المشهد السيا سى الأرترى : بين الأمل واليأ س؟ – عمر جابر عمر
28-Sep-2013
عدوليس
أنقطعت عن الكتا بة لفترة غير قصيرة = أختيا را – وذلك لأداء واجب تجاه موطنى الثا نى الذى لجأ ت اليه بعد أن أصبح وطن الميلاد طا ردا. وجدت فى موطنى الثا نى الأستقرار ومن الحقوق والرعاية ما لم أكن أحلم بها وما كنت وما زلت أتمنى وأدعو الله أن يحققها للشعب الأ رترى. واليوم أعود لأقرأ ما أستجد فى السا حة وما أذا كا ن هناك من جديد؟ سأتناول المحاور الثلاثة التى تشكل المشهد السيا سى الأ رترى:
أولا — النظا م الأ رترى … بعد عقدين من الزما ن يبدأ رئيس النظام بأ عترافات كا ن يدركها المواطن الأ رترى العا دى … أهمية الأ ستثمار الخا رجى فى التنمية – أهمية العنصر اليشرى ( أعترف بنقص الكا در ) — غيا ب المصا در الأ سا سية للتنمية ..الخ الذين يتوقعون تغييرا من هذا النظا م ( أى أن يغير نفسه) لا يعرفونه… بعضهم ينتظر رحيله ( الدكتاتور ) بسبب المرض ؟ ذلك عجز ورها ن على ضعف أنسا نى – هذا الدكتا تور مصا ب بما هو أخطر من أى مرض عضال …أنه مصا ب بمرض يطلق عليه فى علم النفس ( ميجا لو ما نيا )= تضخم الذات – وهى حا لة لا شفاء منها ؟ أنه يحا ور نفسه دا ئما ويحب أن يسأ لونه عن أى شىء حتى المسا فا ت بين النجوم !
يجيب على كل سؤال بسؤال آخر ويحا ول أن يرسل رسالة واحدة وثا بتة : أنه الوحيد الذى خلق لقيا دة الشعب الأرترى؟
هل تذكرون قصة فرعون وقلة عقله حيث أوهمه الترزى الذى يصمع له ملابسه أنه سيصنع له ثوبا لن يراه أحدا ؟! وطلب منه أن ينطلق عا ريا .. الجميع شا هدوا الملك عا ريا لكن لا أحد تجرأ على قول الحقيقة …لقد سكنهم الخوف وفقدوا القدرة على النطق …حتى جا ء ذلك الطفل البرىء وصرخ : أنظروا …لقد أصبح الملك عا ريا … وأنفجر النا س يصرخون … نعم …نعم وهرب الملك؟! مشكلة الشعب الأ رترى أن هذا الفرعون نسج وصنع كل شىء من خيا له … لا أحد أقترح عليه أو سا عده وحتى يأ تى ذلك الطفل البرىء ويفيق النا س من غفوتهم ويخرج منهم الخوف الذى يسكنهم …سيستمر هذا العبث السيا سى…
ثا نيا : المعا رضة الأ رترية … معظمهم توارثوا حا لة ( أسيا س ) …يعتقدون أنهم الورثة والبديل – منهم من يقول أنه منا ضل قديم ومنهم من يقول أنه يمثل الجيل الجديد ومنهم من يدعى أنه مقرب من الحليف الوحيد..الخ والغريب أنه ليس فى تلك المواصفا ت ما يستجيب لشروط القيا دة؟ لكن لماذا يجد هؤلاء من يبشر بهم ويطبل لهم من القواعد والكوادر؟ هل هى حا لة عا مة أصا بت الأ رتريين مثل الدراويش فى حلقة الذكر لا يفيقون الا بعد أنتها ء المولد أو حلقا ت الزار التى لا يستفيق صا حبها الا بعد أن يذهب ( الجن ) ؟ ما يحعلنى أقول ذلك أن معظم هؤلاء المؤيدين يعبرون فى جلسا تهم الخا صة عن عدم أقتنا عهم بتلك القيا دات! أصبح الشعب الأ رترى يلتفت يمينا ويسارا فلا يرى الا الظلام واليأ س يلفه من كل جا نب… السؤال : لما ذا هكذا وضع يصبح أمرا واقعا على الشعب الأ رترى والى متى؟ لماذا أستطا ع نفس هذا الشعب وفى مرحلة سا بقة – التحرير – أن يهزم أكبر أمبراطورية فى أفريقيا وبقدرات أقل ودون تأ ييد دولى؟ هنا ك أجا بة واحدة :
كا ن كل منا ضل – من القا عدة الى القمة – مشغولا بأ مر واحد هو تحرير الوطن ولا يفكر فى أن يبقى حتى يستمتع بتلك الحرية – الا رجل واحد عمل لنفسه وحصد زرع الآخرين … أنه أسيا س أفورقى ! أما اليوم الجميع ينتظر أن ينا ضل نيا بة عنه ( الآخرون ) ويحصد هو زرعهم ؟ لكل شعب خصا ئص يتفرد بها …بعضها أيجا بى وبعضها سلبى … من أيجا بيا ت الشعب الأرترى والتى ظهرت فى مرحلة الثورة أنه شعب يبحث عن ( فيا دة ) يثق فيها وتقوده …وفى حا لة غيا ب تلك القيا دة تتراجع تلك الخصا ل الطيبة …بدلا أن يرى قيا دات تجمع صفوفه وجد قيا دات تفرق بينه …بدلا عن قيا دات تتقدم الصفوف وتضحى فى سبيله وجد قيا دات تنتفع بأ سمه …وهنا بدأ الشتا ت وأصبحنا ندور فى حلقة مفرغة …حتى أذا حدث تعيير فى جسم المعا رضة فهو من شا كلة ( حا ج أحمد بدلا عن أحمد ) و ( قرماى ) بدلا عن ( ( تسفاى ) !
ثا لثا : الحليف الأثيوبى .. بداية يجب أن نفهم طبيعة وقدرات ذلك الحليف …أنه ليس مثل روسيا وأيران مع النظام السورى ولا مثل السعودية وتركيا مع المعا رضة السورية … أنه نظام يحا ول أن يخرج من قرون عا شتها أثيوبيا فى التخلف والظلام ..يحا ول أن يلحق با لشعوب التى سبقته …يحا ول أن يرمم جدار وحدته الداخلية ويرسم خطط التنمية التى تسا عده على الحيا ة. وبعد ذلك كله أذا كا ن من يريد مسا عدته ( المعا رضة ) لا يسا عد نفسه…فقد جنت على نفسها ( براغش)؟ هذا عا لم يجب أن تؤكد فيه ذاتك وتثبت أنك جدير با لتأ ييد …أما من من ينتظر ( المن والسلوى) فلا مكا ن له فى عا لم البقا ء للأقوى! كلمة أخيرة قبل أن نغا در المحور الأ ثيوبى ..تنا قلت الأ نبا ء مؤخرا تصريحات لرئيس أثيوبيا الذى أنتهت مدة ( صلاحيته ) ولا نقول رئا سته ؟ السبب أن الرجل لم يتخذ قرارا فى حيا ته بل كا ن يبصم با لعشرة على أى قرارا يقدم له…أنه ( هلقا فرما ى ولدفرفيس) ! ويا ليته ذهب بهدوء لكنه أراد أن يقول أنه موجود …أخر تصريحا ته أن أستقلال أرتريا كان أمرا يمكن تفا ديه؟ وفى نفس الوقت يعرض خدما ته للوسا طة؟ ثم يقترح تسمية مطار ( أديس أببا ) وجا معتها بأ سم هيلاسلاسى ؟ لما ذا لأن الرجل يريد أن يتقرب من ( الأ مهرا) بعد أن أستهلك ورقة الأورومو ؟ ليس أمرا جديدا على هذا الرجل…أنه يعرف من أين تؤكل الكتف …كا ن مسئولا فى الصليب الأ حمر وعضوا فى كل برلما نا ت أثيوبيا – عهد هيلاسلاسى ومنقستو والنظام الجديد؟ نقول لوسا ئل الأعلام الأرترية لا تحملوا الرجل أكثر مما يحتمل … فهو كما يقول المثل ( لا يجدع ولا يجيب الحجارة ) … وهو مظهر من مظاهر البلاء الذى أصا ب القارة الأ فريقية .
ما العمل …؟ هل من سبيل للخروج من هذا النفق؟ كنت وما زلت من الذين ينظرون الى النصف الملىء من الكوب .. وأذكر بيتا من الشعر نسيت أسم شا عره بل وحتى ترتيب الكلما ت لأنه قد مرت عقود على ذلك … المهم يقول ما معناه:
أرحل ومعى جبل من اليأ س ينتقل +++ وفى قلبى جذوة من أمل يشتعل
كان الله فى عون الشعب الأرترى