تقارير

إريتريا في الجانب العربي

18-Jan-2016

عدوليس ـ نقلا عن الوطن القطرية

الخرطوم- الوطن- محمد عبدالعزيز 18 يناير 2016منجحت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في كسب المعركة الدبلوماسية، إثر الاعتداء على المقار الدبلوماسية السعودية في إيران، خاصة بعد أن أدانت إريتريا سلوك طهران العدواني عبر بيان رسمي أكد علاقات الجوار الاستراتيجية مع السعودية.ولا يبدو الموقف الإريتري الأخير مفاجئا للمراقبين فثمة تغيير كبير في السياسة الخارجية لأسمرة من المحور الإيراني للمحور العربي، وقد ظهر ذلك جليا في عملية عاصفة الحزم حيث ساهمت إريتريا في تدريب قوات المقاومة على أراضيها إضافة إلى استخدام قاعدة (عصب) للانطلاق في عملية تحرير عدن.يقول الصحفي الإريتري والمحلل السياسي جمال همد إن المعطيات الأخيرة تشير إلى أن أسمرة اختارت أن تنحاز للمعسكر العربي في

تصعيده طهران، ويرى همد الذي يدير موقع عدوليس الإخباري أن الحكومة الإريترية درجت على اللعب على التناقضات الإقليمية فباتت مصالحها في الآونة الأخيرة مرتبطة مع دول الخليج العربي اكثر من أي وقت مضى، ويشير همد إلى أن السياسة الخارجية الإريترية اتسمت في الآونة الأخيرة بالتناقض حيث دعمت في وقت سابق ايران وحلفاءها الحوثيين قبل أن تنتقل للنقيض تبعا لمصالحها مع دول الخليج التي باتت متنامية مؤخرا، لدرجة دفعت إريتريا للمشاركة في التحالف ضد الإرهاب ومساندة العمليات العسكرية لإعادة الشرعية في اليمن.من جهة أخرى يرى المحلل السياسي ماهر ابوجوخ أن التحولات الاخيرة المرتبطة بالسياسة الخارجية الإريترية مثلت خسارة كبرى للتحركات الإيرانية بالمنطقة خاصة في ما يتصل باستراتيجية طهران بالتواجد في منطقة البحر الأحمر، ويقول أبوالجوخ إن الخسائر المتتالية التي بدأت بالسودان وإريتريا واليمن جعلت تلك الاستراتيجية تعود لنقطة الصفر وأحالت المجهودات التي استغرقت سنوات لكوم من الرماد، ويضيف أن ما حدث ضيق الخناق على إيران وأفقدها مساحات من الأراضي البرية والبحرية كان حلفاؤها في السابق يوفرونها لها في البحر الأحمر.من حين لآخر كانت وسائل إعلام خليجية تتهم إريتريا بأن لها اتفاقيات تعاون عسكرية غير تلك المعلنة مع طهران تسهل بموجبها نقل أسلحة إيرانية إلى الحوثيين في اليمن وهو ما يفسر لماذا اهتمت الرياض باستقطاب أسمرة إلى جانبها لأنه يضعف خصومها وفي ذات الوقت يعزز قوتها بحسبان الموقع الاستراتيجي لإريتريا المطلة على البحر الأحمر.رجح كثيرون أن الحكومة السودانية ذات العلاقة المميزة مع الحكومة الإريترية توسطت بين الرياض وأسمرة لكي تنضم الأخيرة إلى التحالف السعودي خصوصا عندما زار الرئيس الإريتري أسياس أفورقي الرياض في أبريل الماضي ومن ثم زيارته للخرطوم في يونيو الماضي.ولو حدث فعلا فإن الحكومة قد أقنعت حليفها أفورقي بالانضمام للتحالف السعودي وهو ما يعني عمل الحكومة السودانية على هدم ما تبقى لإيران من شبكة تحالفات عسكرية في منطقة البحر الأحمر ذات الأهمية البالغة لها، طالما أن قسما كبيرا من سياساتها الخارجية تحركه عداوتها مع السعودية والمطلة على ذات البحر، ومع تعزيز قوة التحالف بين أسمرة ودول الخليج يمكن القول إن البحر الأحمر اغلق في وجه البوارج الإيرانية، وحينها لا يبقى أمام طهران لنصرة حلفائها الحوثيين سوى تعزيز مدافع الصواريخ الساحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى