مقالات

وداعاً سليمان العيسى : أبو بكر كهال

10-Aug-2013

عدوليس

غيب الموت يوم أمس الجمعة 8 أغسطس في دمشق الشاعر العربي السوري الكبير سليمان العيسى عن عمر ناهز الـ 92 عاما . وكان الفقيد من طلائع الشعراء العرب الذين ربطوا قصائدهم وعطائهم الأدبي بقضايا الإنسان وقضايا التحرر الوطني عامة .

وضمن هذا الإلتزام بقضايا الحق والعدل إنحاز الشاعر سليمان العيسى ومنذ تفجر الكفاح المسلح إلى قضية الشعب الإرتري معلناً إلتزامه بها و منافحا عن أحقية الشعب الإرتري في العيش بكرامة فوق أرض بلاده . لقد ترجم الراحل هذا الموقف الإنساني النضالى عبر العديد من أشعاره التى تغنت بنضالات الشعب وبطولات المقاتل الإرتري . وإيمانه العمق بإنتصار أصحاب القضية على ترسانة الإثم والعدوان الإثيوبية .
وكانت قصائده المغناة تردد في كل مناسبة من مناسباتنا الوطنية سواء في الأراضي المحررة ، أو حيث تواجد أبنا إرتريا في بلدان المهجر . ولقد ذكر لي الأستاذ الشاعر عبد القادر ميكال أنه هو من لحن وأدى انشودة العيسى الرائعة ” إرتريا يا موطني يا غابة القمر ” عندما كان في الفرقة الوطنية لجبهة تحرير إرتريا . بينما غنى الفنان الكبير أبرار عثمان ، أنشودة الرائعة الأخرى ” مليشيا الشعب ” عام 79.
وقد حرصت أدبيات الثورة الإرترية كافة سيما في السبعينات من القرن المنصرم على إظهار تلك القصائد و نشرها على أوسع نطاق . ويعد العيسى الذي يعرف بشاعر الطفولة أبرز من وقف مع قضيتنا العادلة بالكلمة الشعرية لجانب شعراء آخرين اطال الله في أعمارهم ، مثل الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم وشعراء الجارة الشقيقة السودان وغيرهم . لقد مثل هذا الدعم المعنوي والأدبي الذي حظيت به نضالات شعبنا العادلة من قبل الشعراء والكتاب العرب إحدى الصور الرائعة للتكامل الذي يجمعنا مع محيطنا العربي والذي دعم قضيتنا بثبات وإصرار .
فإلى جنات الخلد الشاعر الخالد سليمان العيسى وسستظل ذكراك تغذي فينا ذلك الحب الذي نكنه لك ولكلماتك التى واكبت بالتاييد حقوقنا العادلة وقت الشدة وحين عز الصديق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى