مقالات

على شرف مؤتمر الجمعية الطبية : الأطباء الإرتريون بين هموم المهنة ومعاناة الشعب*

21-Aug-2007

ecms

عقدت الجمعية الطبية الإرترية مؤتمرها الأول في العاشر من أغسطس الجاري وسط حضور مقدر من الأطباء وخريجي المجالات الصحية الأخرى من صيدلة ، معامل ، أشعة ، تمريض وغيرها من المجالات التي تتعلق بتطبيب الإنسان ومستقبل حياته العضوي .

وبداهة يتبادر للذهن مشاعر مختلطة إزاء هذا المؤتمر وهذا الحشد النوعي المميز في يأتي في مقدمته إزجاء الشكر لهذا البلد السودان الذي أستضاف الشعب الإرتري ومنحة فرص الدراسة ليتخرج منه هذا العدد في هذا المجال الذي يعتبر من مجالات الصفوة في عالمنا الثالث ، كما تستحق هذه النخبة التحية لأنها استطاعت رغم ظروفها في معسكرات اللاجئين القاسية أن تواصل دراستها بامتياز وتلتحق بهذه الكليات ثم تتخرج منها لتسهم في رفع معاناة الشعب وتضميد جراحه .لكن ليس هذا الذي دعانا لكتابة هذه الافتتاحية على أهمية تلك الخواطر ولكن الأهم أن هذا العدد في مجالاته المختلفة هو أكثر من كاف لحل مشكلة اللاجئين الإرتريين في معسكراتهم التي تعاني من مشكلات صحية مزمنة حدت بالدكتور أحمد إبراهيم قباش رئيس المجلس الإداري للجمعية الطبية لتوجيه النداء المنشور في موقع عدوليس والذي يلخص الحال المزري الذي وصلت إليه الأحوال الصحية في معسكرات اللاجئين .مؤتمر الجمعية الطبية في معناه القريب هو رسالة إلى المجتمع الدولي خاصة مفوضية اللاجئين ، والجاليات الإرترية في الخارج بأن الكادر الإرتري كاف لحل مشكلة الكادر البشري في كافة مناطق تواجد اللاجئين ، ولكن تبقى قضية الإمكانيات هي المعضلة .إن حق الحياة هو حق تكفله كافة المواثيق الدولية ويشمل ذلك حق التداوي من الأمراض المميتة ،ولا أعتقد أن حل المشكلات الصحية هو من الترف الذي يمكن تقليصه ضمن تقليص ميزانيات اللاجئين ، وبالتالي فأنه إذا أحسن توضيح ملابسات المشكلة بأبعادها المختلفة تصبح قضية مقدور على حلها .فليكن من أول برامج الجمعية تحديد مقترحات لحل المشاكل الصحية في معسكرات اللاجئين من عيادات و أطباء مقيمين وسيارات إسعاف ثم يأتي بعد ذلك طرح تلك الحلول على الجهات التي يتوقع أن تحل المشكلة وأولها المفوضية العليا لشئون اللاجئين ، ومعتمديه اللاجئين ، منظمات المجتمع المدني ، الجمعيات الخيرية العربية والمحسنين من الأفراد والمؤسسات الأخرى .فلتكن رسالة الجمعية الطبية للمجتمع الدولي للمرحلة المقبلة ( نحن أبناء إرتريا مستعدون لمساعدة شعبنا في المجال الصحي بوقتنا وجهدنا وعلمنا وخبرتنا فقط أعينونا بالإمكانات المادية ) .في تقديرنا أنها رسالة مقنعة ومشروع إنساني يحمل سمات القبول والنجاح فقط يتبقى اختيار الزمان والمكان والوسيلة المناسبة لتبليغ الرسالة .* نشرت كأفتتاحية لصفحة رسالة إرتريا في صحيفة الوطن السودانية عدد 17 أغسطس 2007م .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى