مقالات

مفاتيح : يا صحفيي إريتريا اتحدوا لإقتناص اللحظة : جمال همد*

30-Oct-2010

المركز

… ودائما ما يكون العامل الذاتي غائبا أو مغيبا ـ لافرق ـ أو ملتف حوله ليزيد حلكة الليلة الظلماء . يغيب هذه المرة ايضا عند نضوح العامل الإقليمي الذي وعد بالتحرك في قضايا الإنتهاكات المستمرة في إريتريا والصومال . هذا التحرك يحتاج حتما للعامل الإريتري الذاتي ليكون فاعلا وقويا ومؤثرا ، وإلا سيظل مجرد قرار مساندة من أشقاء وزملاء .

العامل الذاتي المفقود يتمثل في غياب الكيان الحقيقي الذي يدافع عن زملاء المهنة المنتهكة حقوقهم ، والمغيبين من على وجه الارض في الداخل ، ويمنع أيضا ضد تغولات بعض السياسيين المعارضين في الخارج. النظام القائم في أسمرا حسم امره منذ وقت مبكر ورفض قيام الكيانات الفئوية والنقابات والإتحادات إلا تلك التي تخدم أغراضة وترتبط به مباشرة كذراع حزبي ( الشباب والمرأة ) على وجه التحديد . لأنه نظام لايستند الى دستور وقوانيين تنظم الحياة كل الحياة في البلاد ، فقد أراح وأستراح من مفاهيم الحريات العامة وحقوق الإنسان . وأعتبر أن حرية الصحافة والرأي الآخر مضيعة للوقت وكذلك صنعة ( غربية ) لا طائل من التعاطي معها . يقول الرئيس أسياس في معرض رده على سؤال حرية الصحافة في جريدة الوطن القطرية : (الرأي الآخر.. هذه نمطية الصحافة التي تديرها مؤسسات عالمية، مؤسسات تخلق قوالب، وتخلي الناس تتكلم في هذه القوالب، وتفرض عليهم أن يتكلموا في هذه القوالب.. إنني أقول إننا فوق كل هذه القوالب.. فوق كل هذه الصفات والمواصفات.. صفات ومواصفات ما يسمى بالديمقراطية، والصحافة الحرة.. والرأي الحر.. والرأي الآخر…) ومن الطبيعي ان يقبع عشرات الزملاء في المعتقلات والسجون أو مفقودي الأثر في إريتريا . فحتى صحفيي الدول العربية( المحافظة) اصبحوا يسخرون لواقع الحال في اريتريا ، واليكم ما قاله عبد الرحمد الراشد في جريدة الشرق الاوسط الصادرة بتاريخ 27 أكتوبر : (حيث إريتريا التي لا تكتفي بسرقة حقوق المباريات والأفلام بل تسجن صحافييها لأتفه خبر ينشر ولا يعجب الرئيس أسياس أفورقي ). هذا في الداخل أما في الخارج فإن وضع حرية الرأي ونقل المعلومات وتداولها يعتبر من الممنوعات داخل بعض أوساط المعارضة ولذا لايتورع التنظيم الفلاني او الجبهة العلانية أو الحزب العلاني من ان يتصدى بقوة لهكذا مسلك وتعتبره سلوكا خطيرا يخدم النظام ويهدد وحدة المعارضة وعمل هدام سوف يعمل بكل ما أوتيه في سبيل إفشاله .. الخ ويختم بالتهديد والوعيد . وإذا أمعنا النظر في العامل الذاتي نجد أن حال الصحافة – وهي إلكترونية غالبا – لايسر احد . فبالرغم من انها استطاعت في سنواتها الأولى تكريس مساحاتها لمقارعة النظام القائم في إريتريا إلا أنها سرعان من تراجعت عن هدفها هذا وإنخرطت طواعية في صراعات الفصائل وتناحراتها العبثية لتفقد دورها ولتكون فريسة سهلة لتغول الفصائل وحرفها عن رسالتها الأساسية . كما تعاني الصحافة الإريترية من غياب التمويل والتدريب والكادر المؤهل والممتهن الحقيقي ، بجانب ازدياد أشباه الكتاب والصحفيين.. الخ من مشكلات تعتور عمل الصحافة الحرة والمستقلة . هذا الصورة القاتمة تُغَيب صورة مشرقة لصحفيين متفانيين ومهنيين واصلاء .. لايخلطون بين سمو مهنتهم والتزاماتهم السياسية والأيدولوحية والعقائدية .. وهم من أعني للإسراع في القبض على اللحظة والاستفادة من القرار الإقليمي وذلك بتكوين جسم صحفي يكون مدافعا حقيقيا عن حرية الصحافة والصحفيين . إلتقاط اللحظة في وقتها ضروري .. الآن الآن وليس غدا ..وبعيداً عن تأثيرات الجو العام المسموم الذي تعيشه المعارضة الإريترية . على الحادبين على مصلحة شعبنا من القوى السياسية والأفراد والكيانات ومنظمات المجتمع المدني الحقيقية مساندتنا من أجل تكوين هذا الكيان . * نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية -29 أكتوبر2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى