التضامن السوداني مع الإرتريين (5-6) تجربة مركز سويرا: عندما يحدث التضامن فرقاً كبيراً. بقلم / ياسين محمد عبد الله
8-Feb-2020
عدوليس ـ ملبورن
سامية رباح : لم يقتصر التضامن مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في إريتريا على الرجال فقد بذلت هذا التضامن أيضاً نساء كثيرات. تمثل سامية نموذجاً نقياً لتضامن النساء السودانيات مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في إريتريا كما إنها مدافعة صلبة عن حقوق المرأة.
سامية رباح هي زوجة محمود الشاذلي وأختي أنا. وهي قبل كل ذلك ابنة الفنان التشكيلي الكبير المغفور له البروفيسور مجذوب رباح الذي كان في محطة من محطات مسيرته العامرة بالعطاء عميداً لكلية الفنون الجميلة. التضامن لدى سامية مكتسب وموروث. حكى لي أحمد سويرا طيب الله ثراه، أن بروف مجذوب كان أحد الذين نظموا مؤتمر مناصرة الثورة الإريترية في المعهد الفني عقب ثورة أكتوبر 1964.
لسامية علاقات واسعة بالإرتريين وهي على دراية كبيرة بالتحديات التي تواجههم وتضامنها معهم سبق تأسيس مركز سويرا بفترة طويلة. كمحامية ومدافعة عن حقوق الإنسان وكصديقة أبدت سامية اهتماماً كبيراً بنشاطات مركز سويرا منذ انطلاقة عمله. شاركت في كل ورشه وندواته متحدثة رئيسة، منظمة ومتداخلة.
طلبت منها أن تعد لنا ورقة عن أوضاع المرأة الإريترية، فقامت بإعدادها بعنوان: واقع المرأة الإريترية. تناولت الورقة معاناة المرأة في جوانب مختلفة من الحياة. اقتبس هنا بعض ما جاء في هذه الورقة المهمة: (المتتبع لحركة المرأة في إريتريا يجد أنها بسبب واقعها الذي تعيش فيه محفوفة بكثير من العقبات والمتاريس التي تعيق حركتها ونموها وازدهارها منها حالة الحرب التي ظلت تعيشها إريتريا، دون انقطاع كأنما ولد هذا الشعب ليحارب ثم ليحارب وينتصر ليحارب مرة أخرى.)
عقدنا ندوة خاصة لمناقشة هذه الورقة في يوم المرأة العالمي شاركت فيها العديد من النساء الإريتريات بجانب نشطاء مهتمون. كانت الورقة مفيدة للحاضرين. في ذلك الوقت كنا نفكر في تشكيل وحدة خاصة بحقوق المرأة، وقد كنت واثقاً إنه لو قدر لمركز سويرا الاستمرار وتمكن من إنشاء هذه الوحدة من أن سامية ما كانت سترفض الإشراف عليها.
لم ترفض سامية أية مهمة أوكلها إليها المركز كما لم تبخل قط في تقديم أية استشارة طلبها منها. كرست الكثير من وقتها وقدراتها لمساعدة مركز سويرا للقيام بعمله من منطلق إيمانها العميق بقيم حقوق الإنسان والتزامها الصارم بضرورة الالتزام بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة المرفقة للأستاذة سامية رباح.