مقالات

مفاتيح : جمال همد *

10-Apr-2010

المركز

في ثمانينات القرن الماضي ، وبعد انهيار جبهة التحرير الاريترية حدث تحول كبير في الساحة الاريترية المقاومة للاستعمار الاثيوبي آنذاك . تحول مأساوي دفع ثمنه كل الشعب الاريتري وكل القوى المحبة للسلام والديمقراطية وجميع جيران واصدقاء اريتريا . واستطاعت القيادة المتنفذة للجبهة الشعبية المنافس التقليدي والقوي للتنظيم المنهار توجيه دفة الأمر والمستقبل الى الجهة التي تريد ، وها نحن نحصد الحصرم بما في ذلك قواعد شعبية وكوادرو قيادات تاريخية للجبهة الشعبية .

وعندما رحل وبشكل غامض الزعيم عثمان صالح سبي أحس الكثيرون باليتم وفقدان البوصلة ، وشكل غيابة فقدان حلقة مهمة من حلقات مقاومة النظام القائم في اسمرا .جبهة التحرير الاريترية التي تكالبت عليها قوى داخلية وأقليمية ودولية وأدت بها الى النتيجة المعروفة ! لعبت قيادتها المتنفذة دورا كبيرا في لف الجبل حول التنظيم ، وضربت بمقدرات شعب ونضالاته عرض الحائط ، عندما انخرطت في صراعات( شمسونية ) نفذت منها الجبهة الشعبية لتصرعها مرة وللأبد .وعثمان صالح سبي الذي حاول بناء تنظيم فضفاض ( لدغ من جحر مرتين ) مرة عندما تحالف مع الشيطان ومرة عندما جمع قوى متنافرة في ماعون كبير ولم يستطع السيطرة عليها ومن بعده المرحوم البرج ، ونتيجته كانت أختراق التنظيم من قمته الى أخمص قدميه ، وتشتيت قدراته والهاء قياداته في صراعات غرائبية ، قبلية حينا وطائفية حينا و( ايدولوجية ) احيانا .والخطأ يتكرر مرات ومرات … بحلول الشهر الماضي (مارس ) 2010م يكون التحالف قد أكمل عامه الحادي عشر، ولم يهز شعرة واحدة في النظام ! الأسباب كثيرة ومتعددة ومتشابكة ، المساحة لا تتسع لطرحها ، الا انه من الضروري الإشارة إلى أن واحدة من امراض القيادات الاريترية السابقة واللاحقة وتتسبب دائما في اعاقة الحركة وهي الدخول في صراعات( شمسونية ) وشخصنة الخلافات والتربص بالآخر وصرعه … وانتصارات وهمية … وصرف الذهن المجهد اصلا في حياكة مؤامرات …. الخوالتحالف الذي يفترض انه يعد لمؤتمر يناقش قضايا مصيرية ومهمة ومن أجلها يكون لجنة تحضيرية يرتكب عدة اخطاء مركبة وفي وقت واحد . يبعد هذا وينتصر لهذا ويحابي هذا ويتصارع في وهم … الخ ، يضيع الوقت دون ادني احساس به .وتتكرر المأساة مرات ومرات .مؤتمر او ملتقى حوار داخلي ..( ويا ابوزيد كأنك ما غزيت )وحتى لانكرر المأساة نرجو الاطلاع على تجارب مماثلة ، ارجو الاسراع بعقد مؤتمر التحالف ورسم صورة واضحة لمؤتمر الحوار ،واعادة النظر في تشكيل اللجنة التحضيرية . وقبل هذا وذاك التحالف نفسه يجب ان يحل مشاكله الصغير والمذمنة حتى يكون قادرا ومؤهلا لحل قضايا الوطن . * نشرت في صفحة نافذة على القرن الافريقي – صحيفة الوطن السودانية -9ابريل2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى