليب المتعبة للكتابة غير لائقة ولا تدعو لخلق الحوار للاستفادة من التجارب المختلفة التي تراكمت لدينا جميعاً.ودون الخوض في متاهات التفاصيل أو إيراد أسماء، يمكن أن نذكر بعضاً من عناوين تلك الفترة:-· ماذا يريد سفير إسياس السابق في الصين، للإشارة للاستاذ محمد نور أحمد· ماذا يريد المدعو مسفن حقوس؟· الحزب الديمقراطي الإرتري لم يخرج بعد من جلباب الشعبية؛· لقاء بين مسفن حقوس وإسياس في إيطاليا؛· حزب الوزير يدخل إثيوبيا [للإشارة إلى وصول وفد الحزب إلى أديس أبابا في فبراير 2008)…· لقاء بين مندوب إسياس ومسفن حقوس وولديسوس عمار في دولة أوروبية.· وفي متن الكثير من تلك المقالات وصف الكوادر الوطنية التي خلفياتها “إسلامية” وتعمل سواء في الحكومة الإرترية أو تلك التي ناضلت في الجبهة الشعبية أو المنضويين حالياً في الحزب الديمقرطي الإرتري: بأنها مجرد صور وديكورات تلمع تلكم القوى “النصرانية والكبساوية الإقصائية”.وفي هذا السياق يمكن تذكر الإساءات والتجريح التي كان يتعرض لها بين فترة وأخرى المناضلون: رمضان محمد نور ومحمد علي عمرو والأمين محمد سعيد وحتى شيخنا مفتي إرتريا في كتابات نشرت في صفحات المواقع الإرترية الكثيرة ومنها موقعي عونا ومجلة النهضة تحت ذريعة حرية التعبير.كنت اعتقد ولا زلت إن مقالات تحريضية كتلك لا تدعو إلى تقريب المسافات بل إلى تجذيرها وتعميق التباينات وهي أي تلك المقالات لا تجلب الحل المنشود بأي حال من الأحوال. معظم الكتابات التي اقصدها، هي التي تضمنت إساءات شخصية غير مبررة ولا مقبولة. كان الأمر يتطلب الرد حول كل كلمة تكتب ومقابلة الأساءة بإساءة مثلها، حتى لا يفهم السكوت كدليل ضعف وتأكيد التهم التي كانت تتردد ليل نهار في مواقعنا الإلكترونية. ولكن خيار الصمت وعلى مضض، كان قراراً حكيما حتى لا تهدر طاقات الجميع في مهاترات لا تسمن ولاتغني من جوع. كان بالامكان الكتابة بأسماء مستعارة كما يفعل البعض وخلق حالة من اليأس لقراء المواقع الإرترية. ولكن كان السكوت هو ما مال إليه الذين كانوا هدف الهجوم الكاسح وبمختلف المسميات: كالقول إن الحزب الديمقراطي هو امتداد لهقدف، والتنظيمات “المسيحية” المتمثلة فيه والمجلس الثوري [حزب الشعب الإرتري حالياً…] لايهمها إلا حماية مكتسبات التجرنيا المسيحيين واستلام تركة النظام الآيل للسقوط…للحديث صلة…· بالعودة إلى مضابط الغرفة العربية وتناول بعض من الآراء والمداخلات التي سمعت وقيلت هناك مني ومن الحضور الكريم؛· موضوعات ذات صلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى