مقالات

مفاتيح :8 مارس يوم المرأة العالمي: جمال همد*

5-Mar-2011

المركز

-1-
يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام بعيد المرأة العالمي . ونحن شعوب العالم الثالث أشد حوجة للإحتفال بهذه المناسبة لكون شعوبنا التي رحل عنها الاستعمار قبل ما يتجاوز النصف قرن وخضعت مباشرة لإنظمة قمعية إستبدادية أهدرت كرامتنا وأطاحت بآمالنا وقوضت حريتنا . فإذا كان كل المجتمع يعيش تحت نير الإضطهاد والبؤس والفقر والمرض فإن نصفه الضعيف والمستضعف تكون الكارثة عليه أقوى .

وهذا الواقع المؤلم أوقع المرأة في ظلم مضاعف لكونها تدفع الثمن لنفسها ولعائلتها الصغيرة والكبيرة .فهي الأم التي تقف أمام السجون والمعتقلات وبين مقرات المخابرات والشرطة ، وهي التي تنتظر الغائيبين ، وهي وحدها ينهار عليها المنزل عند غياب الأب أوالأبن الأكبر ليقع عليها الحمل دفعة واحدة لتخرج إلى الشارع العام لإعالة وإطعام عدة أفواه وهي لم تكن مهيأ لذلك .وتشير إحصاءات مره عليها حوالي 4 سنوات ان 38% من نساء إفريقيا يقع عليهن عبيء إعالة أسرهن لغياب المعيل لأسباب عدة أهمها الحرب أو تداعياتها ، وتشير ذات الإحصائية ان 48% من نساء إريتريا ينطبق عليهن الأمر لغياب الأب والأبن الأكبر بسبب فقدانه في الحرب أو لوجوده في معسكرات الجيش أو لفراره من جه الظلم أو لغياب قسري !لعبت المرأة الإريترية دورا كبيرا في فترة النضال الإريتري المسلح منذ ستينيات القرن الماضي فقد ألتحقت أعداد كبيرة بعملية النضال الإريتري وضحن بأغلى من يملكن ، فكانت المرأة المقاتلة وكانت الداعم الأساسي للثوار في القرى والمدن داخل البلاد وخارجها ، فكانت مستودع أسرار الثورة .ومن ينسى ادوار زهرة جابر ونسريت كرار وآمنة ملكين وخديجة محمد موسى وزهرة علي وأخريات .كما شكلت المرأة حوالي 25% من تعداد الجيش الشعبي لتحرير إريتريا حسب إحصاءات الجبهة الشعبية لتخرج بعد ذلك صفر اليدين وليدفع بها لتواجه حياة الفقر والفاقة في منافي العواصم العربية خادمة تزدرد تاريخها وتتحسر على ما أنفقت من سنين .كما تشكل الفتاة الإريترية اليوم ما نسبته 35% من تعداد الهاربين من الشباب الذين يهيمون على وجوههم في الصحارى ويصارعون أنواء البحار والمحيطات ! أي نهاية تلك لنضال دؤوب وصبور؟ .والنهايات المؤلمة تنتج أوضاعا مؤلمة جدا لذا لا نجد أي مشاركة للشابات الإريتريات في تكوينات المعارضة الإريترية وبما يتناسب مع نسبتهن في المجتمع أو إرثهن النضالي ، والأمر ينطبق ايضا في الشباب ! ولا زال رجال حركة التحرر الوطني بصراعاتهم وتناحراتهم يسيطرون على الحكم والمعارضة . ــ 2 ــقلق على الوجود الإريتري في ليبيااعربت الأسر الإريترية في الداخل والخارج عن قلقها البالغ على مصير الإريتريين في مختلف المدن الليبية .وليس متوفرا لدى أي جهة عدد الاريتريين في جماهيرية القذافي فقد هاجر اليها اعداد مقدرة من الشباب الإريتري بحثا عن عمل أو للدراسة حيث استطاعت الثورة الإريترية توفير عدد كبير من المقاعد الدراسية ،.تضاعف العدد منذ منتصف التسعينات لكون السواحل الليبية اصبحت محطة مهمة للهجرة واللجوء نحو المنافي الأوربية ، واصبحت الوجوه الإريترية مالوفة في مختلف المدن الليبية حتى شكلوا ظاهرة واضحة واصبحوا عرضة للسماسرة والمبتزين من عصابات تهريب البشر سواء من الافارقة والليبين وحتى ومن أرتبط بهؤلاء من المغامرين من بني جلدتهم وقد عكس الروائي الاريتري أبوبكر حامد كهال في روايته ( تيتنكيكات أفريقية ) حياة هؤلاء ومغامراتهم . هؤلاء لا جهة تحميهم من ما يجري في ليبيا خاصة بعد ان ترددت أنباء عن اشتراك مرتزقة افارقة في القتال هناك . وفي حالة كحالة ليبيا لايفرق المواطن الثائر لكرامته بين الوافدين وهذا ما قاله المواطن السوداني احمد محمد علي الذي نجا بأعجوبة من موت محقق إثر تلقيه ضربة ساطور وجهها اليه أحد الليبين وهو على متن سيارة بوكس كانت تتوجه بهم الى منفذ السلوم المصري . المواطن الإريتري هو الوحيد في هذه البسيطة الذي لا يستطيع التوجه لسفارته عند حدوث الأزمات وذلك أولا انها لاتقدم له الحماية المطلوبة ، فهي لاتزال مكتب للجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ، وثانيا خوفا من ترحيلة إلى بلاده التي فر منها بجلده .نناشد سفارات الدول العربية وخاصة السفارة السودانية بتقديم العون للإريتريين في ليبيا لأن السودان هو بلد كل الإريترين الثاني على مر العصور .كما نناشد مكتب المندوب السامي لشؤون اللاجئين ان يعمل كل ما من شأنه سلامة وأمن هؤلاء .* نشر في صفحة نافذة على القرن الافريقي- صحيفة الوطن السودانية -4 مارس2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى