مقالات

الكونا ما : بين الحقوق الضا ئعة والقيا دات التا ئهة !؟ عمرجابرعمر

30-Sep-2012

المركز

فى ملتقى الحوار الذى أنعقد فى أثيوبيا منذ أكثر من عا مين تجمع عدد كبير من الأ رتريين من شتى أنحا ء العا لم – بعضهم لا يعرف أرتريا لأنه ولد وعا ش فى الخا رج وبعضهم لم يعا يش مجموعا ت قومية خا رج قوميته بسبب الهجرة …أحد هؤلاء أقترب منى بعد أن ألتقينا فى لجنة من اللجا ن وقا ل لى : أريدك أن تسا عدنى على اللقا ء مع ( كونا ما ) – لم أعش فى أرتريا لكنى شا هدتهم فى ( الفيديو)

وأعجبت بفنونهم وحيويتهم وقرأت عن تا ريخهم – لكن لم يسعدنى الحظ على أن ألتقى أحدهم!؟ لم أندهش من طلبه فقد صا دفت أيضا ( كونا ما ) لا يعرفون الآخر ولم يشا هدوه؟ أخذت الرجل وذهبت به الى العم ( أدقوى ) وهو صديق حميم لوالدى وكا نا يعملان معا فى منطقة القا ش مع الكونا ما ويتحدث لغة الكونا ما بطلاقة وكان خير من يعرفه با لكونا ما وثقا فتهم.تذكرت هذه الوا قعة بعد أن قرأت هرطقا ت ( قرنليوس ) الذى حا ول أن يقرأ التا ريخ فخرج ليس من دائرة الزما ن فحسب بل وتخطى حدود المكا ن. قلت لنفسى ألم يكن أجدر به – قرنليوس – أن يبذل جهده وقدراته فى نشر ثقا فة الكونا ما وتراثهم حتى تتسع دا ئرة التعا طف مع حقوقهم العا دلة بدلا عن تضيق تلك الدائرة من خلال الهجوم على رمز من الرموز الأ رترية – وأى رمز !؟ ويا ليت حديثه يستند الى بحث ودراسة لكنه تنفيس عن مشا عر مشحونة تم توجيهها من قبل أعداء الشعب الأ رترى. وسنترك ترها ت ( قرنليوس ) ونتحدث عن الكونا ما بأ عتبا رهم جزءا من مكونا ت الشعب الأ رترى ولأننا نؤمن بأ رتريا الواحدة والموحدة وأن قرنليوس لا يمثل الكونا ما – لذا فأ ن من حق أى أرترى أن يتحدث عن أى جزء خا صة أذا كا ن با لحسنى ولأ ظها ر ما هو أيجا بى.وهذه ( معلوما ت ) أولية وأسا سية عن الكونا ما رأيت أن أسجلها حتى يستفيد الجيل الجديد ويواصل من يريد التعمق فى الدراسة وهنا ك الكثير من المراجع والوثائق.عندما أتحدث عن الكونا ما لا أفعل ذلك من خلال مراجع ووثا ئق فقط — بل من خلال معا يشة سمحت لى أن أتعرف على هذه المجموعة القومية عن قرب. ولدت ونشأت فى قرية ( متعددة الثقا فا ت والأعراق والأديا ن ) — جمعت كل أطياف المجتمع الأ رترى – وكا ن والدى يعمل فى منطقة القا ش ضمن مشروع شركة ( سيا ) وكا ن دائم الأ تصا ل والتعا رف مع سكا ن المنطقة وكنا نعرف منه عن تلك المنا طق وأهلها قبل أن نذهب اليها. لكن المعرفة المبا شرة بدأت با لنسبة لى عندما كا ن يأ تى الكونا ما الى القرية فى موسم الزراعة للحصاد – ولما كا نت أقا متهم مؤقتة حتى أنتها ء موسم الحصاد ولما كا نت لدى معظمهم معرفة بوالدى فقد كا ن يستضيفهم فى منزلنا حيث كا ن لنا ( حوش ) كبير ينا مون فيه ليلا با لعشرات ثم يغا درون صبا حا الى مواقع العمل.وفى الأمسيا ت القمرية ( لم تكن هنا ك كهربا ء فى ذلك الوقت ) كا ن الكونا ما يغنون ويرقصون وكنت أقف حولهم أتا بع وأشا هد وأنا مأ خوذ بروعة ما يقدمون ويما رسون. لا أبا لغ أذا قلت أننى تفتحت على ذلك التراث قبل تراثى الذى أنتمى اليه لأننى كنت صغيرا وكا ن لا يسمح لى أن أذهب ليلا خا رج المنزل لمشا هدة ( حفلات الأعراس ) ! لذا لم يكن غريبا أ ن تكون أول أغنية أحفظها دون أن أعرف معا نيها هى أغنية من تراث الكونا ما ( هليمتو- هليما) وأغنية ( با رنكو …لاقا لى ) وهى أغنيا ت تعبر عن الشوق والحنين الى المكا ن ( با رنتو) والأهل ( حليمة…) …كلما كبرت تعرفت على شخصيا ت من الكونا ما أستقروا فى القرية وأختلطوا مع سكا نها وتزاوجوا منهم مثل الشا ويش ( أبراهيم ) وزميل الدراسة فى المرحلة الأولية المنا ضل ( أسما عيل نا دا ) وآخرين … وبعد ذلك سا فرت وتجولت فى كل منا طق القا ش وفى الثورة ألتقيت بمنا ضلين ومشا يخ من الكونا ما بل وفنا نين وقا دة سيا سيين وآخرهم كا ن المناضل ( جرما نو نا تى ) — عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية فك الله أسره – حيث جمعتنا الصدفة فى فندق واحد فى العا صمة أسمرا بعد التحرير. ورغم أنه كا ن قليل الكلام الا أننى كنت اشعر أنه مسكون بهموم لا يريد الأفصا ح عنها. قبل الأستفتا ء قال :أخشى أن لا تأ تى النتيجة كما نريد – قلت له : كلا – أطمئن …الوطن أكبر من تنظيمكم والشعب أبقى من قيا دا تكم..حتى المعا رضين سيصوتون بنعم ! هز رأسه موافقا ومضى ..ومرة ثا نية التقيته وهو يبدو أكثر هما وقا ل قبل أن أسأ له: يبدو أن الأرتريين قد كتب عليهم تتويج الملوك !؟ ومضى دون أن يشرح لى ما كا ن يدور فى رأسه …لكنى علمت بعد تغييبه فى السجون أنه رفض تتويج الملك؟ لم يكن يدرى أنه سيأ تى بعد عقدين من الزما ن آخر يريد أن يتم تتويجه ( ملكا ) على الكونا ما …الجنرال ( قرنليوس عثما ن ) !؟ الأصول : الكونا ما جما عة حيوية وتحب العمل وتتمسك بأ لأرض والتعا ون فيما بينهم والأنتما ء الى التراث.يطلق عليهم البعض أسم ( با د ين ) نسبة الى ملك ( أكسوم ) كما تقول الروايا ت ..لكنهم يطلقون على أنفسهم أسم ( كونا ما ) وتعنى الطبيعى .. عندما يصفون سلوك شخص ما بأ نه غير طبيعى يقولون عنه: أنه لا يتصرف ولا يسلك سلوك ( كونا ما ) ؟ وأذا سأ لتهم ماء للشرب – قا لوا : ماء كونا ما ؟ أى ماء طبيعى ؟ أنهم لا يعرفون الطبقية ولا التفرقة ويؤمنون بمسا واة جميع البشر فى الحقوق والوا جبا ت. أنهم من أوائل من ها جروا الى الأرض التى أسمها اليوم أرتريا – وبأ لرغم من وجود بعض الروايا ت حول منبع تلك الهجرة الا أن معظم المؤرخين يقولون أنهم جا ءوا من حوض النيل – السودا ن الحالى – أى أنهم من أصول نيلية وأسبا ب الهجرات الجما عية فى التا ريخ معروفة – أما بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية أو الأوبئة. أستقر بهم المقا م فى منطقة القا ش- سيتيت عل الحدود بين أرتريا وأثيوبيا وعا شوا فى عزلة أجتما عية وثقا فية عن محيطهم خوفا على وجودهم.لكن حملات رأس ( ألولا ) الأثيوبى وقيا مه بأ بادة مجموعا ت كبيرة منهم وأعتقا ل بعضهم وأرسا لهم الى دا خل أثيوبيا كرقيق جعل البقية يهربون من جزء كبير من أرضهم حتى دخل الأيطا ليون وتوقفت الحملات وأستقر ما تبقى من الكونا ما فى البقعة الجغرافية التى يقيمون فيها اليوم.هذا التا ريخ ولد ليهم حسا سية خا صة تجا ه الآخر وخا صة من يستولى على أرضهم أو يشكون أن له نوا يا فى ذلك الأتجا ه. هذا التا ريخ جعل من تما سكهم العرقى والثقا فى أقوى من الرابطة الدينية. وقد كا ن ( با دمى كا سا الكبير ) قا ئدهم ونا ظر الكونا ما يخطب فى المسجد ويطلب من الموا طنين التمسك بأ لأرض وعدم التفريط فيها — ثم يذهب الى الكنيسة ويكرر نفس الكلام وبنفس اللغة! أصبحت لديهم ذاكرة جمعية خا صة تجا ه حملات الأثيوبيين أنعكست فى ثقا فتهم ( الأ مثلة وتسمية الأبنا ء): عندما يصفون أحدا با لجبن يقولون عنه انه لا يستطيع حتى أن يأ سر حبشى أعور ( أى نصف أعمى ) ! أو أذا أرادوا أن يصفوا شخصا بأ نه ( ملعون – قليل الحظ ) :يا من ستكون أسيرا لدى – ألولا ؟ وأسماء البنين يعطونها تيمنا بأ بطالهم الذين حا ربوا ( ألولا ) ..ويطلقون عليهم أسما ء الأما كن الجغرافية فى أثيوبيا التى دارت فيها المعا رك : عدوا – مقلى الخ … و( الجنرا ل ) قرنليوس يريد تغيير ذلك الترا ث وتلك الثقا فة ويقول أن ( عواتى ) كا ن يبيدهم !؟ با لرغم من تما سكهم الا أنهم يعيشون أيضا بعض الفوارق الثقا فية والأجتما عية وينقسمون الى قبائل وأفخاذ وشرائح. يقول الدكتور ( ألكسندر نا تى ) وهو من خير المثقفين من أبنا ء الكونا ما – توفى من سنوات –:يقول أن الكونا ما ينقسمون الى ( ماردا—باركا — أيما سنا – تكا – سوكودا سا – تا جودا – بيتا ما – أيليت ) لكن بعضها أختلط بمن حوله وتغيرت لغته مثل البيتا ما.الأ ديا ن: الأسلام والمسيحية هما الأكثر أنتشا را . . وهنا ك الديا نة المحلية ( التقليدية ) وهى خا صة بهم وليس لها معبد أو مكا ن لمما رستها وليس لها طقوس وشعا ئر نراتبية بل هى عبا رة عن أتصا ل الفرد وتواصله الروحى مع ( الوجود ) المحيط به..وفى مرحلة البرلما ن الأرترى كا ن يمثل الكونا ما كل من ( محمد با دمى ) و ( فايد تونجا ) وكلاهما من المسلمين. الأمر الذى يجب ذكره أنهم أيدوا اللغة العربية فى البرلما ن الأرترى فى المرحلة الفدرالية – بل أن هناك ( الحزب السيا سى للكونا ما -) يؤكد فى برنا مجه أن اللغا ت الرسمية فى منطقة ( الحكم الذاتى ) الذى ينا ضلون من أجله سيكون من ضمنها اللغة العربية وليس التقرنية ( بأ لأضا فة الى النا را والكونا ما با لطبع )!مجتمع الكونا ما لم يحدث فيه التطور الطبيعى للمجتمعا ت بنفس الوتيرة التى جرت فى المجتمعا ت الأخرى. كا نت البشرية فى عهود سا بقة تتبع الأنتسا ب الى الأم أى أن المولود هو أبن أمه – ينسب اليها والى أخواله ؟ كا ن هذا سا ئدا فى مجتمع الكونا ما وأشا ر اليه ( فريدريك أنجلز ) مؤلف كتا ب ( العا ئلة ) ومفكر وفيلسوف الما ركسية وتطبيقا تها فى نشأ ة وتطور المجتمعا ت. لكن الصورة تغيرت تدريجيا خا صة بعد دخول الأ سلام والبعثا ت التبشيرية المسيحية. يبقى أن بعض المفا هيم والعا دا ت ما تزا ل موجودة – الشخص لا يعتبر من الكونا ما الا أذا كا نت أمه من الكونا ما !؟ عدد السكا ن قد يصل الى أكثر من مأ ئة وسبعين ألف – ويشكلون ما يقا رب 2% من عدد سكا ن أرتريا – وهنا ك أربعة آلاف لاجىء من أبنا ء الكونا ما يعيشون فى أثيوبيا بعد حرب بادمى.الأدارة الشعبية : هنا ك مجا لس حكما ء من كبا ر السن والعقلاء تقوم بحل الخلافا ت الدا خلية والمشكلات التى تواجه المواطنين – كل ذلك من خلال شفا فية عالية وديمقراطية شعبية لا تحيز فيها ولا محا با ة – والمرأة لها مكا نة متسا وية وحقوقا كا ملة لا تجدها المرأة فى المجتمعا ت الأرترية الأخرى. كل ذلك يريد ( الجنرال ) قرنليوس تغييره ويفرض دكتا تورية الفرد – وهذا بلغتهم يعنى أنه ( سلوك غير كونا ما وى – أى غير طبيعى !؟ ) أما تراث وفنون الكونا ما فحدث وأوصف ولن تعطيعها حقها – أصبحت تجذب جميع فئا ت وقطا عا ت الشعب الأرترى – لا بل أصبحت علامة ( وطنية ) لكل زائر من العا لم والعديد من المتا بعين فى العالم عبر التسجيلات والأفلام المصورة. وبا لرغم من أن العروض الفنية هى جما عية – رفصا وغنا ءا – الا أن المواهب الفردية والأصوات القا درة على جذب أنتبا ه المستمعين وجدت لها مسا حة لأثبا ت وجودها – وأبرز الأصوات النسا ئية : دهب فا يد تونجا وعرفا ت حا مد.مرحلة الثورة: الكونا ما مجتمع زراعى – رعوى لذا مثلهم مثل كل المجتمعا ت المشا بهة يواجهون تحديا ت يومية وخلافا ت حول المرعى والأرض الزراعية مع جيرا نهم. كا نت تلك الخلافا ت يتم تجا وزها من خلال العقلاء والمشا يخوفى مرحلة الثورة أصبحت الجبهة كتنظيم وأدارة هى التى تحسم تلك الخلافا ت.بعد تقسيم المنا طق عا م 1967 ( عواتى لم يكن موجودا يا جنرال !) حدثت با لتأ كيد أخطاء أدارية فى المنطقة الأولى وكا نت لها نتا ئج سيا سية تمثلت بعزوف الكونا ما عن المشاركة فى الثورة بل والتخوف منها. وعا م 1969 دخل القيا دة العا مة أحد أبنا ء الكونا ما ( أحمد هيتين ) وكا ن هنا ك آخرون مشا ركون فى الثورة بصورة فعا لة- نذكر منهم أدريس با دمى عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطنى الأول والنا شط فى أتحا د الطلبة الأرتريين فى أوربا – والكثير من المنا ضلين فى شتى مواقع العمل العسكرى والأدارى. لكن أثيوبيا لعبت أوراقها لتشكيك الكونا ما ومع وجود الأخطاء الأدارية التى كان يمكن معا لجتها – تراجع وجود أبنا ء الكونا ما فى الثورة وعا د ( أحمد هيتين ) الى قومه لتلاحقه الجبهة وتقوم بتصفيته بتهمة الخيا نة . أستغلت أثيوبيا تلك الأحدا ث وأنشأ ت مليشيا ت مسلحة من أبنا ء الكونا ما لقتا ل الثورة – الى جا نب توظيف وأحتضا ن بعض الواجها ت من أبنا ء الكونا ما وتقديمهم للعمل فى دوائر الدولة. كما ( منح ) الأمبراطور ( حكم ذاتى ) لهم – أى ليس من خلال تشريع دستورى أو أستقلالية أدارية أو ضما نا ت ما دية – لكنه ( حكم ) صورى لا يتعدى مراسيم شكلية وبروتوكولات فوقية والأهم ( الميزانية ) التى تستخدم لشراء العملاء.وحتى العلم الذى عليه رمز الديك كا ن فى با ر نتو فقط وفى مبنى واحد. لو كا ن قرنليوس أستند الى تجربة المنطقة الأولى وذكر بعض الأحدا ث والوقا ئع التى تضرر منها الكونا ما لكنا جا دلنا ه وربما توصلنا الى رؤية مشتركة – فقد حدثت أخطا ء كثيرة فى منا طق أخرى وربما كا نت أكبر فى حجمها وهرب قا ئد المنطقة الخا مسة نا هيك عن عضو قيا دة عا مة ولم يقل أحد أن من ينتمى اليهم قا ئد المنطقة الخا مسة هم عملاء أو خونة. بل وقا مت جبهة التحرير بأ عدام بعض الأفراد بتهمة العما لة ثم بعد حين أصدرت بيا نات ببراءة هؤلاء !؟ لكنها لم تستهدف أبدا لا فى برنا مجها ولا فى خطا بها السياسى ( قومية ) معينة.. بل كا نت تعمل على كسب كل قطا عات ومكونا ت الشعب الأرترى ..حتى ( الكوما ندوس ) والمليشيا ت التى حملت السلاح ضد الثورة فتحت معهم ( حوار) ونا شدتهم التخلى عن سلاحهم والأنضما م الى أخوتهم لتحرير الوطن من الأحتلال.مرحلة الدولة :بعد أن قا مت الجبهة الشعبية بتطبيق سياسة التهميش ومصا درة الأرض كا ن الكونا ما أول وأسرع من لحق به الضرر – أولا لأهتما مهم با لتمسك يأ رضهم وثا نيا لأن تما سكهم الداخلى يجعلهم يشعرون با لمأ سا ة قبل غيرهم .وكا ن رد فعلهم أسرع حيث قا موا بتنظيم أنفسهم كقومية ووجدوا فى أثيوبيا ظهيرا لهم؟عواتى والكونا ما: ربما كا ن أكثر أرترى عرف الكونا ما ودا فع عنهم هو( حا مد عواتى) – بل أنه من أكثر الرموز الأرترية ألتصا قا وتعا يشا مع الكونا ما حتى قبل الثورة كا ن يدا فع عنهم ويصد عنهم هجما ت ( ولقا يت ) ويعيد لأبنا ء المنطقة مواشيهم وممتلكا تهم.لكن با لتأ كيد كا ن هنا ك من يتعا ون مع ( ولقا يت ) من الكونا ما – وهذا موجود فى كل المجتمعا ت – وكا ن يصيبهم ما يصيب المعتدين من قطا ع الطرق. كا ن ( عواتى ) خبيرا بشئون المنطقة – يعرف مكونا تها الأثنية والثقا فية وكا ن يتحدث عدة لغا ت ( الكونا ما – النا را – البداويت – التقرايت – التقرنية – العربية …والأيطا لية !!) – ذلك ما جعله محل أجما ع من سكا ن المنطقة حتى قبل الثورة . ( قا طع الطريق ) أيها ( الجنرا ل ) لا يحتا ج الى لغة – يكفيه أشهار سلاحه والطلب من الضحية تسليم ما لديه بأ لأشارة – سواء كا ن فى الغا بة أو فى دا خل المدن الحديثة !؟ ورغم ذلك هنا ك موقفا ن تا ريخيان يؤكدان أن ( عواتى ) كا ن قا ئدا بحجم ومستوى الوطن كله ..:1- عام 1956 سا فر الى أسمرا ممثلا لسكا ن المنطقة وقدم مذكرة يقول فيها أنه على أستعداد لتحمل المسئولية الأمنية فى المنطقة لحما ية السكا ن وممتلكا تهم شريطة أن يتوفر له السلاح وسيكون قا درا على توفير متطوعين من أبنا ء المنطقة وعلى رأسهم ( الكونا ما ) – أى أنه يعمل على تأ مين السكا ن والمنطقة بقوة مختا رة من أبناء المنطقة خا صة الكونا ما. 2- فى عا م 1962 وفى ( أبو حشيلا ) جمع المقا تلين ويعد تقسيم القوة الى فصا ئل قا ل لهم : من جا ء لتحقيق مكا سب لنفسه أو قبيلته أو منطقته – ليغا درنا الآن – خرجنا من أجل كل الوطن وكل المواطنين – كل أرتريا وكل الأ رتريين.كلمة أخيرة الى ( الجنرا ل ) التا ئه قرنليوس عدولاى عثما ن1- الكونا ما مثلهم مثل بقية مكونا ت الشعب الأرترى وقع عليهم ظلم كبير وتهميش خطير …لكن مأ سا تهم تضا عفت حين تسلطت عليهم قيا دا ت من بنى جنسهم ومن داخلهم ..قيدت حركتهم وكممت أفوا ههم ..بل والأخطر من ذلك عملت على عزلهم عن بقية مكونا ت الشعب الأرترى ..والحسا ب والعقا ب لكل من يخا لف أرادة القا ئد الذى لم ينتخبه أحد بل فرض نفسه عنوة وأستعا ن با لخا رج!؟ أنت يا قرنليوس لا تمثل أرادة أبنا ء الكونا ما .. لا من خلال أختيار ديمقراطى حر ونزيه ..ولا من خلال التعبير الصا دق والأمين عن طموحا ت وأحلام ذلك المجتمع الصا بر والمنا ضل والمتطلع الى أستعا دة حقوقه الضا ئعة. أنك يا هذا ينطبق عليك أحد أمرين: أما أنك أنسا ن ( تا ئه ) لا تعرف ولا تعى ما تقول بسببأستغراقك فى ( عبا دة الذا ت ) التى تنتج عن نرجسية طا غية تجعل صا حبها لا يرى الا ما يريد ولا يسمع الا ما يحب …هكذا بدأ الطغا ة فى التا ريخ البشرى كلهم من ( كا ليجولا ) و ( شا وسيسكو ) ..حتى ( منقستو ) و ( القذافى )…لم يولد الواحد منهم ( دكتا تورا ) ..بل كا ن السبب الفشل فى فهم معنى السلطة التى ترجموها الى (تسلط ) ..والشعب الى ( عبيد وقطيع من الحيوا نا ت ) .. وأما أنك تقوم بتنفيذ أجندة خا رجية لا تعبر عن طموحا ت وأحلام ( الكونا ما ) نا هيك عن الشعب الأرترى كله…بأ ختصا ر : …فى كل الأحوال.. لقد سئمنا تتويج ( الملوك ) أو التصفيق لهم !؟2- الكونا ما قوم ينا ضلون من أجل تحقيق العدا لة وأنت رجل ظا لم ! قمت بتقسيمهم وتصفية المنا ضلين منهم الذين وقفوا فى وجه طموحا تك النرجسية.ليس هذا كلامنا ..بل أنه صوت أبنا ء الكونا ما كتنظيما ت وأفراد فى كل المواقع الألكترونية والمحا فل الأقليمية والدولية.3- الكونا ما يريدون العيش بسلام وأستقرار مع بقية مكونا ت الشعب الأرترى فى وحدة وطنية تعترف با لتنوع والتعدد وتحا فظ على حقوق الجميع – وأنت زرعت فتنة وأحدثت شرخا فى ذلك الجدار وبا لتالى فأ نت لا تمثل الكونا ما ولا تنتمى الى هذا النسيج الأ جتما عى المتما سك..لحسن الحظ فأ ن الشعب الأر ترى مر بتجا رب كبيرة جعلته محصنا تجا ه كل الأمراض التى يمكن أن تصيب جسده الوطنى ونسيجه الأجتما عى.كا ن الله فى عون الشعب الأ رترى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى