مقالات

في الحوار مع مفاتيح الأستاذ جمال همــد بقلم / احمد محمد علي أبوبكر

12-Jan-2014

عدوليس

الشكر الجزيل للأستاذ جمال همد لالتفاته لموضوع مبادرة “ادعم” لأن هذا يعطيها زخما اضافيا فهو علم على رأس نار. وبما أن الأستاذ جمال همد صاحب قلم وفكر واعلامي كان يجب أن لا يقتصر تناوله للموضوع على الوصف ، فمهمة الاعلامي الملتزم ليست مجرد نقل الخبر أو وصفه بل أيضا تحليله ومن خلال ذلك المساعدة فى خلق رأي عام يتشكل بتمليك نواصى الحقيقة كاملة للمتلقى وليس بالإختزال للوصول الى تسجيل نقاط بطريقة “الساوند بايت” كما تعرف فى الإعلام المرئى فى الدول الغربية والتى عادة ما تنحو فى اتجاه ايصال معلومة يكون لها تأثير سلبى غالبا.

لقد ابتعد الأستاذ جمال همد عن جادة حسن النية بوصفه للمبادرة بالبؤس ، ليس لأنها ورقة لابد من تبجيلها وتفخيمها ولكن ببساطة لأنها نتاج مجهود بشرى قصد به خير في اطار حراك مجتمعى من حق كل شخص أن يدلى فيه بدلوه ومن أصاب فله ما له من أجر ومن أخطأ فله على الأقل أجر المحاولة ومقاربة الأمور بهذه الطريقة هى السبيل الوحيد الذى يبقى قنوات التواصل مفتوحة ويخرجنا من حالة وقوف كل منا قبالة جدار صلد لا منافذ فيه توصله بالآخر.أما أن يقال بأن وراء المبادرة من أسموا أنفسهم بأبناء المنخفضات ، فهى اشارة حميدة فى نظرى وحق لهم أن يسموا أنفسهم كيفما شاءوا وأنا شخصيا أجدها تسمية جديرة بالاهتمام لما تثيره من حس الانتماء لدى البعض والبغض لدى البعض الآخر وما تحركه من هواجس هنا وهناك وكل ذلك فى اعتقادى يدل على أنها تحمل مدلولات من واقع الزمان والمكان وليست اسما أجوفا بلا مضمون. أن تحديد انسان ما أو مجتمع ما لملامحه الخاصة ومنطلقاته وتوجهاته انما هو محمدة ذاتية وفائدة موضوعية اذ يسهل ذلك على الذات وعلى الآخر التعاطى مع واقع ملموس ومحدد الأبعاد بعيدا عن الصور الهلامية.وقد غمز الأستاذ جمال همد من قناة ورقة أخرى قال انها تركت على قارعة الطريق وأظنه يعنى بذلك وثيقة مجلس إبراهيم المختار والتى وإن كنت لا أعرف من كان وراءها ، فقد كانت فى نظرى جهدا مقدرا لتوصيف الحالة الإرترية ضمن المعطيات المتاحة وخاصة أن لغة الأرقام لا تكذب والوثيقة بكل تأكيد لم تترك فى قارعة الطريق بل أودعت فى ذاكرة الوطن وقلوب المواطنين – أؤلئك الذين يؤمنون بأن دولة الظلم ساعة ولابد من زوالها طال الزمن أو قصر وهذا الأسلوب معمول به فى الغرب حيث تدرس الأفكار وتبلور ومن ثم تعرض على الجمهور ليأخذ منها ما أراد ويستخدمه كما شاء ولا أشك بأنها فتحت الكثير من العيون التى كانت عليها غشاوات أفلاطونية ….أما الورقة أو المبادرة التى نحن بصددها وإن صدرت إبتداءا بإسم “إدعم” فلن يكون لهذه الأخيرة منها سوى أجر المناولة حيث أن الورقة ملك لمجتمع المنخفضات وهو المعنى بها فى المقام الأول وهو الذى سيعمل على بلورتها وخلق الآليات اللازمة لتطويرها وسيحرص على أن تتحول من مرحلة الآراء والأفكار الى مرحلة الفعل والممارسة بمشاركة الجميع شيبا وشبابا ، رجالا ونساءا ، كلهم من دم ولحم وعظم ولن تقبع إن شاء الله فى أى زاوية منسية أو على قارعة اى طريق مهجورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى