أفورقي في الخرطوم بما مضى أم بأمر جديد؟
12-Jun-2006
سفاري
سودان سفاري
وصل الرئيس الارترى اسياسى افورقى الخرطوم اليوم في زيارة رسمية للسودان تستغرق يوما واحدا.ودخل الجانبان السوداني والارتري فور وصول الرئيس افورقي والوفد المرافق له في مباحثات مغلقه ببيت الضيافة يتوقع أن تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وإعادتها لمسارها الطبيعى ،
ويجرى الرئيس افورقى خلال الزيارة لقاءات ببيت الضيافه مع الفريق سلفا كير ميارديت النائب الاول لرئيس الجمهورية والاستاذ على عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية ، ود. مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية ورئيس الوفد الحكومي للمفاوضات مع جبهة الشرق .وكان فى استقبال الرئيس الارترى بمطار الخرطوم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والفريق الركن بكرى حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية والدكتور التيجانى صالح فضيل وزير التعاون الدولى وعدد من المسؤولين بالدولة. اإذن لرئيس الاريتري اسياس افورقي في زيارة نادرةاليوم إلى السودان، كان سبب ندرتها في الأصل ، وللأسف الشديد، الرئيس افورقي نفسه، الذي دخلت بلاده في الفترة الماضية، ولسنوات ليست قليلة في نزاعات مع السودان لم تكن تقوم على أي أساس. ولكن الخرطوم الحريصة على علاقات حسن الجوار بجيرانها صفحت، وتجاوزت، وفتحت بابها مجدداً لجارها أملاً في علاقات جيدة ومصالح متبادلة تهم شعبي البلدين أهمية بالغة. وقد سبق للحكومة السودانية قبل نحو أسابيع قلائل ، أن ابتعثت نائب الرئيس السوداني على رأس وفد رفيع إلى اسمرا للمشاركة في احتفالاتها بأعياد الاستقلال، وكانت تلك المشاركة السودانية بمثابة طي لصفحات الماضي، جرت على أثرها المياه في مجاريها وقامت اسمرا بعدها مباشرة بتسمية سفيرها، الذي سارع في وقت لاحق بتقديم أوراق اعتماده للرئيس السوداني، وقد فعلت الخرطوم ذات الشئ. والآن تجئ زيارة افورقي إلى الخرطوم، وقد سمحت الأخيرة لاسمرا بالإمساك بملف شرق السودان، ورعاية المفاوضات المقرر لها الثالث عشر من يونيو الجاري، وهو ملف، وان لم يكن بالتعقيد والصعوبة التي لازمت ملفات الجنوب والغرب، لكنه بطبيعة الحال في حاجة قصوى للانتهاء منه، حتى تسير كل ملفات أقاليم السودان في طريق واحد نحو تحقيق السلام والاستقرار بصفة دائمة. وبحسب بعض المصادر الدبلوماسية في اسمرا، فإن زيارة افورقي ، وان كان همها الأساسي التحضير بشئ من الإعداد الجيد جداً للمفاوضات الخاصة بالشرق والوقوف على الخطوط العامة والعريضة لرؤى وأفكار المفاوضين السودانيين بعد أن سلمت جبهة الشرق للقيادة الاريترية قائمة مفاوضيها، فهي بما تتطرق – بشكل أو بآخر – إلى ملف دارفور، إذا من المعروف، أن اسمرا استضافت في الأسبوع الماضي عددا من قادة التمرد في دارفور الرافضين لاتفاق ابوجا لإحلال السلام في دارفور. وكان وقتها قد تناقلت وكالات الأنباء أخباراً تشير إلى احتمال أن تلعب اسمرا دورا بدرجة ما، في ملف دارفور، باستماعها إلى آراء القادة الرافضين لاتفاق ابوجا، ومعرفة ملاحظاتهم على الاتفاق، والوقوف على مطالبهم، حتى يمكن بلورة خطوط عامة لبحث إمكانية إلحاقها بوثيقة ابوجا. وكان تعليق المصادر الحكومية السودانية على تلك الأخبار ايجابيا، فقد رحبت الحكومة السودانية بالخطوة الارتيرية، وإن أشارت الى عدم وجود تنسيق مسبق بينها وبين اسمرا في هذا الصدد ، ولكنها قدمت تشجيعاً بغير حدود للخطوة، إذا سارت وفقاً لما هو مطلوب. ومن هنا فإن من غير المستبعد ، أن تتطرق زيارة الرئيس الاريتري إلى الخرطوم لما يمكن أن يكون قد تبلور في محادثات اسمرا مع قادة متمردي دارفور.إذن الفرصة مواتية لاسمرا ، لكي تسهم في معالجة بعض الملفات السودانية الشائكة والسهلة على حد سواء، إذ أن الدور الاريتري للإسهام في حل المشاكل الداخلية في السودان لم يكن في يوم من الأيام محرماً أو ممنوعاً على اسمرا، ولكن الاخيرة كانت، وبفعل عوامل سياسية تخصها تعمل على توسعة الخرق، فيصعب عليها الرتق، وتنجرف نحو مهاوي لم يكن أصلاً من داع لها. وطالما عادت العلاقات الآن بينها وبين الخرطوم، وبأسس سياسية جديدة وواضحة، فإن القيادة الاريترية تقف الآن حيال دور تاريخي من شأنه أن يكسبها سمعة دولية واقليمية – لا نقول أن اسمرا في حاجة إليها – ولكنها ضرورية للغاية بعدما شاع عنها في مختلف المحافل الدولية أنها دولة مشاكسة. فهل تنجح اسمرا في المرور على الجسر السوداني وتنجز ما هو مطلوب منها؟ دعونا نأمل في ذلك ، وننتظر.