اللاجئون الإرتريون .. الأمر معلق !! :عبد المنعم ابوادريس
21-Nov-2007
الأحداث
صباح السبت الماضي عندما وصل حوالي ثلاثون من الأرتريين مخفورين برجال الشرطة الى مجمع المحاكم في مدينة كسلا، كانت حالة من الرعب تملأهم من أن يقرر القاضي إعادتهم من حيث أتوا
رغم أنهم خاطروا بعبور طريق مليء بالألغام ومخاوف أن يقعوا تحت يد السلطات الأمنية الأرترية، وبعد حين من الزمن صدقت مخاوفهم فالقاضي الذي مثلوا أمامه وجد أنهم تسللوا بصورة غير قانونية ولايملكون اي وثيقة قانونية تدعم وجودهم في السودان، ليصدر قرار إبعادهم ليلحقوا بحوالي أربعين اخرين أُبعدوا قبلهم باسبوع. وفي اليوم التالي لإبعادهم قررت السلطات في الخرطوم إعادة 46 ارتريا قبض عليهم في منطقة الحاج يوسف في حالة هروب من معسكر 26 بحلفا الجديدة المعسكر الذي أنشأته مفوضية اللاجئين لاستقبال الفارِّين من ارتريا وتعطيهم بطاقة لجوء، ولكن سوء أوضاع المعسكر وبحثهم عن فرص عمل في الخرطوم يجعلهم يركبون مركب التهريب من خلال مجموعة متخصصة تستخدم سيارات من نوع (البوكس) لتقلهم من حلفا الجديدة عبر البطانة الى الاطراف الشرقية لمنطقة الحاج يوسف وفيها يلتقون نوع جديد من السماسرة يسوقونهم لاعمال هامشية وخدمة المنازل. والتسلل الاخير امتداد لرحلة لجوء ارتري للسودان بدا عام 1961 يوم أن اندلعت الثورة الارترية ودارات المعارك وتدفقت الاسر تحديدا ليصل عدد المعسكرات الى حوالي 25 معسكراً، ظلت حاضرة حتى اعلان استقلال أرتريا والاستفتاء عليها وصارت دولة مستقلة، ليبدا برنامج عودة طوعية ثلاثي الابعاد بين حكومة السودان وحكومة أرترية ومفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة، ولكن البرنامج بعد بدايته بعام اصطدم بعقبة سوء العلاقات السودانية الارترية وتوقف، ثم استؤنف في عام 1998 يوم أن تحسنت العلاقات ولكنه استمر لمدة ستة اشهر ليعود في عام 2001، ولكن في ذات الوقت أعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة انتفاء صفة اللجوء عن الإرتريين، وفي ذات الوقت تمسك البعض برفض العودة الطوعية، وطالبوا بتوطينهم في برنامج إعادة التوطين الذي توقف وظلت اثنا عشر معسكرا يغص باللاجئيين تقدر أعدادهم بمائة الف نسمة، ولكن تقرير مركز سويرا لحقوق الانسان المهتم بالشأن الارتري يقول إن أعداد اللاجئين الارتريين في المعسكرات يتجاوز الاربعمائة الف، أُعيد منهم في برنامج العودة الطوعية فقط 18 %.هذا غير المنتشرين في مدن السودان المختلفة، وفي كل عام تتجدد مأساتهم مع مفوضية اللاجئين في تجديد بطاقات اللجوء، وهؤلاء لا أحد يتوفَّر على احصاء دقيق لهم، إذ أن بعضهم حمل الجنسية السودانية وآخرين غير مسجلين في مفوضية اللاجئين. وغير كل هولاء تقول التقارير الصادرة قبل اثنتين وسبعين ساعة من أمس إن المعسكر المؤقت الذي اقامته مفوضية اللاجئيين في منطقة ود شريفي جنوبي كسلا به حوالي 1200 شاب وشابة، وهو معسكر يقيم فيه المتسلل لمدة لا تتجاوز ثلاثة ايام، يكمل فيها اجراءات تسجيله ويرحل لمعسكر 26 وهولاء محظوظون لانهم لن يتأتى لأحد إعادتهم لارتريا يقول يس محمد عبد الله الكاتب المهتم بالشأن الارتري ومدير مركز سويرا إن المتسللين يواجهون ظروفا صعبة، والحكومة السودانية وفق القانون لا تملك إلا ترحيلهم لأنهم دخلوا بطريقة غير شرعية، ولم يقدموا للجوء وعندما يعودون لارتريا فسيواجهون الاعتقال والحبس. والزيادة في اعداد المتسللين على الرغم من الدخول بين الدولتين صار لايتطلب اكثر من تصريح من جهاز الامن في كسلا أو على الجانب الاخر تَسَني. ولكن هولاء ترصدهم الجهات ويريدون العودة مرة اخرى. وكانت الدولتان اتفقتا على انشاء شركة قابضة تمولها قطر بمبلغ مائة مليون دولار لتنمية الشريط الحدودي بينهما سعيا وراء وقف هذا التسلل. على الرغم من تحسن العلاقة بين البلدين ترك الباب مواربا في ملف اللاجئيين الارترين، والذي بلغ بعضهم الاربعين من عمره وقد ولد في السودان. وكانت الامم المتحدة قد طلبت من حكومة السودان في مارس الماضي منحهم الجنسية السودانية، ولكن حكومة السودان رفضت الامر ليظل الامر معلقا. وفي ذات الوقت توقف المانحون عن دعم المفوضية لبرامج اللاجئين الإرتريين بالسودان. صحيفة الأحداث السودانية :21 /11/2007م