كلام الليل :الوحدة والخيار الأستراجيدي! … إبراهيم الحاج
26-Oct-2005
المركز
من حيث المبدأ ـ ود حاج ـ ماعنده أدنى أعتراض على أي برنامج وحدوي ..وما أكثرها هذه ألأيام …… ياريت ….ياريت … كنت أتمنى لو أننا كثرنا من توقيع بروتوكولات الوحدة مرتين في الشهر..على ألأقل …يعني مثلا نلتقي جميعا في صالة كبيرة … وكل واحد يهتف أنه عاوز يتوحد مع فلان .. لآن الوحدة كما قال أستاذنا جابر سعيد شيء جميل… ما فيها أتنين تلاته ..ولكن شرط أن تكون بين أطراف متكافئة من حيث الوعي والفكر والخلفية الثقافية والموارد .. وبرغبة متساوية بين الأطراف … والأهم من كله أن يتم التوقيع من قبل أشخاص يحتفظون بكامل قواهم العقلية ….
ذلك لأن المرجو من الوحدة أي وحدة هو أن يكون الناتج أفضل وأجود من العناصر المكونة له وأن تعود فوائد الوحدة على الأطراف المدمجة بالتساوي….. فوحدة الجنيه الأسترليني مع المارك نتج عنها “اليورو” .. عملة قوية …وذلك لأن الوحدة الأوروبية تمت بين جهات شرعية منتخبة من قبل الشعب وليس من هواة الشغب….. فاستفادة البرتقال قبل الألمان…..أنا جني وجن وحدة تتم تحت ضغوطات خارجية .. أو بين أطراف لاتنطبق عليها الشروط المذكورة أعلاه …لأنها تؤدي في النهاية الى كارثة محققة… ذلك لأن مايحصل هو أبتلاع وليس وحدة..هو ذوبان …وطمس هوية …. هي قصة القوي يأكل الضعيف .. ولعل تاريخ البشرية حافل بالعبر…. حصل لألمانيا الشرقية بعد سقوط جدار برلين… فبعد الوحدة المزعومة شاركت المانيا الموحدة في كأس العالم لكرة القدم .. وكانت المفاجأة أن اللاعبون الأحد عشر كانوا جميعهم من المانيا الغربية ولم يكن نصيب الشرق سوى أثنين … وكمان في الأحتياط!! ..يوم الليلة تجد أي الماني شرقي ندمان على “الوحدة”.. أقصد الأبتلاع العظيم .. الرفيق كيم أيل سونغ طلع شاطر …. الزول خلو بالكم ما سهل ! ….الراجل حذر الجنوبيين .. والله تجيبوا لي سيرة “وحدة” علي الحرام حأفك عليكم صاروخ نووي ..أرض جو .. ولنا أن نتخيل الوحدة بين جنوب ينتج سيارات هيونداي الفاخرة وشمال لايملك “أمبتيتو” (ساندويتش)..أما أغرب قصة “وحدة” فننجدها في اليمن …تحكي الكاتبة اليمنية “خديجة السلمي في كتابها “دموع سبأ” أنه في عام 1972 أستدعى العقيد معمر القذافي رئيس شمال وجنوب اليمن ـ الأرياني و سالم ربيع علي – .. الى طرابلس.. بغرض ممارسة الضغط عليهما بالتوقيع على الوحدة الأندماجية ….. وهكذا بدأ معمر بشرح واف للرئيسين حول فوائد الوحدة مستخدما الطبشورة والسبورة بعد أن حشرهما في غرفة أشبه بفصل ابتدائى …فأكد لهما بأن عدد الشعب حيتضاعف ….والموارد حتزداد والأهم من كله أن اليمن سنافس أمريكا كقوى عظمى ..لأن ترسانة الخناجر عندكم حتزيد .!!..وعندما أبيا ألأستجابة .. لجأ معمر الى حيلة أخرى ..هذه المرة طلب من الرئيسين ركوب عربة “جيب” . . والسائق طبعا معمر ذاته! … وبسرعة جنونية أنطلق بهما الى الصحراء .. والرئيسين في المقاعد الخلفية … من غير أحزمة طبعا!. وعندما عرج بهما في أنعراجات خطرة .. وكادت السيارة تصطدم بصخرة كبيرة وسط الصحراء …دخل الرعب قلبي اليمنيين اللذان صرخا فجأة..وبصوت موحد …وقف يامعمر!.. وقف! ..حنوقع الوحدة… وقف! … وقف ياجني وقف! طبعا وكما ثبت فيما بعد لم تدم الوحدة طويلا ولم يكن نصيب الجنوب إلآ ألآبتلاع من قبل الشمال .. ونهاية مأساوية …وطمس تاريخ عريق الى ألأبد…أذا طالما أنه لامفر من مغامرات البعض في الوحدة ألأندماجية والتي مصيرها غالبا الفشل أليس من المفروض أن نبدأ التفكير أيضا في أقامة “عيادات من غير حدود” يعالج فيها ضحايا الوحدة؟ أم نكتفي بكلام وردي ونردد ” القدر بنفسو مابيبكو عليه”….يـــــــــــــــــــــــــــــــــــلا نشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوفكم