مقالات

تقاربها مع التقراي يزعج أسمرا : كسلا ساحة جديدة للخلافات الاثيوبية الاريترية

4-Jun-2007

المركز

تقرير : عبد المنعم أبو إدريس
أنهى وفد من ولاية كسلا برئاسة واليها ، زيارة لإقليم التقراي بإثيوبيا ، ووقع عددا من الاتفاقيات للتعاون في المجال المالي ،الاقتصادي ،

ضبط التجارة غير الشرعية بين الحدود ، التعاون العلمي ما بين جامعة كسلا ورصيفتها جامعة إقليم التقراي ، وقد رأس الجانب الإثيوبي في هذه المحادثات السيد سقاي برهي حاكم إقليم التقراي. وهذه الزيارة من ولاية كسلا لإقليم التقراي تأتي بعد شهرين من توقيع اتفاقية تنمية الحدود بين السودان وارتريا ، واغلب هذه الحدود البالغ طولها 600 كيلو متر ، تقع بين البلدين .وظلت إثيوبيا تشكو من تسلل المعارضة الإثيوبية التي تجري تدريباتها داخل إرتريا ، وتقول إثيوبيا أنها تتسلل عبر الأراضي السودانية ،الأمر الذي حدا بالجيشين السوداني والإثيوبي للقيام بعمليات مشتركة على الحدود في فبراير الماضي .وعلى الجانب السوداني، يشكو المزارعون – من أهالي منطقة محلية ستيت – من توغلات تقوم بها عصابات الفالول الإثيوبية ، وقد قال «للصحافة» عبر الهاتف ابراهيم محمد حاندوك، الناشط في جبهة الشرق،ان المواطنين يعانون الامرين نتيجة ماتقوم به العصابات الإثيوبية من نهب واعتداءات على المواطنين ، وهي من القضايا التى كان من المفترض إثارتها أثناء مباحثات جبهة الشرق مع الحكومة السودانية ، ولكن بحسب إبراهيم محمد احمد حاندوك ، الذي شارك في وفد جبهة الشرق للمفاوضات ، بانهم سلموا الجانبين مذكرة وافية حول هذه القضية . ومنطقة الحدود بين إقليم التقراي وكسلا هي جزء من مثلث الحدود السودانية ، الذي يلتقي عند الحمرة الإثيوبية وحمدايت السودانية ولا يبعد كثيرا عن مثلث النزاع الحدودي الإثيوبي الإرتري ، وبجانب نشاط العصابات الإثيوبية في مواجهة الرعاة السودانيين ، فان مصدرا – فضل حجب اسمه – قال أن منطقة الحدود بين إقليم التقراي وكسلا هي من أكثر المناطق التي تنشط فيها التجارة غير الشرعية والتهريب .و قال لي احد العاملين في مجال هذه التجارة، التقيته في مدينة خشم القربة في منتصف ابريل الماضي، أنهم يتخذون من حمدايت نقطة انطلاقة لهم حيث يستلمون البضائع من رصفائهم الإثيوبيين وينطلقون بها للداخل. وقال مصدر وثيق الصلة بحكومة كسلا ، إن المحادثات في الجانب الأمني وضبط الحدود ، أخذت قدرا كبيرا من وقت المباحثات بين الطرفين ، وتركزت على امن الحدود من خلال وقف تسلل المعارضة الإثيوبية ، وضبط العصابات الإثيوبية ، وفتح قنوات التبادل التجاري لمواجهة التهريب ، الذي يخرب اقتصاد البلدين .وأضاف ،إن الإثيوبيين شددوا على ضبط معارضتهم باعتبار انه في حالة قفل المنفذ السوداني في وجهها يصبح أمر حركتها صعبا للغاية ، من جراء انها تستند على قاعدة في ارتريا ، والحدود الاثيوبية الارترية في هذه المنطقة تمتاز بالعورة وارتفاع الجبال .وهذه الطبيعة الجبلية ، التي تقف حائلا بين المعارضة الإثيوبية ووجودها في إرتريا ، رغم الارتباط القديم بين أهالي هذه المنطقة وإثيوبيا ، وقد قال لي يس محمد المختص في شأن القرن الإفريقي، إن أهالي المنطقة الحدودية على الجانب الإرتري هم أكثر ارتباطا بإثيوبيا .إذن كسلا تريد لحدودها مع إقليم التقراي ، التي تمتد بصورة أساسية في محلية حمدايت ، أن تصبح هادئة عبر استراتيجية التعاون المشترك ، ولكن هذا التقارب بين إقليم التقراي وولاية كسلا سيزعج بصورة أساسية إرتريا ، التي تعول كثيرا على التعاون مع السودان ، وتجارة الحدود عبر ولاية كسلا ،ولكن الجانبين الإثيوبي والإرتري يسعيان دوما لتصفية خصومتهما حتى خارج اراضيهما ، وأوضح مثال على ذلك ما يجري على ارض الصومال ، على كل إذا تم تنفيذ الاتفاقيات التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي في التقراي ، ونجحت اللجنة المشتركة التي أنشئت لمتابعة تنفيذها ، تكون كسلا قد نجحت في تأمين الحدود عبر بوابة التعاون. وقد قال سقاي برهي ، حاكم التقراي ، في تصريحات صحفية عقب ختام المباحثات ، انه سيتم متابعة تنفيذ الاتفاقات، مع استمرارية عمل الشركة القابضة لتنمية الحدود السودانية الإرترية.المصدر : جريدة الصحافة السودانية .. 4/6/2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى