حوارات

حوار مع رئيس حزب الوطن الديمقراطي الارتري الدكتور أحمد صالح

في أكتوبر 2019 اختتم حزب الوطن الديمقراطي الارتري مؤتمره العام السادس الذي اتخذ فيه قرارات غير مسبوقة في الساحة السياسية الارترية حيث تمثلت في تحول الحزب من حزب أيديولوجي شامل تقتصر عضويته على المسلمين الارتريين إلى حزب عابر للايدولوجيا ومفتوح لكل الارتريين وفق اللوائح الناظمة، ومتخصص فقط في العمل السياسي مع تركه لعضويته حرية العمل في المجالات الأخرى سواء كأفراد أو مؤسسات مجتمع مدني، كما أنه أعلن عن تخليه عن العمل المسلح واختار أن يعمل على إسقاط النظام بالوسائل السلمية، هذه التغييرات أحدثت حراكاً كبيراً في الساحة السياسية الارترية حاكمة ومعارضة رافضة ومؤيدة مشككة ومتقبلة. 

بعد مرور عامين على المؤتمر العام السادس، تحاور مجلة حادي رئيس حزب الوطن الديمقراطي الارتري، وتحمل إليه أسئلة وهموم الشارع الارتري بغية الوقوف على التطورات التي أحدثها الحزب سواء في إطاره الداخلي، أو في علاقاته الخارجية مع المعارضة الارترية أو مع أصدقاء النضال الارتري، ولمعرفة المواقف السياسية للحزب من مختلف الأحداث والتطورات في المنطقة. 

فإلى نص الحوار: 

كيف تقيمون تجربة التغيير الذي أحدثه المؤتمر على صعيد الحزب والساحة؟ 

طبيعة المرحلة وحالة التطور ومستوى النضج التي وصلها الحزب كانت تقتضي هذا التغيير، وأستطيع القول إنه جاء في وقته ومنح الحزب مرونة أكبر للعمل وسهولة في المبادرات، وأضاف مفهوما جديداً في السياسة الإرترية، وهو تنازل حزب سياسي عن أيدلوجيته التي لازال البعض يشكك فيها ويظنه اتخذها تكتيكاً مرحلياً لا يلبث أن يعود إليها، لأنه لم يكن مألوفاً، ولكنه بالنسبة لنا تنطلق من قناعة، وصدقنا فيه مع شعبنا للتقريب وتوحيد الجهود وإزالة الحواجز، وكذلك ترك الوسيلة التي ظلت تتنقل في غالب برامج قوى التغيير وهي التغيير عبر الوسيلة العسكرية التي ظلت الوسيلة الوحيدة التي يظنها الشعب المقبولة 

والفاعلة في ظل نظام لا يحترم سواها، ولكونها من أمّن له الحق وضمِن التحرير وحقق الاستقلال دون النظر إلى تغير الأحوال والخصوم. 

توقعت النخب السياسية الارترية أن التجديد في الحزب يستتبع بالضرورة الدفع بمبادرات على المستوى الوطني أو الإقليمي المتشابك، ما هي أهم مبادرات الحزب بعد المؤتمر؟ 

صحيح لم تكن بتلك الكثافة التي كانت تقتضيها المرحلة، وتأثرت بلا شك بالظروف التي طالت العالم، من تقييد للحركة وضيق للفرص لانشغال العالم أكثر بظروف محلية، وانكفاء الدول إلى قضاياها الداخلية بسبب جائحة فايروس كورونا التي طالت العالم، ومع ذلك كانت ثمة مبادرات أهمها المبادرة التي توجت بتأسيس الائتلاف الوطني الديمقراطي الإرتري لثلاثة تنظيمات إرترية، وإدارة حوارات مع أغلب الأحزاب والتنظيمات القائمة في ساحة النضال والمقاومة؛ بغرض تقريب وجهات النظر وخلق ظروف مواتية للعمل المشترك بين قوى المعارضة وتوجيه كل طاقتها ضد النظام المستبد لتغييره. كما تواصلنا مع بعض الدول والأحزاب الصديقة مع أنها هي الأخرى تأثرت بحالة القيد في الحركة. 

كان رهانكم على قرب سقوط النظام بعامل الزمن، وعلى استقطاب جماهير حزب الكنبة واجتذاب الشباب غير المنتمي بمجرد إعلانكم عن مقررات مؤتمركم بدليل ظهوركم الكثيف على مواقع التواصل الاجتماعي، ولما لم يحدث التفاعل تراجع ظهوركم؟ 

لاشك أن كل الشارع الإرتري تتملكه حالة من الغضب من هذا النظام الذي قضى على أحلامه وبكلياته مهيأ الآن للانخراط في أي عمل يسعى للتغيير، ولكن القدرة الاستيعابية للتنظيمات وفرص الحركة قد تقلصت خاصة في دول الجوار التي بها وجود كثيف للشعب الإرتري؛ وذلك لانشغالها بظروفها الخاصة ثم جاءت جائحة الكورونا لتقييد الحركة أكثر، وتنظيمنا لم يفتح في الأصل بابا للعضوية حتى الآن وانشغل بترتيبات وضعه الداخلي للعضوية الموجودة أولا لتقوم هي باستيعاب العضوية الجديدة، واستعضنا عن ذلك بتعزيز الشراكات مع التنظيمات القائمة، فطالما الشارع مهيئاً، فإن ما نحتاج إليه فقط هو مساعدته بإيجاد مؤسسات وتعزيزها؛ لهذا تواصلنا مع القوى السياسية والمدنية على السواء ولازال النشاط مستمراً. 

لم يُحدث حادي أي اختراق في خلق حلفاء محليا أو دوليا بالرغم من الفرص فهل يعزى ذلك إلى غياب الكاريزما في القيادة؟ أم إلى ضعف الخطاب؟ أم إلى غياب الرؤية؟ 

ليس صحيحا القول أن الحزب لم يكسب حليفا على إطلاقه ولكنه ربما لم يأت الوقت المناسب للحديث عنها، ويفضل العمل ضمن الإطار العام لكون الحزب يؤمن بالشراكات ولا يعمل لوحده وإنما يكرس جهده للإطار العام للمقاومة عبر المجلس الوطني إدراكا لطبيعة المرحلة التي تتطلب تجميع كل الطاقات من أجل تقصير أمد معاناة شعبنا وتحقيق تطلعاته؛ ولهذا تواصلنا مع بعض الأصدقاء نتوقع ظهور ثمارها قريباً. 

فقد الحزب بريقه فانصرف عنه العديد من الكادر لينضم إلى حزب الكنبة ( الرصيف )، فضلاً عن العجز المشهود في استقطاب النخب بعد التغيير أو استمالة الجماهير ما قولكم؟ 

يندهش المرء من مثل هذا الزعم والنتيجة لكونه حتى الآن لم يصل إلى علمي نفرٌ قد انصرف عن الحزب، بالرغم من قناعتي من أن قطار النضال من الطبيعي أن يصعد فيه الناس وينزلوا من أي المحطات شاءوا بحيث يؤدي كل فرد دوره، وعلى من يزعم ذلك أن يثبته. أما الكسب الجديد كما أسلفت لم يفتح الحزب باب العضوية لأسباب أهمها الانشغال بالترتيبات الداخلية وقيود الحركة التي فرضتها جائحة كرونا التي حالت دون الاتصال المباشر بالجماهير. 

الأزمة الإثيوبية خلقت حالة حراك محموم لم يبرز حزبكم خلالها وقد تصدر المشهد أشخاص وأحزاب وقيادات لم يكن لها الثقل الذي كان لكم فأين أنتم؟ وما موقف الحزب من هذه الحرب؟ 

بالعكس، فقد كان الحزب أول من أصدر تصريحاً يبين فيه موقفه من الحرب حيث رفضنا الحرب لضررها المعلوم، ودعونا الأطراف للجنوح للحل السلمي وأن يمارس المجتمع الدولي ضغطه على كل الأطراف للاستجابة لحل المشكلة سلميا، وحذرنا النظام من الاصطفاف مع أي من أطراف النزاع وإقحام أبناء شعبنا فيها لكونها داخلية، ومن ثم بعد ذلك رأينا أن يكون الدور عبر المظلة الكبيرة وهو المجلس الوطني فتركنا اتخاذ المواقف الفردية لصالح المظلة الجامعة بالإضافة إلى المنسقية التي تضم باقي التنظيمات خارج المجلس لتعزيز العمل المشترك بدلاً من التصرفات الفردية للأحزاب طالما الهدف واحد. 

في بيانكم أدنتم دخول الجيش الإرتري في هذه الحرب، لكن لماذا لم تعلنوا وقوفكم الواضح مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي؟ مع أنها وقفت مع حق الشعب الارتري في الاستقلال، ودعمت المعارضة الإرترية حين كانت في السلطة، وبالمقابل فإن أبي أحمد في حلف أسياس أفورقي. 

في الحقيقة نحن أدنا تدخل النظام في الحرب لكونها شأن داخلي لأثيوبيا وهم قادرون على حلها، في الوقت الذي طالبنا فيه أطراف النزاع في أثيوبيا إلى التعقل وحل الخلاف سلمياً بالحوار والتفاهم واللجوء إلى المؤسسات القائمة لكون أثيوبيا تملك على الأقل مؤسسات منتخبة في انتخابات منتظمة، فإذا ما رفضنا اصطفاف النظام مع أحد الأطراف ما كان لنا أن نبيحه لأنفسنا ونتدخل في الشؤون الداخلية للشعب الإثيوبي! وهو أقدر منا على حل مشاكله، مع إدانتنا الكاملة للمساس بحقوق الشعوب التي لم تكن طرفا في الحرب وتعاطفنا مع الذين تضرروا وإقرارنا بالمصالح المشتركة التي تشدنا إلى بعضنا كشعوب متجاورة. 

بدأت تظهر أصوات ارترية عالية الضجيج تطالب بقيام دولة ” تيغراي تيغرينية” فهل هذه الأصوات سيكون لها تأثير على مستقبل سيادة ارتريا؟ 

إن من ينادي ببناء دولة تيغراي تيغرينة ينكر صراحة الكيان الإرتري الذي جاء بمهج ودماء وأشلاء الشعب الإرتري كله، فلا يمكن وصف ذلك بحرية التعبير، وإنما يمكن أن يرقى إلى مستوى الخيانة الوطنية، مع إقرارنا بحق أي إرتري في أن يعبر عن رأيه في طريقة حكمها أما أن يدعو لمحوها من الوجود فغير مقبول ولا أتصوره إلا من أحلام العصافير التي تصدر ممن تملكته حالة من العجز والإحباط فطفق يهرف بما لا يعي، لذا فإن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا بإرادة الشعب الإرتري بكامل وعيه وعبر مؤسساته الشرعية. 

الحزب يتبنى إسقاط النظام كما هو واضح في مواثيقه وأدبياته، ولكن قادته يتحرجون من الوقوف مع جبهة التيغراي وهي الجهة الجادة في السعي لإسقاط النظام فبماذا تفسرون ذلك؟ 

قناعتنا التي لا يتطرق إليها الشك أن إسقاط النظام هي مسؤولية الشعب الإرتري وهو قادر وله خبرة كافية في انتزاع حقه بنضاله وإرادته، وقد فعلها من قبل دون نصير حيث انتزع حقه من أعتى قوة تفوقه عدداً وعدة، فلا دولة أو حزب أو جهة خارجية يسمح لها التدخل في شأنه وهو قادر على التغيير وتصحيح 

الوضع بنفسه، لهذا لا نقبل بأي تدخل خارجي أيا كان نوعه ومقصده. نحن نتمنى للشعب التيغراوي الاستقرار والسلام، ولكننا لسنا في حاجة للاستعانة بالآخرين مع إقرارنا بوجود أصدقاء وقفوا ويقفون مع الشعب الإرتري وكان دورهم مقدرا في تقوية ومساندة نضالنا ضد العدو الإثيوبي، واليوم عانى بعضهم من تصرفات النظام الطائشة ولهم مصلحة في زواله، ولكن شعبنا لا يسمح ولا يقر باستعارة قوى أخرى لتعمل على إسقاط نظامه وفي ذلك إساءة بالغة له، ولكنه لا يرفض السند المادي والمعنوي من الأصدقاء دون تدخل في شأنه الداخلي. 

تخلى الحزب في مؤتمره الأخير عن خيار العمل المسلح وسيلة لإسقاط النظام، فهل هذا كان استشرافاً لما سيؤول عليه الوضع الإثيوبي المحتضن للعمل المسلح؟ أم هو خوف من تبعات العمل العسكري؟ 

لقد كان العمل العسكري من قبل اضطرارياً لتعنت النظام لحمله للاستجابة للحوار، ولكنه طغى على الخيارات الأخرى وحرمنا التفكير في إيجاد بدائل أخرى، وكان النظام يومها قويا كما كنا كذلك أقوياء مع غيرنا من القوى التي حملت السلاح لحمل النظام على الحوار، وكان يحظى النظام بتأييد مقدر كما المعارضة أيضاً، أما اليوم، فقد تغيرت الظروف وضعف النظام وانداحت قاعدة المعارضة بسبب ممارسات الظلم التي طالت كل الشعب دون تمييز، فقويت استعداداته للتغيير ولكن جهوده مبعثرة تحتاج لقيادة تجمع شتاتها والتفكير في آليات لا ترغم معارضة الداخل على الاضطرار للعمل مع النظام، لهذا أردنا أن لا نكلف الشعب المنهك مزيداً من المعاناة؛ فرأينا أن تقوية المقاومة في الخارج هي السبيل لمنح معارضة الداخل الثقة وتشبيك علاقاتها معها لتتكامل جهودها وتتولد الثقة ويتعذر هذا في ظل ظروف المواجهة المسلحة، وهذا التشتت الذي يتطلب التجميع والتحشيد بطرق أخرى لهذا جنحنا بمنح الفرصة للخيارات الأخرى في هذه المرحلة الدقيقة. 

تحالف الضعفاء يفرز كيانا أضعف وهو وصف يطلق على المجلس الوطني، لماذا تعولون دائما على تجريب المجرب رغم انعدام النتائج، ولم تكن لكم جرأة على اجتراح حلول خارج الصندوق تتناسب وحجم التغيير الذي أقدمتم عليه ؟ 

بالعكس تراص الضعفاء واتحادهم يمنحهم القوة والحكمة القديمة تقول ” تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقنا تكسرت آحادا”، فقد ابتليت ساحة المعارضة بحالات من التشظي التي أوصلت قواها السياسية والمدنية لأعداد 

كبيرة لسبب أو آخر، لأن حالة الغبن والغضب تمددت على كامل ساحة الشعب الإرتري التي جعلتها تتجاوب مع كل مبادرة جديدة حتى تثبت عدم جدواها، فتنصرف لأخرى جديدة حيث لا توجد كوابح قانونية أو مؤسساتية أو خبرة تعصم شعبنا من تمييز العمل الناجح الجاد من غيره وهذا أضعفها عن لعبها الدور المطلوب، لهذا رأينا البدء بالحوارات البينية مع بعض القوى للتقليص التدريجي للكيانات والعمل على تدامجها بما يحقق قوتها وتقليص عددها، ونظن أن مبادرتنا ستلعب دورا تشجيعيا في تكتيل القوى السياسية والمدنية في كيانات أقل، وترسخ القناعة في العمل المشترك بدلاً عن هذه التشتت الذي أقعدها، وتعزز التنافس الإيجابي في تقديم الأفضل وترقية روح التسامح بين القوى العاملة للتغيير. 

أعلنتم عن ائتلاف ثلاثي مع تنظميات أعضاء في المجلس الوطني فماهو المغزى، ألا ترون في ذلك إضعافاً لدوره ؟ والساحة شهدت العديد من التجارب في هذا الاتجاه، وحدة ثلاثية وثنائية، وخضتم في الماضي تجارب مشابهة الجبهة المتحدة وتجربة التضامن، فماهو المختلف في خطوة اليوم؟ وما هي المعايير التي جعلت الائتلاف ثلاثياً فقط دون بقية التنظيمات؟ ثم بينكم والتنظيمات المشكلة للائتلاف تباين في اعتماد وسائل إسقاط النظام كيف تنظرون لذلك؟ 

بالعكس، بتدامج التنظيمات سيقوى المجلس، وما يمتاز به الائتلاف أنه في غايته الأخيرة سائر إلى وحدة اندماجية، ولكننا لجأنا للاستهلال بالتنسيق لمزيد من بناء الثقة عبر العمل المشترك وفي كل المستويات وليس فقط على المستوى القيادي الفوقي؛ حتى نجعل الجماهير التي ذاقت حلاوة العمل معاً وفاعليته تكون خير معين في ترجمة الهدف الذي قام من أجله الائتلاف. أما لماذا ثلاثة تنظيمات وليس أكثر فإنه في الحقيقة قضية الحوار بدأت مع عدد أكبر ولكن بعضها انشغل بترتيباته الداخلية مثل عقد المؤتمرات منعه من المضي قدما معنا مع قناعته بالمبادرة، والبعض الآخر آثر الاستمرار في إطار التنسيق الذي يحققه المجلس الوطني كمظلة أكبر. أما اختلاف التنظيمات المكونة للائتلاف في بعض وسائل التغيير فإن ذلك لم يكن حائلا دون الاستمرار في الحوار والوصول إلى هذه الخطوة طالما التقت رؤاهم في كل الأهداف و الوسائل إلا الوسيلة العسكرية التي يمكن معالجتها خلال مرحلة التنسيق وعبر المؤتمرات الخاصة. 

أعلنتم الدخول في تنسيق شامل بين ثلاثة فصائل ارترية ما هي الأسس التي بني عليها هذا الاتفاق؟ وما هي المراحل التي سيمر بها هذا التنسيق؟ وهل هذا الاتفاق قابل لدخول تنظيمات أخرى فيه؟ 

بني على أسس منثورة في خارطة الطريق التي توافقنا عليها وجاءت عبر حوار امتد لعام وبضعة أشهر، ومن أهمها التلاقي في طرق التغيير ونهج الحكم الذي ننشده في إرتريا المستقبل، وأسلوب معالجة القضايا التي ولدها نظام الحكم الحالي المستبد في قضايا الأرض واللاجئين والحريات العامة وغيرها من خلق دولة المواطنة وسيادة القانون، وكيفية إعداد الدستور كسيد للقوانين. أما التنسيق الشامل فمدته عام مقسمة على ثلاثة مراحل بحيث تخضع للتقييم كل أربعة أشهر، فإذا ما بلغنا درجة من الثقة التي تدفعنا لتقصير أمدها فلن نتردد للاستجابة لتطلعات جماهيرنا في الترتيب العاجل للمؤتمر التوحيدي. والباب بطبيعة الحال مفتوح لكل من يقتنع بمآل الخطوة وهي الوحدة الاندماجية من القوى السياسية والمدنية الأخرى. 

ما الفرق بين هذا التنسيق؟ والتنسيق الجماعي داخل المجلس الوطني؟ وما تأثيره على التوافق القائم داخل المجلس الوطني؟ 

التنسيق في المجلس الوطني يظل فيه التنظيم السياسي والمدني مستقلا في بعض مواقفه الدقيقة وشخوصه وإنما يلتقي في بعض المواقف العامة والعمل بالحد الأدنى من البرامج المشتركة، أما الائتلاف فهو في غايته النهائية يسعى للاندماج وتكوين كيان واحد. ولا نتوقع أن يؤثر على التوافق القائم بين مكونات المجلس سلباً بل نتوقعه أن يكون ايجابيا بتشجيع التنظيمات ذات البرامج المتشابهة للوحدة كحق يكفله ويشجعه النظام الأساسي للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي في المادة ” 59″. 

هناك حديث في الأوساط الإرترية بأن أغلب دول الجوار قد وصلت إلى اتفاق للعمل بشكل منسق على إسقاط نظام اسياس أفورقي فما حقيقة هذا الحديث؟ وهل أنتم تؤيدون إسقاط النظام عبر تدخل خارجي؟ 

مشاغبات النظام وإثارة الحروب لم تترك له صديقا في الإقليم سوى أنفارا في دولة أو حلفا مؤقتا ومرغما مثل ما هو حادث مع أثيوبيا، والجميع بلا شك تأذّى من تصرفاته ليس أقلها النزيف الحادث للقوى الحية من الشباب بل كل الأعمار من الشعب الإرتري؛ لهذا كان طبيعيا أن تُغضبهم هذه الأعمال ويبحثون عن 

البديل، ولكن حالة التردد من الإقدام على الفعل قائمة، والمعارضة بتشظياتها وأعدادها الكبيرة التي أضعفتها أسهمت في هذا التردد لهذا يلزم المعارضة المبادرة لتقوية نفسها، وفي هذا الإطار جاءت مبادرة الائتلاف، أما مسؤولية النضال من أجل إسقاط النظام هي مسؤولية الشعب الإرتري وحده الذي لا يقبل أي تدخل خارجي، وما ننشده فقط هو مساندة أصدقائنا بالدعم المعنوي والمادي كما كان دأبهم إبان مرحلة الكفاح المسلح. 

هل تملك المعارضة الارترية الجاهزية لتشكيل البديل المقنع في حالة سقوط نظام أسياس أفورقي؟ 

بلا شك هي جاهزة بمساندة كل الشعب الإرتري الذي يملك اليوم مقومات مادية وعلمية وخبرات عملية في الداخل والخارج بشكل أفضل قادرة على إدارة وبناء إرتريا، والنظام في الأصل لا يقدم شيئا سوى القمع وإثارة الحروب وإقحام شعبنا فيها للتغطية على فشله وعجزه. 

السيد الرئيس في ختام هذه اللقاء هل من كلمة أخيرة؟ 

ثمة كلمة أخيرة يمكن قولها هي لشعبنا في الداخل أن يصمد ويصبر ويناضل بالوسائل الممكنة وعدم ترك البلاد، وكذلك الشباب أن ينقذوا شعبهم من براثن النظام المستبد الفاشل الذي أساء إلى شعبنا ووطننا بالانخراط في المقاومة ودعمها وتقويم اعوجاجها، ولعضويتنا بصفة خاصة مسؤولية أكبر في هذه المرحلة لمضاعفة جهدهم لتخليص شعبنا من معاناته بأسرع ما أمكن.

أجرى الحوار مجلة حادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى