المراقبون يستبعدون انسحاب اريتريا : دعم س. ص لإنتقالية الصومال .. حقائق ومخاوف
6-Jun-2007
المركز
تقرير : عبد المنعم أبوإدريس
أصدر المجلس الرئاسي لتجمع دول «س.ص» في ختام قمته التاسعة التى انعقدت بمدينة سرت الليبية في يومي 2 و3 يونيو الحالي، بيانا حول الصومال سماه بيان سرت جاء فيه «نعرب عن بالغ قلقنا لاستمرار عدم الامن في الصومال».
وفي الفقرة الثانية قال الإعلان «نحث بقوة الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي بوجه عام وفي «س.ص» بوجه خاص وجميع النوايا الحسنة، على تقديم مساعداتهم وعونهم لحكومة الصومال المؤقتة، بهدف توفير الامكانيات المناسبة لتوطيد سلطة الدولة واعادة بسطها على كامل التراب الوطني في جو يسوده الامن والشفافية والديمقراطية القائمة على الهدوء. وثالثاً نحث أيضاً جميع الدول الأعضاء على المشاركة القوية بجانب الاتحاد الافريقي في عملية احلال السلام المدني. ولاسيما عن طريق نشر قوة لتحقيق استقرار المؤسسات وتنفيذ برنامج جمع الاسلحة».انتهى إعلان سرت الذي شاركت فيه ثلاث عشرة دولة افريقية على رأسها الصومال صاحبة الشأن ذاته واريتريا التى لديها موقف مباشر من الحكومة الانتقالية، والدولة الثالثة هي السودان صاحب المبادرات للمصالحة بين طرفي الصراع الصومالي، اما ليبيا فهي متهمة بأنها تقف في جانب المحاكم الاسلامية، وتقدم لها دعما ماليا. ومن هنا يثور سؤالان اولهما هل سيسهم هذا الموقف من منظمة «س.ص» في دعم تثبيت الحكومة الانتقالية التى شاركت في القمة باعلى سلطة فيها وهي رئيسها عبد الله يوسف أحمد؟ وعندما وضعت السؤال أمام الدكتور محمد أحمد شيخ على استاذ العلوم السياسية بجامعة افريقيا العالمية والمختص في الشأن الصومالي عبر اتصال هاتفي امس، رد بقوله لا اعتقد ان أية مبادرة من منظمة دولية او اقليمية لاحلال السلام في الصومال في ظل الوضع الحالي، يمكن أن تثمر، لأن الحل يمر عبر بوابة مصالحة شاملة تشارك فيها كل الاطراف، وتخلق رؤية موحدة وليس بدعم الحكومة المؤقتة، وان يخرج مؤتمر المصالحة بحكومة تضم كل الاطراف.وعندها يبرز سؤال جديد هل ليبيا بوصفها صاحبة فكرة «س. ص» والراعي له ولا تمر منها اية مبادرة الا والبصمة الليبية موضوعة عليها، قادرة على المساهمة في مصالحة تحمل هذه الملامح، وخاصة هي موصومة بعلاقتها بالمحاكم الاسلامية؟ محمد احمد شيخ علي يعتقد أن ليبيا لديها علاقة تاريخية مع الرئيس عبد الله يوسف، بل أن علاقاتها تمتد لجميع الاطراف الصومالية، ويمكن أن تدفع المصالحة في الصومال، ولكن الأمر لا تستطيع دولة واحدة ان تقوم بها، فقط على ليبيا أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الاقليمية والدولية، خاصة أن إعلان سرت الصادر عن قمة «س. ص» يتسق مع قرار الاتحاد الافريقي ومجلسه للامن والسلم وقرار مجلس الامن الدولي «1725».إذن ليبيا بحسب شيخ علي تملك أدوات تجعلها تلعب أدواراً في الملعب الصومالي، ولكن ما هي تأثيرات موقفها تجاه المصالحات على علاقتها بحليفتها اريتريا التى شاركت في «س. ص» بوزير خارجيتها عثمان صالح من خلال الموقف الاريتري الثابت تجاه الحكومة الانتقالية التى تراها أريتريا ظل لأثيوبيا. وفي مواجهة ذلك تساند المحاكم الاسلامية، والحلف الليبي الاريتري يقوم على الدعم الاقتصادي الكبير الذي تقدمه ليبيا لاريتريا عبر تزويدها بالنفط.الامين عبد الرازق استاذ العلوم السياسية والخبير في شؤون القرن الافريقي، يقول في اتصال هاتفي اجريته معه امس، ان دعم «س. ص» وليبيا للحكومة الانتقالية في الصومال، سيؤثر على علاقة ليبيا باريتريا، لأن دعم الحكومة الانتقالية في الصومال يعني دعم اثيوبيا. وإزاء ذلك هل تتخذ اريتريا موقفاً من «س. ص» يماثل موقفها من منظمة الايقاد التى انسحبت منها؟ الامين عبد الرازق يستبعد هذه الخطوة، بحسبان أن الامر اكثر تعقيدا بالنسبة لاريتريا، ويصف الرئيس أسياس افورقي بأنه اذكى من أن يتخذ مثل هذا الموقف، لأن هذا التجمع يمثل لاريتريا منبرا يخرجها من عزلتها.ويمضي عبد الرازق ليصف الموقف الليبي بانه منسجم مع قرار الاتحاد الافريقي الذي يحرص عليه القذافي بوصفه صاحب فكرة الاتحاد الافريقي، بل ان قرار ارسال قوات حفظ السلام اتخذه الاتحاد الافريقي.اجمالا «س. ص» اتخذ قرارا بدعم الحكومة الانتقالية في الصومال في ظل حضور اريتريا وغياب اثيوبيا التى لا تتمتع بعضوية التجمع.