مقالات

جبهة التحرير الارترية تحتفل بيوبيلها الذهبي – بقلم: حمد كل*

29-Aug-2011

المركز

باطلالة الفاتح من سبتمبر مضى 50 عاما. فجرت فيه جبهة التحرير الارترية الثورة بقيادة الشهيد البطل “حامد ادريس عواتي” ومعه قلة من الابطال حاملين بنادق عتيقة لكن ايمانهم كان اقوى، ثم التحق بهم رجال تركوا نسائهم واطفالهم من اجل تقوية وترسيخ الثورة.

لم يكن المسار سهلا او نزهة بل كان نضالا وصمودا في وجه نظام امبراطوري في البدء ثم مجلس عسكري اثيوبي ومن ورائهم القوى الكبرى لاجهاض الثورة. لم يكن الدفاع عن الثورة سهلا. فقد قدمت التضحيات استشهد فيها شباب واحرقت قرى وشهدت السجون الاف من الوطنيين، ولجوء الى الدول المجارة، التحق الشباب بالاف بالثورة من اجل الحفاظ على الثورة واستمرارها.ومنذ ان تكالبت القوى الدولية على الوطن كان النضال الارتري يتخذ شكل موجاة، موجة تنتهي عند خط معين تتلوها موجة اخرى، فمن نضال الاباء الاول في أربعينيات القرن الماضي، فحركة تحرير ارتريا في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، فانطلاقة النضال المسلح بقيادة جبهة التحرير الارترية، وتلك كانت نقطة فارقة بين النضال السياسي والنضال ذات الطابع العسكري. وتحقق التحرير والاستقلال في 24 مايو 1991 بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا. يمكن القول ان الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا قد انجزت المرحلة التاريخية التي ناضل من اجلها كل الشعب الارتري لكن خطاء هذا التنظيم سلم مقاليد امره لشخص واحد فعبث بالنضال الارتري وتخلى عن كل مبادئ الثورة وانفرد بقلة قليلة واذل رقاب المناضلين وحول الوطن الى “عزبة” يعربد فيها كيف ما شاء، حول ارتريا الى سجن كبير، اصبح الدستور حبيس ادراجه، مغامراته العسكرية اضاعت اجزاء عزيزة من الاراضي الارترية “بادمي” “وجزر حنيش”، ازهقت ارواح كثيرة في حروبه مع دول الجوار، ضاع مستقبل الشباب في ما يسمى “الخدمة الوطنية”، لجوء شباب الى كل اصقاع العالم، مات اثناء الهروب اعداد كبيرة منهم، والسجون مليئة بالقوى الوطنية. اخترع كذبتين كانت الاولى “الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة”. نحن نسال اين الديمقراطية واين العدالة؟ انها عناوين مرفوعة على مكاتب حزبه شاهد حي على مدى كذب هذا الحاكم. والكذبة الثانية كانت “وارساي يكألو” وكان الهدف منها لابعاد رفاقه الذين شاركوه في العمل النضالي والاتيان بعناصر جديدة يحركها “بالريموت” كيفما شاء. غريب أمر هؤلاء الديكتاتوريين. انهم يتشابهون، انظر كيف فعل معمر القذافي برفاقه الذين قادوا معه الانقلاب وقارن بين “وارساي يكألو” و “اللجان الثورية”. في منطقة الشرق الأوسط والقرن الافريقي نظامين شاذين لا شبيهة لهم في العالم كله. الأول نظام العقيد القذافي، حكم ليبيا 42 عاما بلا دولة مؤسسات، بلا ديمقراطية، بلا احزاب، وقال كل من “تحزب خان”، يعني لا يريد احد ان يحاسبه، بعثرة كل امكانات ليبيا، طاردة الوطنيين وسجنهم وقتل كثيرين منهم واعتمد حكمه على الغوغاء الذين يسمونهم “اللجان الثورية”، وانتهى وترك ليبيا مدمرة وذهب الى غير رجعة.ونظام في ارتريا يحكم منذ 20 عاما ولم يقدم شئ يذكر سوى ارهاب الناس وتجويعهم، ويرتعد من كلمة الديمقراطية، منطقه هو القوة والارهاب. ليس هناك مؤسسات بل سجون، افقر البلد، بل ارهابه تعدى الى الدول المجاورة، معزول دوليا واقليلميا، طرد مندوبه وبشكل مهين من منظمة “الايقاد”، عقوبات دولية تليها عقوبات اخرى. وهذه العقوبات بكل اسف تضر بالشعب الارتري لكن الحاكم لا يهمه كثيرا. لم يتعظ مما يجري من حوله، فحلفائه معمر القذافي، علي عبدالله صالح، وحسني مبارك، قد ثارة عليهم شعوبهم وهو ما زال يكابر، صم الحاكم الارتري اذانه وتجاهل ما يجري من حوله من متغيرات ويتصرف بعنجهية مبالغ فيها. يقول الشعب في ارتريا “لا يحزننا ان يكذب علينا الحاكم، لكن يحزننا اننا لم نعد نصدقه”. ان الطغاة لا يتعلمون من دروس التاريخ حتى يستخلصوا العبر ويتعظوا من تجارب من سبقوهم، فالبطانة جاهزة دائما لتبرير فسادهم واذلالهم لمن كتبت عليهم الاقدار العيش تحت مظلة حكمهم. على الحاكم الارتري ان يعي جيدا ان الثورات قد تنتكس لكنها لا تموت لانها قائمة على العدل وتحرير الانسان ومصداقا لذلك ما يجري من حولنا. ان القوى الوطنية والديمقراطية في ارتريا مطالبة برص صفوفها وبناء تحالفها وبرؤية تتسم باستقلاليتها ووضع برامج من شانها ان تستقطب قطاع واسع من الشعب الارتري في الداخل والخارج واضعة في الاعتبار المتغيرات الاقليمية والدولية التي تدور من حولنا، نحن مطالبون للنناضل من اجل تغيير هذا الواقع المزري في بلدنا لارساء دولة القانون والتي بدورها ترسي العدل والمساوى لهذا الانسان الارتري الذي هده البؤس وادماه السكوت. وبهذه المناسبة العظيمة نقول ونؤكد ان مبادئ واهداف جبهة التحرير الاترية لن تنمحي وسيناضا جيل بعد جيل من اجل ارسائها. عاش الشعب الارترييحي الوطن الارتريالمجد والخلود لشهدائنا الابرار_________________* محلل سياسي وجيو-استراتيجي ارتري مقيم في بريطانيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى