أخبار

زيارة كونفيدرالية العمال الإريترية للخرطوم ..خفايا وأسرار

28-Nov-2010

المركز

تقرير إخباري:عدوليس
قبيل إنتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك بقليل زار وفد عمالي إريتري يمثل الكنفدرالية الوطنية لعمال إريتريا برئاسة أمينه العام ، وذلك لإعلان دعمه ومساندته للسودان ضد المخططات التي تستهدف أمنه ووحدته حسب تصريحات امين عام الكنفدرالية السيد تخستي باري وذلك خلال لقائه مع البروفسيورغندور الأمين العام لإتحاد نقابات السودان .

هذا ظاهر أهداف الزيارة التي تجاهلتها معظم وسائل الإعلام السودانية ، أما باطن أهداف الزيارة فيتمثل في إستجداء دعم عمال السودان وشخص أمينة غندور لتقديم المساندة لتمثيل عمال إريتريا في إتحاد نقابات العمال العرب بدلا اتحاد نقابات عمال إرتريا المعارض برئاسة محمدعلي الفقيه والذي يحتفظ بعضوية الإتحاد العمال لنقابات العمال العرب منذ عقود.، كما وان عضويته لها عدة عقود . ولم يتسرب أي شيء يذكر حول ما إذا كانت الكنفدرالية قد نجحت في ذلك أم لا ؟ ومن المعروف أن الطلب يحتاج لموافقة عدد من الإتحادات الأساسية ذات الوزن الثقيل في الإتحاد نقابات العمال العرب . وكانت قد جرت محاولة سابقة قبل عدة سنوات واصطدمت بعدد من العراقيل منها رفض بعض الإتحادات التي لا تتمتع بعلاقات جيدة مع اريتريا أو لها شكوك حول الدور الإريتري في المنطقة ، خاصة وان الأخيرة لا تترك سانحة إلا وتقلل فيها من الدور العربي في دعم الشعب الإريتري إبان فترة الكفاح المسلح ، كما أنها رفضت الانضمام لجامعة الدول العربية . وقد اقترحت بعض قيادات الإتحاد وخاصة ليبيا ان يجلس الإتحادين ويصلا إلى صيغة مشتركة إلا أن رفض الحكومة إريترية أطاح بالإقتراح وتم تجميد الموضوع . ويأتي الطلب الإريتري لعضوية الإتحاد الدولي متزامنا مع التفات إريتريا الرسمية لمحيطها العربي بعد أن ضيق المجتمع الدولي الخناق عليها وترك القرار 1907 معلقا كما حبل المشنقة .والخراب الذي لحق بعلاقاتها بالدول الإفريقية بعد تفجيرات كمبالا ودورها في الملف الصومالي . والحكومة الإريترية برعت خلال السنوات الماضية في اقتناص الفرص بجدارة تحسد عليها باستخدام الإبتزاز السياسي ( السودان واليمن نموذجا ) وهذا ما عزز قناعتها بصحة هكذا سياسية . وتحرك الآن عدة ملفات متشابكة وبآن معا لإبتزاز الخرطوم ، فمن جهة رافق الوفد العمالي الإريتري إبراهيم إدريس مسؤول ملف المعارضة السودانية والمساعد الأساسي ليماني قبرآب وذلك لإنجاز عدد من المهام منها لملمة القيادات الميدانية التي خرجت من ( المولد بدون حمص ) وتستقبل شوارع الخرطوم وبورتسودان وكسلا ، وكذلك الشباب المغبون الذين كانوا يحلمون بتغييرات كبيرة في قسمتي السلطة والثروة برادكالية رومانسية إذا صح التوصيف ، بجانب خلق تفاهمات بين أقطاب جبهة الشرق بعد ان فشلت كل محاولاتها لمنع انعقاد مؤتمر الكويت الذي سيلتئم في الاسبوع الاول من ديسمبر القادم . وإدريس إبراهيم ألتحق أيام الكفاح المسلح بالقوات البحرية وبتحصيل أكاديمي لم يتجاوز السادس الإبتدائي ، ثم السائق الخاص لسكرتير الجبهة الشعبية للديمقراطية والعداله ، ثم مسؤولا لبعض المهام الخاصة داخل المكتب إلى أن أصبح منسقا للمعارضة السودانية ومسؤول ميداني عن جبهة الشرق أمام يماني قبرآب وعبد الله جابر، وعضو اللجنة الأمنية العليا بين الخرطوم وأسمرا . يأتي ذلك مترافقا مع طلب لازال يبحث أمام القيادة الإريترية بالسماح لقيادي دارفوري كبير بالعودة إلى أسمرا وهو في انتظار الموافقة في جوبا ولا يستبعد أن يرفض طلبه خاصة وأن التفكير الآن يتجه لخلق جبهة عريضة للحركات المسلحة في دارفور لكي تدفع الخرطوم وبعض عواصم المنطقة ثمن إبعاد إريتريا عن ملفات السودان المنتهكة إقليميا ودوليا ! .خاصة وان أسمرا لا تنظر بعين الرضا الدور الإثيوبي في السودان . هذا القائد الدارفوري والذي يحمل جواز سفر اوروبي كان قد رفض الإنصياع الى رغبة إريترية بتكوين تحالف تحت مسمى جبهة الخلاص في 2007م وعقدت إجتماعات مكثفة لهذا الغرض في فندق يبعد حوالي 35 كيلو على ظريق مندفرا اسمرا . يذكر هنا ان الحركات الدافورية تتخذ لها عدة معسكرات بعضها قريب جدا من شرق السودان وخاصة في اقليم القاش بركا ، كما تفيد بعض التقارير ان معسكرات ومقرات جديدة اضيفت منها معسكر ( حسمت ) جنوب قرورة الإريترية وبالقرب من منطقة( مهميمت ) كما ان القيادات العسكرية الميدانية العليا تتخذ من داخل مشروع على قدر الزراعي مقرا لها لاعتبارات أهمها ان المنطقة تستقبل بوضوح اتصالات الشركات العاملة في السودان ( زين وسوداني وأم تي إن ) . خلاصة القول ما هو الدور المنتظر للجارة الصغرى إريتريا تجاه السودان ؟ هل هي فعلا تعمل في سبيل المساهمة لحلحلة قضاياه أم الاستفادة القصوى في تعزيز دورها تجاه السودان وأوضاع دول القرن الإفريقي ؟ الإجابة على السؤال ليس بالأمر الصعب ولكن فلننتظر ونرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى