تقارير

الأب تولدي : شؤون وطننا من صميم قضايانا، ولا نقبل أن نكون متفرجين!

31-Oct-2018

عدوليس ( رصد)

يتداول نشطاء من إريتريا وإثيوبيا في كل منصات التواصل الإجتماعي بتسجيل صوتي للأب تخلي ميكائيل تولدي ومن على منبر الكنيسة الكاثوليكية بمدينة سقنيتي بإقليم أكلوقزاي وذلك بمناسبة احتفالات القديس ميخائيل في أكتوبر الجاري، والتي دعا فيها قداسته لإحداث تغيرات جذرية في إريتريا. في الكلمة التي إستغرقت نحو ( 16) دقيقة رحب بالسلام بين بلاده وإثيوبيا إلا ان ذلك يحتاج لقيادة جديدة ونظام جديد ومصالحة وطنية وسلم أهلي حسب رأيه.

الناشط والمتابع أحمد راجي نشر في صفحته على الفيسبوك ترجمة غير رسمية لكلمة الأب تولدي من التجرنية للعربية وهنا نص الكلمة التي وصفت على نطاق واسع بالشجاعة والجسورة.
” ما نشهده من تقارب بين ارتريا واثيوبيا هو بلا شك أمر يدعو للتفاؤل ، وأجواء الإنفتاح والسلام هذه، والتي حرمنا منها لفترة طويلة بسبب عجز قيادتي البلدين، تعطينا الأمل.
كم هو جميل ومشجع أن نرى في جارتنا اثيوبيا بروز قائد مخلص، متواضع، صريح وذو شفافية، مستعد لسماع صوت الشعب واحترام خياراته. قائد يدعو جميع فئات شعبه للحوار والمصالحة والوحدة والتكاتف من أجل بناء الوطن الذي يجمعهم.
قائد يعمل من اجل إرساء حكومة تكون مسؤولة أمام الشعب وقائمة على الإرادة الشعبية وسيادة القانون.والقائد الحقيقي يحكم عليه بأفعاله وليس بأقواله. ، فها هو رئيس الوزراء الإثيوبي دكتور أبي ، يعطينا مثالا حيا ودرسا عميقا عما يجب أن يكون عليه كل قائد حريص على مصلحة شعبه ووطنه،والقائد الذي يعجز عن جمع شمل شعبه ليس جدير بالقيادة.
القائد الجدير بمكانته هو من يتيح المجال لتعدد وجهات النظر ويستمع للآراء المختلفة ويوفر ساحة للتفاكر والتنافس السلمي بين تلك الآراء والمواقف.
ما يحتاجه الشعب الإريتري في هذه اللحظة ليس الدقيق الأبيض أو أكياس الأسمنت، بل أن يرى ترسيم الحدود وأن يشهد تغييرا حقيقيا ومتكاملا من اجل السلام والمصالحة الوطنية ومن أجل توافق وطني ومستقبل مشرق يُشارك فيه من اضطروا للهجرة عن الوطن ومن هم في السجون، ولنا في الجارة اثيوبيا مثال يحتذى به.
من الإستحالة تقبَل التغيير والترحيب بمرحلة جديدة وفرص جديدة بعقلية عفى عنها الزمن أوالتشبث بنظام قديم. اننا بحاجة الى تغيير جذري. نحتاج الى تغيير في التفكير وفي النظام وفي الأدوات.
وإذا اردنا احداث تغيير حقيقي فلنا في الشعب الإريتري خير معين، فالشعب الإريتري شعب يحترم القانون، وهو شعب مكافح جدير بتركه يعمل بحرية من اجل كسب قوته.
نحن محرومون من تلقي المعلومات الحيوية ومن المشاركة الفاعلة في الشؤون الهامة لبلادنا. نحن نتوق كشعب وننتظرأن تتوفر لنا اجواء صالحة للمشاركة السلمية الفاعلة والحقيقية في شؤون وطننا.
إلى صوت هذا الشعب الذي صبر طويلا وتحمل فوق طاقته وأعملو من أجل إحداث تغيير أساسي يلبي رغباته ويعوضه عن التضحيات الهائلة التي قدمها. وفوق هذا وذاك يجب إتاحة الفرصة للشعب وخلق الأجواء المناسبة له لتولي أموره بنفسه.
ولأننا أبناء هذا الوطن ولسنا غرباء على شؤون وطننا التي هي من صميم قضايانا، ولا يجب أن نكون متفرجين، فأننا نتطلع ونرجو أن يتم التمهيد لملتقى وطني يجتمع فيه ممثلو الشعب وقيادات المجتمع والقيادات الروحية والمثقفين على كل المستويات ليتحاورو ويتوافقوا على مستقبل البلاد.
ومن الجدير ذكره هنا ان صوت الأب تولدي يأتي في الذكرى الأولى لإستشهاد القائد الشعبي موسى محمد نور التسعيني الذي صدح بصوت الحق من داخل أسمرا في أكتوبر 2017 وتم إعتقاله وقتله داخل معتقلات النظام بعد مرور بضعة أيام من إعتقاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى