مقالات

القرن الإفريقي .. سلام أم احتراب*

10-Apr-2010

المركز

أوردت فضائية الجزيرة أن الحكومة الإثيوبية قد توصلت إلى إتفاق هدنة مع الجبهة الوطنية لتحرير الصومال الغربي ( اوغادين) تتوقف بموجبه جميع العمليات القتالية .وقال أحد قيادات الجبهة في تصريحات للجزيرة بعد الإتفاق الذي تم توقيعه في جيبوتي السبت الماضي (ن الطرفين توصلا إلى “عدم جدوى مواجهة السلاح بالسلاح، إذا كان بالإمكان الجلوس معا حول طاولة المفاوضات، للحديث عن جوهر المشكلة عبر الحوار”).

وأوردت المصادر أن المفاوضات، التي تعد السابعة من نوعها منذ تأسيس الجبهة ، تتواصل بين الطرفين وصولاً إلى اتفاقية شاملة تنهي الصرع بين الطرفين .وتعد هذه الخطوة إختراقاً مهماً لحالة الإحتقان التي يشهدها الإقليم وتطوراً إيجابياً سيعمل بكل تأكيد على تعزيز الإستقرار في إقليم الأوغادين الذي يعاني من ويلات الإحتراب والكوارث الطبيعية .تأتي هذه الخطوة في إطار توجه كلي تشهده منطقة القرن الإفريقي وما جاورها نحو السلام ، ابتداءاً من توقيع اتفاقية السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في نيفاشا عام 2005م .وتواصلت المساعي الرامية نحو تحقيق السلام بتوقيع عدد من الإتفاقات مع فصائل دارفور إضافة إتفاقية شرق السودان ، ومازلت المفاوضات منعقدة في الدوحة بهدف الوصول إلى اتفاق شامل مع عدد من حركات دارفور من بينها حركة العدل والمساواة .وبالمقابل تشهد الخرطوم حوار بين الحكومة التشادية ومعارضتها وصولاً إلى إنهاء حالة الصراع التي تشهدها وإيذاناً بمرحلة جديدة قوامها الاستقرار والسلام .وكان الصومال قد شهد اختراقاً هاماً تمثل في توقيع اتفاقية جيبوتي الذي اعتبر في حينه خطة في اتجاه إحلال السلام في الصومال إلا أن التدخلات الخارجية حالت دون وصول الخطوة إلى مقاصدها في تحقيق السلام المستدام في الصومال وتواصلت حالة الاحتراب ولكن هذه المرة بواجهات جديدة جميعها ، للأسف ، إسلامية .كل ما سبق يؤكد أن المنطقة تشهد إتساعاً لدائرة الإحتكام إلى الحوار والمفاوضات والمنطق وانحساراً لدائرة الاحتراب والاقتتال بما يؤدي إلى تعزيز الأمن الإستقرار والسلام ويدفع بمنطقة القرن الإفريقي لتسخير مواردها المحدودة نحو التنمية الشاملة .هذا التوجه الجاد والمخلص نحو إحلال السلام يحتاج إلى وقفة جادة من قبل المجتمع الدولي دعماً وتأييداً والسعي الحثيث نحو بلوغ سفينة المفاوضات إلى مراسيها النهائية المتمثلة في السلام الشامل والمستدام .وإنه مما يدهش المرء أن تظل إريتريا بمعزل عن رياح السلام التي تهب على المنطقة ، وبعيدة كل البعد عن الحراك الإيجابي لتعزيز الاستقرار والأمن ، حيث ما زال رئيسها يرفض الإعتراف بمعارضته ، وينكر وجودها ويصفها بمختلف الأوصاف والنعوت التي تجاوزها الزمن وتخطتها عجلة التاريخ ، إلا أن أفورقي يثبت أنه الساكن الوحيد في منطقة تموج بحراك كثيف سلاماً وانتخابات وتنمية اقتصادية .السبب الرئيس وراء الحالة الإرترية المأزومة غياب دولة المؤسسات وتمركز السلطة في يد شخص واحد ، يأمر وينهى ، يقرر ويدبر ، والبقية ما هم إلا بيادق في رقعة شطرنج ، أو مجرد كومبارس شرير في في فيلم تراجيدي .العقلية الإقصائية والإنفرادية التي تسيطر على اتجاهات تفكير الرئيس الإرتري اسياس افورقي منذ مرحلة الثورة هي السبب الرئيس في حالة الإنهيارالشامل والعزلة التي تشهدها إرتريا ، فبدلاً أن تفيض خيراتها على جيرانها ، أصبحت تنشر الرعب والخوف والدمار في المنطقة بأسرها ، سعياً نحو إنهيار المعبد على الجميع تحقيقاً لمقولة عليّ وعلى أعدائي بما جعلة عرضة لقرار بعقوبات أممية ينتظر الجميع تنفيذها حتى يحد من مخاطر هذه الحكومة وشرورها على المنطقة. كل هذه التطورات تتطلب من دول المنطقة المجتمع الضغط على الحكومة الإرترية لتصبح جزءاً من الحراك الساعي نحو السلام والإستقرار ،وذلك حتى تكتمل الحلقة المفقودة ، وتم تحجيم السلوك الشاذ لهذه الدولة المتمثل في محاولاتها الدؤوبة في تسميم أجواء منطقة القرن الإفريقي ونشر الرعب والدمار .* نشر كافتتاحية قي صفحة نافذة على القرن الافريقي – صحيفة الوطن السودانية -9أبريل2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى