تقارير

معتقل ( حليبت ) الرهيب …. مأساة بالقرب من العاصمة * بقلم / برهان تسفا

23-Aug-2014

عدوليس ــ ملبورن

يقع سجن بدهو (التحدي) في أسمرا في مرتفع أرضي بالقرب من مستشفي “حليبت “، وأمامه ثانوية بدهو (التحدي) . التي أخذ اسمها لجوده بالقرب منها .ومن عجائب الأمور أن يحملا هذان الموقعان المتناقضان، مسمى واحدًا ، أحدهما يعمل من اجل التربية والتعليم والآخر لتعذيب . في هذا الموقع لا توجد مباني منظمة أو أسوار، وهو موقع منعزل شبه خالي من السكان. لا توجد أية علامة أو حاجز واضح يشير إلى مدخل هذا المعتقل ! ،على يمين موقع المدخل توجد حاوية، وهي عبارة عن مكتب وبجوارها بعض الأكواخ الصغيرة يسكن فيها الحراس. افتتح هذا الموقع قبل أربعة سنوات ليكون مركزًا للمتابعة والانضباط التابع لهيئة أركان الجبهة الشمالية وحرس الحدود. ولم يكن فيها إلا بعض الأكواخ القليلة التي بنيت على عجل، وحاوية واحدة . فهو موقع غير معروف لا ينتبه إليه الكثيرون. وقيادة الجبهة الشمالية وحرس الحدود لم يستفيدوا من هذا الموقع كثيرا كما كان متوقعا .

وكشف سر هذا المعتقل ، واصبح معروفا للجميع عندما لمع نجم تخلي منجوس بتأييدًا من الطاغية وتم ترقيته ومنحه مسؤولية تأسيس جيش آخر بديلا عن قوات الدفاع الارترية وقائدًا له.
وحينها أصدر تخلي منجوس أوامره الصارمة لكل المعتقلات المتواجدة في قرى ومناطق: عدي أبيتو ، ماي سروا ، عدي نفاس ، عالا الخ، لكي لا يستقبلوا أي معتقل من المقبوض عليهم بواسطة حملات المليشيات المسلحة لتخلي منجوس أو من يأتون بهم بغرض الانتظار، ليتخذ من هذا المكان المعزول معتقلا ذلك في نهاية 2012م .
ينقسم المعتقل لاربعة وحدات ثلاثة منها للرجال ، واحدة للنساء كلها تحت الأرض ، وأرضيتها من التراب.
أما الغرف مبنية بالحجارة ومغطاة بجذوع من شجر الصنوبر والتراب . وتعرف الوحدات الخاصة بالرجال باليمنى، والوسطى، والشمالية أما وحدة النساء فتسمى غرفة النساء.
وحدات الرجال مساحتها 4 في 15 متر متر ومحفورة بعمق 2 متر تحت الأرض . أما التابع للنساء فهو 4 في 7 متر . ولكل وحده لها نافذه من 20 إلي 30 سنتمتر .
غرف الرجال كان يحشر فيها نحو 100 شخص، وفي نهاية شهر يوليو الماضي 2014 عندما أطلق اللواء فليبوس سراح بعض المعتقلين ، تقلص العدد ليصب:
في الغرفة اليمنى 60 والوسطى 90 وفي الغرفة اليسارية 68 . وعدد النساء 26 .
الغرف مظلمة طوال الوقت ، مغلقة دوما وتفتقد للتهوية. الأضاءة بقوة (20) واط وهي معلقة فقط في المدخل، وتعاني الآن كما أسمرا لإنقطاعات الكهرباء .
المسؤول الأول عن هذا الكعتقل هو العميد تخلي منجوس ويقوم بإدارته نيابة عنه المقدم ودي مسقنا ، والمسؤول المباشر الرائد إيوب أرأيا. بالإضافة إلى ذلك كان المناضل القديم بابا عثمان، وسمرت عضوة الخدمة الوطنية، وعضوان في الإدارة مع خمسة آخرين مسؤولين عن الإعاشة والحصر.
وقد أعتقل الفريق فليبوس كل هذه الإدارة وعين قائد الكتيبة سابقا عندوم مسؤولا مؤقتا عن السجن المذكور. ويخضع هذا المعتقل للتقييم أسوة بمعتقل بحشفيراي .
إدريس ، ويوهنس (جون ) وولدو، وتسفالدت. هذا هي الإدارة المسؤولة عن التحقيقات وقد عرفت المجموعة بالعنف وخاصة إدريس هذا شخص معروف ومشهور بقسوته وغطرسته في أسمرا.، بالإضافة إلى أنه يقوم بأعمال تتناقض مع خلفيته الاجتماعية. علما بأن إدريس كان من الرياضيين ولاعب كرة قدم مع فريق السلام ومن المجندين في الخدمة الوطنية في دورتها التاسعة . وعندما ترك كرة القدم بدء يعمل في سمسرة البيوت، والعربات ،
والذهب . وتم القبض عليه لأسباب مرتبطة بتسويق الذهب. وتم تجنيد إدريس كعميل للاستخبارات والأمن التابع لتخلي منجوس أثناء تواجده في السجن تم تجنيده وقد وصل أخيرا إلى موقع عضوية هيئة الأركان في استخبارات الجيش الشعي
وكان يتعاون مع تخلى منجوس في اضطهاد و تعذيب المواطنين في أسمرا . وبنى له تخلى منجوس بيتا في حي بلاجو في أسمرا، كما أهداه سيارة خاصة مقابل خدماته له ونشاطه السيئ .
يضم هذا المعتقل عدد كبير ممن يقبض عليهم وهم يحاولون الهروب أو اجتياز الحدود ، أو من من اتهموا بترك وحداتهم العسكرية، وكذلك من يتهمون بعدم المشاركة في أعمال (التنمية ) والحراسات أوالهروب من الخدمة في الجيش الشعبي، وفضلا عن ذلك فهناك أيضا من اتهموا بالقيام بالتعبئة الدينية أو من الشباب الذين وجدوا يتحركون بدون وثائق رسمية ومن لم يلتحقوا بساوا لحمل السلاح من كبار السن.
كما يقبع في هذا المعتقل الإثيوبيون المقيمون في ارتريا واللذين تتجاوز أعمارهم 17 عاما، سواء كانوا أفراد أم مع أسرهم. علما بأن هؤلاء يجبرون على دفع مبلغ 700 نقفة سنويا . ويحرمون من العودة إلى بلدهم. ومن القوانين الجائرة منع تحرك الإثيوبيين بعد الساعة الثامنة ليلا، ومن يتحرك فهو عرضة للسؤال .
ومن الأسباب الأخرى لدخول هذا السجن هي مخالفات تشييد المباني الخاصة . كما هو معلوم أن بناء المباني متوقف منذ عدة سنين ، ولكن هناك من يضطر لمواصلة البناء خوفا من تلف الاسمنت التي بحوزته أو لإتمام ما تبقى من المبنى. وعندما يحاول المواطن إتمام البناء من حر ماله وجهده يقبض عليه ويدخل هذا السجن . وهناك أسباب أخرى للذين يتم وضعهم في هذا السجن، مثل الاتهام بأعمال السرقة والسطو علي ممتلكات الآخرين، والمشاجرات ، وتحويلات النقود، والتهريب، عند بيع أو شراء مواد مختلفة وأيضا الاتهام بقبض عمولات عن تهريب البشر في سيناء ممن هم خارج دائرة منجوس . نزلاء هذا السجن يجبرون على شراء أواني الأكل والشرب ، و (برش ) للنوم وحتى الأدوية التي تقرر لهم عند المرض، من أموالهم الخاصة، وكأنهم دخلوا هذا السجن بمحض إرادتهم. ولا يسمح لهم من مقابلة أسرهم، فضلا عن أنهم لا يقدمون إلى المحاكم .
أما غذائهم عند الفطور فتعطى لكل سجين رغيف من الذرة مع كاس شاي. أما في الغداء والعشاء فيحصل كل فرد على رغيفين مع مطبوخ العدس. أما الاستحمام فيتم تقسيم السجناء إلى مجموعتين، حيث يسمح لكل مجموعة أن تغتسل مرة كل أسبوعين، وأحيانا قد لا يتم ذلك، في حالة انعدام أو ندرة المياه، الأمر الذي يسبب لبعضهم حالات إغماء بسبب العطش الشديد . علما بأن المياه تنقل لهم عبر عربة مخصصة لذلك.
يستلقي السجناء أثناء النوم بطريقة تسمى “كورتيلو” . وبسبب ضيق المكان هناك من يتضايق ويختار الوقوف إذا تمكن من الاتكاء على الحائط أملآ أن يغمض عينيه ولو للحظات قليلة. ولا يسمح لهم التمتع بنور الشمس ولا استنشاق الهواء الطبيعي، مثل كل البشر. والفرصة الوحيدة التي يتمكنون فيها من مشاهدة شعاع الشمس أو استنشاق الهواء الطلق هي فترة لا تتجاوز عشرة دقائق ، وهي أثناء خروجهم لقضاء الحاجة وتتم هذه أيضا تحت حراسة مشددة .
وجدير بالإشارة أنه من السهل أن يخرج المعتقل الذي يملك المال من هذا السجن، وذلك من خلال دفعه مبلغ عشرة الف نقفة لأحد المسئولين عن هذا السجن الرهيب الذي يطلق سراحه من هذا السجن سيء الصيت ـ (طبعا لغير المتهمين في قضايا سياسية ــ من المحرر ــ ).
أما الفقراء فلا حظ لهم من الإفلات من هذا السجن بل عليهم أن يظلوا في هذا السجن الرهيب.
* تم ترجمته من التجرينية إلي العربية
في مكتب الإعلام والثقافة بجبهة الإنقاذ الوطني الارترية – قسم الترجمة .
* اللوحة للتشكيلية السورية فاديا عشاش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى