حوارات

في حوار زاوج بين الماضي والحاضر، الأستاذ سيد أحمد خليفه: نظام أسمرا سوف يتغير لأنه ضد طبيعة الأشياء

4-Jul-2006

المركز

حاوره في الخرطوم : جمال عثمان همد هو واحد من الذين رافقوا مسيرة نضال الشعب الإرتري منذ منتصف ستينيات القرن الماضي ، تفاعل مع أحداثه وانفعل به ، وساهم في صناعة بعضها ، و كان مقرباً وصديقاً للزعيم الإرتري الراحل عثمان صالح سبي ، وموقف الأستاذ الكبير والصحفي المخضرم لم ينطلق من موقف سياسي حزبي سرعان ما يتغير أو موقف ايدولوجي فكري معين بل موقف إنساني نبيل لذا استمر أخضراً ونقياً كما هو .

وعندما وقف مع الشعب الإرتري في ستينات القرن الماضي كان يقف مع شعب يناضل من أجل حريته وكرامته وانعتاقه من نير الإستعمار ويتناغم موقفه منذ مطلع التسعينات مع الموقف السابق ليقف أيضاً بصلابة مع حق الشعب الإريتري من أجل الحياة فوق الأرض لا تحتها ، ولكون الرجل مخزن أسرار الثورة فإن الحوار معه يحتاج لإعداد يتناسب وذلك كما ويحتاج لخبرة وحنكة ربما لا تتوفر لدينا بما يكفي ، توكلنا على العلي القدير وحملنا آلتنا وجلسنا إليه ، توزع الحديث بين التاريخ ووقائع الأمس وأحداث اليوم . مررنا مرور الكرام على تاريخه مع الثورة الإرترية وسجلنا مواقفه تجاه ما يجري في إريتريا خاصة والقرن الإفريقي على وجه العموم ، فهل وفقنا لذلك وفق تقدير القارئ بعد الإطلاع على الحوار .س1: أرجو أن تحدثنا عن بداية إرتباطكم بالثورة الإرترية ، وطبيعة الأجواء السياسية حينذاك في السودان ، وكيف إنعكس ذلك مع حركة الثورة ؟ ج/ كان ذلك في العام 1967م ، وكنت صحفيا يافعا ، وإتصل بي الأخ سيد أحمد محمد هاشم ومحمد نور أحمد وأحمد سويرا وآخرين من كانوا مسئولي جبهة التحرير الإرترية في السودان ، وكانوا نشطين في توزيع البيانات والمعلومات عن القضية الإرترية ، وكنا كسودانيين نسمع بوجود قضية إرتريا، ولكن بعد الإتصال وضعت مع غيري في الأجواء العامة والمظالم التي تعرض لها الشعب الإرتري ، وتم ترتيب زيارة لى للحدود الإرترية السودانية لرؤية أول فوج للآجئين والنازحين الذين فروا من الريف الإرتري هربا من هجمات الطيران الإثيوبي الذي دمر القرى ودفن الآبار في محاولة لإبادة هؤلاء السكان مما دفع بهؤلاء للنزوح إلى السودان ليشكلوا أول فوج من اللآجئين الإرتريين ، وعدت للخرطوم وكتبت حوالي 12 مقال عن تلك الرحلة مزودة بالصور ، وبعد فترة تم تحويل هذه المقالات لكتاب طبع في سوريا تحت عنوان (إريتريا جزائر الساحل الإفريقي) وكان عبارة عن مقاربة بين حالتي الإستعمار الإستيطاني في إريتريا والإستعمار الإستيطاني الفرنسي في الجزائر ،من هنا بدات العلاقة مع جبهة التحرير الإرترية .س2: كان للثورة الإرترية عدد كبير من المناصرين حينذاك في اوساط الصحفيين والمثقفين وأعضاء النقابات والأحزاب ، حدثنا عن هؤلاء ؟ج/ القوى التي كانت تؤيد القضية الإرترية في تلك الفترة منذ بداية الستينات ، بداية حرب التحرير المسلح كانت ممثلة في الإسلاميين – جبهة الميثاق الإسلامي والإتحاد الديمقراطي – المراغنة – بحكم وجودهم في إرتريا في بعض المناطق وكان على رأس هؤلاء الشيخ علي عبدالرحمن رحمه الله ومحمد جبارة العوض وصاحب صحيفة أكتوبر صالح محمودإسماعيل رحمه الله ، وكان هناك صحفي رحمه الله إسمه أحمد طيفور والكثيرين .. أما الأحزاب السودانية فنستطيع القول عنها الآتي : الحزب الشيوعي السوداني كان له رأى آخر في نضال جبهة التحرير ويعتقد بضرورة الحوار السياسي مع إثيوبيا والعمل التعبوي والتنموي داخل إرتريا ولم يكن مع الكفاح المسلح . وتقريبا كان هذا الرأى السوفيتي للقضية الإرترية ، هذا الرأي الروسي كان يؤثر على الحزب الشيوعي الذي كان مرتبطا مع الإستراتيجية السوفيتية العالمية آنذاك ـ، ولكن الحزب الشيوعي السوداني لم يكن ضد القضية الإرترية من حيث المبدأ ، حزب الأمة كانت له علاقات مميزة مع الإمبراطور هيلي سلاسي لذلك وقبل ظهور الصادق المهدي لم يكن له أى نوع من الحماس أو العلاقة ..إلى حوالي 1966م حيث ظهر الصادق المهدي وحاول أن يوازن بين العلاقة مع الإمبراطور وجبهة التحرير الإرترية ، ودرّج الموقف إلى أن حصل تفهم أوسع لحزب الأمة للقضية . عموما لم يكن العدد كبيرفي اوساط القوى السودانية المتعاطفة مع القضية الإرترية ، في الصحافة كان العدد أكبر ، ويمكن أن نذكر أحمد طيفور ومحمد أبو القاسم حاج حمد وشخصي وبعض الأسماء ..وهذا الأمر مردّه أن لإثيوبيا وضعها قوي في السودان أمنيا وإستخباراتيا …إلخ ،أيضا القضية الإرترية كانت تحبوا في رحم الحركة الدولية والإقليمية ، ولكن بعد ثورة أكتوبر أخذت القضية الإرترية مكانها الطبيعي في السودان ، وبدأنا نحن الصحفيين الشباب بحملة إعلامية مركزّة بالتعاون مع الإريتريين وإتّسع ذلك وأثمر على يد المرحوم عثمان صالح سبي ومن كان معه من المناضلين كمحمد سعيد ناود وسيد أحمد هاشم وأحمد سويرا ومحمد نور أحمد وأحمد محمد ناصر وعبدالله إدريس – ربنا يواليه بالعافية – وكثير من أبناء إرتريا المناضلين الذين ربطوا المجتمع السوداني بالقضية الإرترية . س3: ألّفتم ونشرتم عدد من الكتب التي تؤازر الشعب الإريتري وثورته ، ما هي دواعي تلك الإصدارات ؟ج/ الكتاب الأول كان (إريتريا جزائر الساحل الإفريقي)مقارنة بين الإستعمارين في إريتريا والجزائر كما أسلفت والكتاب الثاني هو (عارنا في إريتريا) وهو عبارة عن رد على مقالات كتبها الدكتور منصور خالد وزير خارجية السودان آنذاك وفيها ينكر وجود قضية إريترية وسمى جبهة التحرير بحركات (شفته) وقياداتها بأنهم مجموعة من قطّاع الطرق ، وقال بأن إريتريا جزء لايتجزء من إثيوبيا وكان يغازل إثيوبيا في تلك المرحلة للمساعدة في حل قضية الجنوب بقيادة جوزيف لاقو.. وكان غزلا يعبر عن درجة من الإنحلال وليس غزلا طبيعياً يصب في خانة العمل السياسي ..لأن نكران قضية عادلة لشعب فيها قرار دولي كان خطا كبير ، وفي الكتاب أيضا رصد للمواقف العربية ، وتوقّع لما حدث اليوم والتحذير منه لكي لاتصل عناصر معادية لعروبة وإسلام وإفريقية إرتريا وحرية الشعب الإريتري والعدل في البحر الحمر .. ونحن لا نقول بأن يكون بحر عرب ، ولكن ألاّ يكون بحر يهدد الآخرين بوجود إسرائيل فيه ، نبّهنا لكل ذلك ، ولكن الآن كما يقال ” الفاس وقعت في الراس” فقد وصل للسلطة في إريتريا من هو أقرب لأعداء إريتريا وأعداء المنطقة . وألّفت كتب ثالث إسمه ( التوصيات في الحبشة ) وصدر بعد سقوط هيلي سلاسي ووصول منغستو هيلي ماريام للسلطة في أديس أبابا ن وتوقّعت فيه أن تتحرر فيه القوميات في إثيوبيا كالأوغادين والتجراي والأرومو وكذلك تحرير إريتريا، وسميت إثيوبيا إمبراطورية المظالم وتحققت بعض هذه التنبؤات كتحرير إريتريا ، وتحقق حكم ذاتي للقوميات الإثيوبية ، وسيأتي اليوم الذي سيتحقق فيه الحكم الذاتي كاملا لهذه القوميات وهذا ما سميته بالسويات في إثيوبيا .س4: إرتبطتم بعلاقات خاصة بالزعيم عثمان صالح سبي وقوات التحريالشعبية ، أرجو أن تلقي لنا الأضواء على أبعاد هذا العلاقة ؟ج: أنا إرتبطت بالقضة الإرترية منذ أيام جبهة التحرير ، وعندما حدثت الإنقسامات يبدو أن البعض من هذه الفصائل حددت شكل علاقاتها مع الاخرين ، بينما إحتفظ عثمان بعلاقة الآخرين ليس بشخصيته ولكن مع القضية الإرترية ، فقد كان المرحوم عثمان يتّصل أين ما كان بالصحف والصحفيين ، يؤمهم بالتصريحات السياسية والبلاغات العسكرية ، وأنا كصحفي أحتاج للمادة الإعلامية ، لذلك الآخرين هم الذين حددوا المواقف وصنفوا هذا معنا وهذا ضدنا وهذا رجعي وهذا تقدمي ، أنا شخصيا ظللت أخدم القضية الإرترية بشكل قومي ودون ميل ولكن عن طريق معلومات يوفرها الأخ عثمان صالح سبي وقوات التحرير الشعبية ، حتى أسياس أفورقي الحاكم الآن في أسمرا عندما كان قائدا في الميدان مع عثمان كنت على أفضل الصلات معه وكنّا نساعد في نشرالبلاغات العسكرية ونشر التحقيقات باسم الشعب الإريتري وليس بإسم فصيل .. كان عثمان سبي يرعى هذه العلاقات والآخرين أهملوا ذلك . وخدمة القضية الإرترية ظلّت العلاقات مع عثمان كما هي طيبة كذلك مع الأخ أحمد ناصر و عبدالله إدريس ، وكنت أرى دائما إن التمزقات والتشرذمات في الساحة الإرترية ستعطي الفرصة لمن يريد أن يعيد الإستعمار للشعب الإريتري ولو بإسم حكومة إريتريا..!س5: هل هذه العلاقة المميزة مع المرحوم عثمان صالح سبي وقوات التحرير الشعبية لها إنعكاس مباشر لموقفكم من الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا بقيادة أسياس أفورقي في تلك الفترة والحكومة الإريترية بعد ذلك ؟ج: الأخ أفورقي والحكم السائد في إريتريا الآن هو الذي يخاف من شبح يطارده ليل نهار .. هذا الشبح هو التاريخ النضالي للشعب الإريتري والذي تم من خلال الجبهات الإريترية ، وأسياس أفورقي لا يرى في النضال الإريتري إلاّ شخصه وصورته ، لذلك أي شخص وفــي لنضال الشعب الإريتري وتاريخه ورموزه صنّفه أفورقي بأنه ضده ، أنا شخصيا صنفني كذلك وهذا مرض نسأل الله أن يشفي منها أسياس أفورقي .كان يمكن تكريم قيادات الثورة كنوع من الوفاء لكل القادة الإريتريين الذين منحوا العمر والشباب لشعبهم وكان يمكنهم أن يعيشوا حياة أفضل دون إرتباط بقضية شعبهم ولكنهم منحوا عمرهم وشبابهم لبلدهم مهما كان العائد .. ومهما كان الذي تحقق إلاّ أنهم في الأخير أعطوا العمر وهو أغلى مايمكله الإنسان ، أكرر وأقول أسياس أفورقي مطارد بشبح إسمه القادة الإرتريين الذين حرروا إريتريا ، وفي غفلة من الزمن جنى هو ثمار هذا التحرير، ولذلك لا شيئ شخصي بيني وبين أسياس أفورقي ، ولكن أنا مصر على تقدير واحترام وتكريم القيادات الإريترية التي ساهمت في أن تصل إريتريا لإستقلالها وأفورقي للسلطة، س6: يشهد القرن الإفريقي حراكا سياسيا وعسكريا ، إثيوبيا، الصومال، السودان ، إريتريا . كما تتواحد قوات أجنبية كثيفة في المنطقة ، إلى أين تتجه الأمور برأيكم ؟ج: هذه المنطقة أوضاعها في غاية التعقيد وللأسف الوضع في الصومال قد يجرها لمشكلات كثيرة لأن إثيوبيا تتحفز للتدخل في الصومال ، وإثيوبيا عام 1961م إعترضت على إستقلال الصومال وقالت أن هذه المنطقة لا تتسع لدولتين وظلّت إثيوبيا هي رأس الرمح للعمل ضد الصومال كدولة . الآن الحكومة المؤقته في الصومال برئاسة عبدالله يوسف واضح أنها مدعومة من إثيوبيا وهذا سيوسع مجالات التدخل الخارجي في الصومال وسيدخل ذلك إثيوبيا في مشاكل كبيرة ، وبالتالي ستصحو ذهنية (الإمبراطور)الجديد الأخ أسياس أفورقي بنظرية أن يكون هو الأقوى كنتيجة لضعف إثيوبيا خلال تورطها في الصومال ، وهذا يعرض المنطقة إلى حرب وصراع ، أما جيبوتي في تقديري فهي بقعة من الأرض للإيجار، دولة بلا موارد لا تملك إلاّ الإطلالة على البحر الأحمر وباب المندب وقربها من الخليج وأهميتها الإستراتيجية لذلك هي مساحة من الأرض تستأجر لمن يريد وهناك الآن قوات فرنسية وأمريكية كبيرة جدا يمكن أن تستخدم كمنطلق للتدخل في المنطقة .. وللأسف السودان أيضا قد تشمله التحولات إذا لم تراع الحكومة هذه المخططات . أنا غير متفائل لكل ذلك وبإستثناء دولتين في المنطقة هما كينيا ويوغندا أوضاعهما مستقرة إلى حد ما – إستقرار بالمفهوم الغربي – لذلك بقية المنطقة تعيش حالة من عدم الإستقرار ولا نعرف إلى ماذا ستسفر الكيمياء القادمة ، والتي ستسفر عن تغييرات في خريطة المنطقة .س7: تتابعون الأوضاع في إريتريا بدقة الخبير .. إلى ماذا سيفضي ذلك وما هي السيناريوهات المتوقعة ؟ج: النظام في إريتريا يعيش ويتعايش مع سوء الأوضاع التي حوله ، مايفعله أسياس في إريتريا لوعملت حكومة السودان مائة عام من السوء مع الشعب السوداني لا تبلغ مافعله أسياس مع الشعب الإريتري ، والغرب لضرورات سياسية يغض النظر عمّا يحدث في إريتريا ، فنصف سكان هذا البلد نازحين – وهذا على وجه التقريب – والحاكم باسم الاستقلال وسّع دائرة اللجوء والنزوح للخارج ، وحاكم فرد لايؤمن بالمؤسسات وتتكظ سجونه بالسياسيين والصحفييين والدبلوماسيين والعسكريين ولا أحد يحتج في الدول الكبرى والتي تتحدث عن حقوق الإنسان ، حاكم يضطّهد شعبه ويقوده لمسارح العمليات ويلاحق الشباب في شوارع المدن والقرى والبلدات .. يكفي أن أسياس هو المؤسسة الوحيدة في البلاد .. ومع ذلك يُحافَظ عليه هو شبيه بإسرائيل . فهي تعيش تحت حماية الغرب وحضن امريكا .. يكفي أنها خطفت حكومة كاملة عشرة وأكثر من الوزراء وأكثر من عشرين نائب منتحبين..أمريكا إعترفت بنزاهة الإنتخابات التي أتت بهم وبحماس .. كل ذلك من أجل جندي واحد ف ييد حماس .. وأسياس أيضا وفي ليلة واحدة زجّ بأكثر من عشرة وزير في السجن دون أن يتحرك أحد .. التاريخ علّمنا الكثير..فالتاريخ الذي أنهى حكم الإمبراطور هيلي سلاسي ومنغستو هيلي ماريام الماركسي سوف ينهي حكم أسياس بصبر ونضال الإرتريين .. والبقاء دائما للأصلح مهما طال الزمن .. والنظام في أسمرا سوف يتغير لأنه ضد طبيعة الأشياء . س8: كيف تقيمون دور الحكومة الإريترية في حل مشكلات الشرق في السودان ؟ج: إبتداءاً لي رأي في التحسن الذي طرأ في العلاقات بين الحكومتين . أنا أعتقد أن أسياس أراد أن يقول أنه نجح في قرض قيادات ووزراء في الحكومة السودانية الحالية وأن لهؤلاء إستحقاقات يجب أن يسددوها ، وهم أصدقاء نظامه في السودان كوزراء الحركة أو التجمع الديمقراطي وجبهة الشرق ، وأبدي دهشتي لكون جماعات او حركات سياسية سودانية تتحدث عن غبنها من الديكتاتورية وإنعدام الحريات ومنع حرية الأحزاب وتاتي من بلد لا يعترف بأي شيئ له علاقة بالحرية ولا يحترم أي عمل جماعي حتى لو فردين في جمعية خيرية .. وهو يريد أن يقول أن هؤلاء هم آذانه وعيونه في الحكومة السودانية ، وأنا لا أرى مستقبل لمثل هذه العلاقة . نأتي لمشكلة الشرق : أنا أقول لك سر الكثير من الإريتريين لايعرفونه ، أن كسلا كانت ترفض دائما فتح مكتب للجبهة الشعبية ، وكذلك الفعاليات الأهلية والقائمين على خلاوي همشكوريب أبناء الشيخ علي بيتاي ، وكذلك في بورتسودان ، قليل من السودانيين كانوا يتعاملون مع الشعبية ..أريد ان أقول أن الإنسان السوداني العادي فكره وتفكيره متقدم على كثير من الأنظمة لأنه كان يعي حقيقة الجبهة الشعبية وإلى أين تسير وإلى ماذا ستنتهي ..لذلك فالشرق السوداني الشعبي والسياسي مرتبط بغرب إريتريا كإمداد سكاني وجغرافي وعلاقات قبائل وعادات وتقاليد وإرث ، وهذه القبائل عانت من حكم أسياس أفورقي بما يكفي لتأليب شرق السودان ضد النظام ، لذلك ليست ثمة مستقبل بين شرق السودان وإريتريا الحكومة ، لذلك سوف لايلعب أفورقي دور في هذه المشكلة اللّهم إلاّ من خلال المجموعة التي عاشت هناك ومع ذلك فإنها سو تقطع الحل السري الذي يربطها مع هذا النظام حال عودتها إلى السودان .س9: أنتم واحد من أصدقاء الشعب الإرتري الذين خدموا قضيته ثورته طوال هذه السنوات ، وهذه الصداقة العميقة لم تنطبق من موقف أيدلوجي متغير ولا وقف حزبي يتبدّل تباعا للظروف .. هذا الموقف الإنساني النبيل كان ينطلق من ضرورة أن يعيش الشعب الإريتري حرا أيام كفاحه المسلح والآن ينطلق من حقه في الحياة ، هذا التواصل يتيح لكم لأن توجهوا رسالتين للشعب الإريتري وقوى المعارضة الإريترية ، فماذا تقول لهم ؟ج: أقول للمعارضة الإريترية لن أملّ الحديث عن ضرورة وحدة الصف ومواجهة الخطر الماثل أمامها الآن . بالنسبة للشعب الإريتري عليه أن يناضل لإكمال إستقلاله الناقص وهذه حقيقة ، وأضيف هنا أن على الشعب الإريتري أن يناضل أيضا مع بقية شعوب منطقة القرن الإفريقي لقيام إتحاد شعوب القرن الإفريقي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى